< حدثينا عن مسيرتك في الكتابة وكيف كانت البدايات؟
> منذ نعومة أظافري، صعدت إلى المنصة أمام الجمهور وأنا إبنة 5 سنوات وألقيت على مسامع الحضور قراءات الشعر و أغاني الطفولة في قالب عفوي، بعدها انسابت الاستمرارية في كتابة المقالات و قصائد الشعر مع إلقائه تارة في المحافل و المناسبات.
<وهل تأثرت بأحد؟
> أبوح بالصدق، أبي القاسم الشابي الشاعر الذي صمد في القلوب وأثر في كثيرا وعميقا، وهذا لا يعني أن الشاعر يمكنه الاقتباس من غيره، لأنه يعتبر ضعيف الشخصية، أحب الجديد وإضافة نكهة مغايرة ومتفردة. هذه وجهة نظري، أما الروتينية والجمود والركود ليسوا في قاموسي الشعري.
< كيف تكتبين القصيدة؟ وما هو تصورك للشعر وطرائق تعبيره؟
> يمكن أن تهجم علي القصيدة بغتة، وإذا لم يكن بين أناملي قلم، يمكن كتابتها بأي شيء يترك بصمة على المائدة أو على يدي مثلا، إلى حين إحضاري للقلم، وبسرعة أكتب قبل رحيل الإلهام الشعري، وأنضدها وأرتبها على الشكل العمودي القديم بأبيات الصدر والعجز مقفاة، وغمر ثغرها بوزن مناسب من أنواع البحور، ولكن غالبا أحس بأن القصيدة في النهاية تصبح جافة تفتقر لبعض المصطلحات الهادفة التي أبيت أن تكون في أبيات الشعر، وسحبتها بسبب الوزن، بعدها أرويها وأنثر عليها كلمات أحببتها بصدق كما يزين الفنان لوحته أو المرأة حلوياتها.
الشعر بالنسبة لي هو غذاء الروح ومجموعة معاني صادقة من ثغر وصميم الفؤاد، منسقة مع الاتجاه الشعري الصحيح الذي يتحرك في الواقع بتعبير إبداعي خلاق ودينامي غني بالعطاء متعدد الروافد والمعطيات كتفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية الإنسانية والرومانسية التي ترمز لجمالية الطبيعة ورونقها وتدخل المعاني والكلمات في عدة منظورات أو أصوات غنائية رئيسية، لتتجادل معا في خلق القصيدة في مخيلتي لتتشكل موسيقى في نسق أكثر هارمونية سلسة لتعانق تجربتي الشعرية.
< أين تنشرين نصوصك؟
> أنشر نصوصي الشعرية ومقالاتي في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية الرسمية والوطنية المحلية والدولية، وقد اختير مقالي الأخير الذي جمع بين الأدب والعلوم وحب الوطن على القناة الأولى المغربية، في فقرة قراءة أهم ما صدر من الصحف الكبرى، وعن قريب سيصدر ديواني الجديد.
< من هو الشاعر الحقيقي؟
> أحب الشاعر الحقيقي ولا تهمني القيود، فما دام الشاعر استطاع أن يلتحم بجسد القصيدة ليخرج لنا مرآة تعكس مكنونات نفسه أو تعبر عن حالة وجدانية ما، حينئذ يستحق هذا الشاعر أن يصبح مبتكرا، لأنه استطاع أن يؤثر في ببراعة استخدامه للحرف وبقدراته على القيادة، قيادة المفردات، ولا نطالبه إلا أن يسكب مشاعره البيضاء ثلجا يذوب على أوردة الشطر، فتندى أحرفه بالألق، مؤيدة لقول الشاعر السعودي قحطان.
< هل اشتركت في مهرجانات و كيف تقيمينها؟
> ساهمت في احتفاليات ومهرجانات محلية و دولية،
سأكتفي بذكر بعضها:
مهرجان عيد الكتاب.
الفوز بالمرتبة الأولى في صنف الشعر الفصيح من جامعة العالم الدولي والعربي للثقافة والأدب، حيث قدم لي درع الاستحقاق.
شاركت في ملتقيات واحتفاليات من تنظيم و دعم وزارة الشباب والرياضة بتطوان، حيث كرمت من طرفها في أبريل 2019 و توجت في دجنبر 2019 بالميدالية الذهبية من طرف مندوب وزارة الشباب والرياضة بتطوان و منحني لقب سفيرة ومعدة ومقدمة برامج وزارة الشباب والرياضة بتطوان.
شاركت في احتفاليات بدعم من وزارة الثقافة حيث كرمت من طرفها، وفي احتفاليات من تنظيم الأديبة الكويتية الدكتورة هيفاء السنعوسي، حيث فزت في أولى مشاركتي معها بجائزة دولة الكويت في مسابقة كأحسن قصيدة وطنية شعرية تحكي المحبة والإخاء، بين المغرب والكويت، مع ظهوري في جريدة الرأي الكويتية ومنحي لقب فراشة تطوان.
حاصلة على درع التميز و الإبداع من طرف الجريدة الرسمية الأسبوعية العراقية، مقرها ببغداد.
شاركت في اليوم الدولي للتسامح والتعايش والسلام، حيث اختيرت قصيدتي “لنتسامح ..” لترجمتها إلى اللغة الإنجليزية مع نشرها.
شاركت في مديرية السجن المدني لفائدة نزيلات المؤسسة السجنية بقصائد تعزز مكانة المرأة في المجتمع مع تكريمي، بالإضافة إلى مشاركات أخرى.
< بعيدا عن الشعر كيف تقضين أوقات فراغك؟
> في وقت الفراغ أصنع وأخترع و أبدع أشياء من مخيلتي، كأعمال يدوية رائعة كالتدبير المنزلي ورسم أشكال أنيقة على الثوب بالخيوط الحريرية والذهبية أو الفضية والصباغة.. أعشق الفن الفوتوغرافي وأتقنه مثل التقاط صور الطبيعة النادرة، أتقن حكم ناس زمان، جدتي رحمها الله كانت تحكيها لي و تروي قصصها، أحب التفنن في الطبخ وصنع وابتكار أشكال متعددة من الحلويات التقليدية والعصرية.
< كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟
> نرجو من الله العلي القدير النهوض بالثقافة ونسكب فيها قدرها وحقها أكثر وأكثر من أجل ارتقاء الأمم، والله تعالى نسأل أن يرفع عنا البلاء والوباء لنعود لحياتنا الطبيعية، ونحن أكثر حيوية وبعقلية مغايرة جديدة ومتجددة، معبئين موحدين متضامنين لنصنع مستقبلا مشتركا، أفضل بعد أن نكون قد استخلصنا جميعا دروس زمن كورونا لاستشراف الزمن الآتي بطموح و آمال وبعيون متفائلة.
*****
من قصائد إمهاء مكاوي
استغفارات كرب كورونا
يا فالقَ الإصباحِ يا منيرا نستغفرك عد
ما ضاقت الصدور و الأرواح تصدح صهيلا
دنونا إليك و نرجوك فتحا قريبا
يا جاعلَ الليلِ سكنا نستغفرك بكرةً و أصيلا
نسأل الذي تجلى في علاه يا مولانا نستغفرك
اروينا بعفوك و رضاك اللهم اسقينا سلسبيلا
يا جبارا رضينا بما قدر لنا من خطوبٍ ونستغفرك
يا قدوسا .. زحزحنا من النيرانِ يا جليلا
ارحم ترانيم هديل خلقك وخلصنا شر السقم
ضر بنا .. نستغفرك ونرجوك صبرا جميلا
بعدما أرخى ظلاله وحل بأراضينا رحماك
رب شر احتباس أنفاسنا التي تئن أنينا هزيلا
بعدما خضعنا ورضخنا لأمرك أشفق عنا
فلقد مَثَلْنَا لك رب طاعة وخير تَمْثِيلا
عند السحر نستغفرك يا قديرا والسوط
يدمر أرواحنا نخاله يمخر أجسادنا لا بديلا
نناجيك يا الله يا غفارا يا مغيثا بالستر
ارزقنا حسن الخاتمة يا خالق العباد سجيلا.