تشارك منظمة “الشبيبة الاشتراكية”، شبيبة حزب التقدم والاشتراكية، في الدورة 19 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، التي تقام في مدينة سوتشي الساحلية المطلة على البحر الأسود بروسيا، وذلك في الفترة ما بين14 و22 أكتوبر الجاري.
المهرجان العالمي للشباب والطلبة، الذي يسهر على تنظيمه الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي (الويفدي)، هو نفسه حكاية طويلة ومسار نضالي ممتد عبر عقود من الزمن منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وخلال زمن الحرب الباردة، واستمر إلى اليوم برغم كل الإكراهات والعراقيل، كما أن انخراط شبيبة حزب التقدم والاشتراكية، ولاحقا منظمات وطنية أخرى، في هذه الحركة الأممية، ليس وليد اليوم أو السنوات القليلة الأخيرة، وإنما يعود إلى سنوات طويلة، وضمن ذلك خاضت “الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية”، وهي “الشبيبة الاشتراكية” حاليا، معارك حقيقية داخل هياكل وفعاليات دورات هذا المهرجان الكوني، خصوصا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية للبلاد.
وللتذكير، فان أول مهرجان عالمي للشباب والطلبة كان قد أقيم في العاصمة التشيكية براغ عام 1947، وشهد آنذاك مشاركة 17 ألف شابا وشابة من 71 دولة عبر العالم، وهو يقام كل أربع سنوات، وسبق أن استضافته روسيا مرتين: الدورة السادسة عام 1957، والدورة 12 عام 1985، ثم طبعا الدورة الحالية لعام2017، كما أن الدورات الأخيرة للمهرجان احتضنتها كل من: لشبونة، كوبا، فنزويلا، الجزائر، جنوب إفريقيا…، وبرغم أن منظمة مثل الشبيبة الاشتراكية تعتبر من الأعضاء التاريخيين في الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، وكانت قد تولت مسؤولية (منسق المنطقة العربية وشمال إفريقبا) بداخله في مرحلة سابقة، فإن خصوم الوحدة الترابية للمغرب أقدموا على افتعال مناورات مكثفة وعديدة قادت إلى إبعاد كل المنظمات الشبابية المغربية من هذه المنظمة العالمية التي تحضى بالعضوية الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ودام هذا الإقصاء سبع سنوات، نجحت هذا العام منظمة الشبيبة الاشتراكية في رفعه وهزم من يقف خلفه، واستعادت عضويتها وحقها في المشاركة في المهرجان، ولهذا تحضر في دورة سوتشي بروسيا ممثلة للشباب المغربي، وحاملة لواء الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى للشعب المغربي داخل هذا المحفل العالمي الذي يضم هذه السنة أكثر من عشرين ألف شابا وشابة يمثلون 150 بلدا من كل القارات الخمس.
العمل الذي تقوم به منظمة الشبيبة الاشتراكية في مثل هذه المنتديات لا يجري تقديره دائما، وفِي حين تصرف عليه دول عديدة الكثير من الأموال والجهود، فإن سلطاتنا العمومية وهيئاتنا الديبلوماسية لا تدرك دائما قيمة وأهمية هكذا محافل تجسد الرأي العام والمجتمع المدني الكوني، وهذا يترك منظمة شبابية مدنية مثل الشبيبة الاشتراكية تصارع لوحدها من أجل حضور مثل هذه الملتقيات وتدبر مصاريفها وخوض المعارك بداخلها لوحدها، مقابل استنفار كبير لخصوم المملكة الذين تقف دول بكاملها خلفهم، كما يحدث من طرف البلد الجار لنا.
ويمكن هنا أن نذكر أن عددا من قياديي الجبهة الانفاصالية ووجوهها المعروفة اليوم، مرت من داخل المشاركة في دورات هذا المهرجان، وخاضت المنظمات الشبابية الديمقراطية المغربية معارك ومواجهات ضدها، كما ننبه إلى أن دورة سوتشي هذه السنة ستعرف فرض خصوم المغرب “تكريم زعيم الانفصاليين السابق”، ومن المؤكد أن فعاليات المهرجان ستشهد مواجهات ساخنة بين مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية من جهة وخصوم الوحدة الترابية من جهة ثانية، وذلك على غرار ما حدث في دورات سابقة خلال السنوات الأخيرة بكوبا وفنزويلا والجزائر وجنوب إفريقيا…
إن المقاربة الشمولية لعملنا الديبلوماسي الوطني تعني أيضا الاهتمام بمثل هذه المحافل المدنية والشبابية والسياسية، ودعم المنظمات الوطنية التي تحضر فيها ومساعدتها لتمتين مشاركتها، وذلك بغاية ترسيخ الالتقائية وتعزيز التعبئة الوطنية وتقوية الطرح الوطني المغربي انتصارا للحقوق الوطنية لبلادنا وشعبنا.
سفر سعيد لوفد الشبيبة الاشتراكية، وبالتوفيق في مشاركته الوطنية والنضالية في مهرجان سوتشي للشباب والطلبة.