الدولي السابق بادو الزاكي ل: “بيان اليوم”

عبر حارس المرمى الدولي السابق بادو الزاكي عن فخره باختياره أفضل حارس في تاريخ الكرة الإفريقية في استفتاء أجرته صفحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، معتبرا أنه تتويج لكافة المغاربة وينضاف لرصيده من جوائز الشخصية أحرزها في مسيرته.
وقال الزاكي في حوار أجرته معه بيان اليوم، إنه يعتز كثيرا بهذا التتويج، خاصة أنه جاء على حساب حراس كبار في الكرة الإفريقية، مشيرا إلى التكريم الذي حظي به بنحت تمثال شمعي له بأحد متاحف جزيرة مايوركا التي دافع عن ألوان فريقها الأول.
واعتبر الزاكي أن قيادته للمنتخب الوطني إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا 2004 بتونس، تبقى محطة مميزة في مساره التدريبي، مبرزا أنه استطاع إنشاء فريق شاب خالف كافة التوقعات السلبية التي كانت تتنبأ له بإقصاء مبكر من البطولة.
وتطرق الزاكي إلى الهدف الذي تلقاه في مباراة الدور الثاني بكأس العالم 1986 بالمكسيك أمام منتخب ألمانيا، موضحا أن خطأ في جدار الصد بسبب تقدم المدافع نور الدين البويحياوي تسبب في تلقي هدف قاتل من ضربة ثابتة نفذها لوثر ماتيوس.

< الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منحتك لقب أفضل حارس مرمى في إفريقيا، ما رأيك؟
> نعم .. أحرزت عدة ألقاب شخصية من بينها الكرة الذهبية وأحسن رياضي وأحسن حارس مرمى في المغرب وأفضل حارس مرمى في الليغا الإسباني في مناسبتين، وأفضل حارس مرمى في كأس إفريقيا، وهي ألقاب يمكن أن تتبعها تتويجات أخرى، لكن المكافأة الحالية التي تلقيتها من (الفيفا): أحسن حارس مرمى في تاريخ كرة القدم في إفريقيا، لا أخفيكم أنه يصعب علي ترجمة مشاعري وإحساسي وسعادتي بهذا التتويج. أنا أشعر أنه مفخرة لجميع المغاربة وسيفتخرون وسيعتزون به أكثر مني، لأنه لقب وتتويج لن يحرزه لاعب -أسطورة- آخر إلا بعد سنوات أو عقود وذلك لرمزيته وقيمته الوازنة وارتباطه بتألق وتفرد في قارة. ولذلك فرحت كثيرا بهذا التتويج وأنا أدرك جيدا أنه تتويج لجميع المغاربة.

< هذا اللقب تنافس من أجله حراس مرمى عمالقة من بينهم عصام الحضري وأنطوان بيل وطوماس نكونو، وعاد إلى المغربي بادو الزاكي، ما تعليقك؟
> بالفعل شهدت إفريقيا حراسا كبارا في حقب تاريخية متنوعة تألقوا في الأندية والمنتخبات ومنهم من برزوا في الاحتراف في دوريات كبيرة بأوروبا وغيرها. وجميل أن تقدم (الفيفا) لقبا يخص التميز بهدف التحفيز والتشجيع على الاجتهاد والبذل والعطاء. وأحمد الله على هذا التتويج الذي ينضاف إلى ما حظيت به من ألقاب وطنيا ودوليا في مساري الرياضي.

< أحرزت العديد من التتويجات من بينها مجسم لشخصك في جزيرة مايوركا، فأين تضع تتويج اليوم؟
> سلطات وفعاليات جزيرة مايوركا كرموني وأعدوا تمثالا لشخصي في موسم 1999-2000، وهذا التمثال يوجد في متحف ألفورو، متحف يضم تماثيل من الشمع تنجز للشخصيات التي تقدم خدمات هامة ورفيعة للجزيرة عبر التاريخ ككتاب وأدباء وبطل العالم للصيد في عمق البحر خوان إيمانغوان والمدرب الذي قضيت معه خمس سنوات في نادي مايوركا وخوان كارلوس ملك إسبانيا لكونه كان يقضي فترة عطلته السنوية في الجزيرة. وهناك شخصيات أخرى لم أستحضرها الآن. شخصيات في مجالات مختلفة في الثقافة والسياسة والرياضة والفن. شخصيا كنت محظوظا بأن يكون لي تمثال في هذا المتحف العالمي. وبالنسبة لي كانت محطة مايوركا هامة جدا خلفت علاقة مستمرة حتى الآن مع الجميع مسؤولين و جمهور، ومنذ ثلاثة أيام اتصلوا بي و تبادلنا الحديث حول المباراة التي ستجمع نادي مايوركا ببرشلونة وطلبوا رأيي خاصة وأن مايوركا يجتاز فترة صعبة من حيث النتائج و من الصعب أن يسترجع مكانه في قسم الكبار إذا كتب له النزول إلى القسم الثاني، وفي اللقاء عرضوا علي همومهم بحكم الحب والصدق الذي يجمعني بهم منذ الفترة التي عشناها معا. ويبقى تتويجي أفضل حارس مرمى في إفريقيا تكريما خاصا لشخصي.

< هل يمكن اعتبار قيادتك المنتخب الوطني لبلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 أفضل محطة في مسارك المهني؟
> نعم هناك محطات كثيرة. ولمحطة تونس 2004 مكانها ونكهتها. هناك محطات عشتها لاعبا ومدربا. نهائي 2004 محطة مميزة في تاريخ المنتخب الوطني المغربي ولا تنحصر في مدار فريق معين. نعلم جيدا أن المنتخب الوطني بين 2000 و2002 تعذر عليه تجاوز الدور الأول في التنافس وبعد هذه المرحلة واعتمادا على منتخب شاب تغيرت تركيبته بنسبة 85 في المائة، ولم يراهن عليه الكثيرون في مسار الإقصائيات، ورغم ذلك حققنا فيها رقما قياسيا في المردود الفني : كسبنا 5 انتصارات، و تعادلنا في مباراة واحدة و عبرنا دون هزيمة وسجلنا 10 أهداف دون أن نستقبل هدفا. لن أنس أن بعض وسائل الإعلام لم تؤمن بنا وروجت أن منتخبنا يوجد في مجموعة الموت واعتقدت أن طائرتنا ستبقى جاهزة لتعيدنا من تونس بسرعة بسبب الإقصاء. وقد تابعتم كيف تم تجميع اللاعبين وكيف تكون الفريق وكيف كبر بفضل مواهب شباب من الدوري الوطني ومن الخارج. راهننا على المباراة الأولى في النهائيات بتونس، وكانت صعبة، لكن تجاوزناها بنجاح على حساب منتخب نيجيريا الذي كان مرشحا للظفر باللقب، وبعد ذلك واصلنا التألق حتى وصول النهائي، وجل اللاعبين الذين كانوا معنا غيروا أنديتهم إلى الأفضل.

< ما يزال الحديث عن المباراة الرابعة التي واجه فيها المنتخب الوطني منتخب ألمانيا في مونديال المكسيك، و عن الهدف الذي سجله اللاعب ماتيوس من كرة ثابتة في الدقيقة 87 ، فمن من اللاعبين خرج من الجدار الذي سهرت على بنائه الحاج نور الدين البويحياوي قال لنا بأنه هو من خرج، ما رأيك؟
> نعم .. هو من خرج لكن كيف ذلك؟ فشخصيا عند إعلان الحكم عن الخطأ سهرت على بناء الجدار، ووقف اللاعب احسينة أمامي يحجب الزاوية التي أراقب منها منفذ الضربة ماتيوس، وبينما كنت أطلب منه تغيير المكان فوجئت بالبويحياوي يخرج من مكانه مما فكك الجدار، قلقت ولم يكن لي الوقت لترميم صف الجدار، فنفذ ماتيوس الخطأ وسجل الهدف، وعند انتهاء المباراة سألت البويحياوي عن سبب خروجه من الصف أجابني بأن المرحوم الظلمي هو الذي طلب منه الخروج، وفي لقطة بشريط اللقاء الظلمي يتكلم مع البويحياوي. عموما كانت المشاركة هامة وإيجابية نتيجتها غير مسبوقة، عبرنا إلى الدور الثاني في المونديال.

< حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top