العثماني يدعو وزراءه للعمل الميداني

في ما يمكن اعتباره أول رد على تنظيم العشرات من الاحتجاجات تضامنا مع معتقلي الريف بعد صدور الأحكام القضائية في حقهم، وجه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال اجتماع مجلس الحكومة دعوته لجميع الوزراء إلى تكثيف العمل الميداني المباشر بشكل أكبر من خلال النزول إلى الميدان والتواصل مع المواطنين ومع جمعيات المجتمع المدني ومع المهنيين ومع النقابات وإعطاء الحوار القطاعي بعدا حقيقيا، قائلا “إن المسؤول الحكومي يجب أن لا يكتفي بإصدار التعليمات من خلال ما يطلع عليه من وثائق داخل مكتبه بل إنه مسؤول حكومي يجب عليه أن يتواصل ويباشر العمل الميداني”.
وأكد العثماني، متوجها لأعضائه حكومته على الاستجابة للانتظارات وللمطالب المشروعة للمواطنين، مشيرا “إن بلادنا خلال الفترة الأخيرة شهدت عداد من الأحداث بينت على انتظارات المواطنين هي في مستوى أعلى بكثير من عمل أغلب القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية أيضا، وهو ما يفرض أن يكون شعار الإنصات والإنجاز الذي ترفعه الحكومة شعارا حقيقيا وواقعيا.
ونبه رئيس الحكومة، على أن الإنصات والإنجاز لايكفي إم لم يكن مقرونا بالتواصل، إذ يجب الإصغاء لنبض المجتمع والتقاط الإشارات التي تطلقها المواطنات والمواطنين، والعمل على الاستجابة لتطلعاتهم وانتظاراهم، ثم التواصل بشأن ما تقوم به الحكومة وما تنجزه على أرض الواقع، ليتمكن المواطنون من تقييم ذلك إيجابا أو سلبا، وكذا تمكين وسائل الإعلام والصحافة من الحصول على المعلومة في الوقت المناسب بشأن ما تقوم به الحكومة من عمل.
كما نبه إلى تأخر بعض الإدارات في الاستجابة أو تطبيق بعض البرامج أو المراسيم التي تقرها الحكومة مثل ما يتعلق بتدابير تطبيق مرسوم تسهيل إجراءات المصادقة على مطابقة نسخ الوثائق لأصولها، حيث سجل تأخر تطبيق هذا المرسوم لدى بعض الإدارات، وحذر المتهاونين بتعريضهم إلى المساءلة، قائلا “أدعو بالمناسبة إلى الالتزام بتطبيق وتنفيذ البرامج التي تقرها الحكومة بشكل فوري وعدم الاستهانة بها وإلى تعميم مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة كما دعا إلى ذلك جلالة الملك محمد السادس”..
ولم يفت رئيس الحكومة أن يؤكد على اهتمام الحكومة بالجانب الاجتماعي للمواطنين لوعيها وإحساسها بمعاناة الطبقات المتوسطة والضعيفة والهشة داخل المجتمع، مشيرا أن الحكومة تعمل على بلورة عدة برامج للتخفيف من هذه المعاناة.
وعلى رأس هذه البرامج الاجتماعية تلك التي تخص مجال التعليم، حيث أعلن العثماني عن الزيادة في عدد الطلبة الممنوحين خلال الموسم الجامعي المقبل ب 36 ألف طالب(ة) ممنوح(ة) بعدما تجاوز العدد حاليا 330 ألف طالب (ة) ممنوح(ة)، والزيادة في الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية بـ 7600 سرير تشمل فتح أحياء جامعية جديدة بكل من آسفي وأكادير ومكناس والناظور ودعم وتوسعة الأحياء الجامعية الموجودة بالراشيدية وتطوان وتازة، كما سيتم دعم المطاعم الجامعية الموجودة وفتح مطاعم جامعية جديدة لفائدة الطلبة في كل من الناظور والجديدة وآسفي.
كما كشف رئيس الحكومة عن اتخاذ إجراءات جديدة بخصوص ملف التغطية الصحية للطلبة لتجاوز العوائق التي سجلت من قبل، حيث تقرر مراجعة مسطرة الاستفادة من نظام التغطية الصحية لفائدة الطلبة عبر إعداد مرسوم جديد يهدف إلى تبسيط الإجراءات من أجل استفادة أكبر من الطلبة، إذ يرتقب أن يصل عدد المستفيدين إلى 270 ألف طالب بميزانية مخصصة لهذا البرنامج تصل إلى 110 مليون درهم.

< فنن العفاني

Related posts

Top