تسجل مشاريع الطاقة النووية لأغراض توفير الكهرباء تراجعا ملحوظا عبر العالم.
فحسب مصادر مختصة هبط عدد المشاريع لبناء مفاعلات نووية جديدة حول العالم إلى أدنى المستويات في السنوات العش ر الماضية. إذ تراجع عدد هذه المفاعلات النووية من خمسة عشر مفاعلا عام 2010 إلى عشرة مفاعلات فقط خلال عام 2013 ثم إلى ثمانية خلال العام 2015 ثم إلى ثلاث مشاريع عام 2016 وإلى مفاعل نووي واحد فقط خلال النصف الأول من العام الجاري.
ومنذ عام 1977 نجد أن 90 بالمائة من جميع مشاريع تشييد المفاعلات النووية تم التخلي عنها أو تعليقها في مراحل مختلفة من عمليات الإنشاء. كما هبطت حصة الطاقة النووية في الإنتاج العالمي من الكهرباء من مستوى ثمانية عشرة في المائة عام 1996 إلى 11 في المائة فقط خلال العام الماضي. ويبقى السؤال هو ما الذي أدى إلى تراجع الاهتمام بهذا المصدر من الطاقة على الرغم من أن المفاعل النووي الحديث يولد الكهرباء لمدة أربعة وثلاثين عاما وذلك من خلال استهلاك فقط كيلوغرام واحد من الوقود النووي، كما أن حبيبة واحدة من اليورانيوم تنتج كمية من الطاقة تماثل ما ينتجه نحو خمسمائة لتر من النفط أو طن واحد من الفحم. علما أن هذه الكمية تكفي لتشغيل كهربائي منزل لمدة أربعة أشهر. ويرى محللون أن السبب الأبرز في هذا التراجع هو الخوف من حوادث التسرب الإشعاعي مثلما حصل مع مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا عام 1986 وفي فوكوشيما عام 2011 باليابان، إضافة إلى صعوبة التخلص من مخلفات المفاعلات النووية. فاضمحلال هذه المخلفات يحتاج لمئات السنوات إضافة إلى التكاليف الباهظة لهذه العملية.
وهناك حاليا470 مفاعلا نووية لأغراض سلمية في 32 بلدا في المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية بتسعة وتسعين مفاعل ثم فرنسا بثمانية وخمسين مفاعلا ثالثا اليابان 43 ثم روسيا بخمسة وثلاثين مفاعلا نوويا من الدول التي قررت التخلي نهائيا عن توليد الكهرباء من الطاقة النووية نجد ألمانيا 14 هذه النسبة تمثل ما تنتجه من كهرباء من خلال استغلال هذا المصدر، إذ أن ألمانيا تخطط لجعل هذه النسبة صفرا في عام 2022 .
عبد الحق ديلالي