طبيب ورسام،
مهندس ونحات،
صيدلاني وكاتب…
طويلة هي لائحة الثنائيات التي تبدو للبعض غريبة نوعا ما فيتساءلون:
لماذا يتطفل على ميدان غير ميدان تخصصه؟
لماذا يرسم دون تكوين في المجال؟
هل يكره مهنته لهذا يبحث عن البديل؟
متى كان الفن أو الأدب حكرا على فئة دون أخرى؟!
أحد رواد وأعمدة فن الرسم، الشهير ليوناردو دافنشي كان مهندسا معماريا، موسيقيا ورساما، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى لأعلام مزجوا بين مجالات العلم والأدب والفن وبرعوا فيها جميعها أيما براعة. التوجه الدراسي والمهني ما هو إلا وسيلة تسهل مسارنا الأكاديمي وتمنحنا مفتاح التعمق في مجال دون آخر بغية اتخاذه مهنة لنا، ولم يكن ولن يكون أبدا بابا مغلقا في وجه ممارستنا لأنشطة موازية سواء أدبية، فنية أو غيرها..
الأدب بالنسبة إلي ليس مجرد مهنة أو نشاط مواز. الأدب منقذ من صخب الحياة ومتنفس نتراجع من خلاله بخطوات نحو الخلف ونكتشف ذواتنا.. نكتشف العالم.. الأدب في نظري أحد دعائم وضرورات حياتنا، شأنه شأن الهواء الذي نتنفسه، يمنحنا الحياة..
وجود الفن والأدب في حياة الإنسان يخلق تناغما رنانا وتوازنا صحيا، يكفي فقط أن نعطي لكل شيء وقته الخاص..
ليس هنالك أي تناقض بين العلم والأدب، بل العكس تماما. لولا الكتابة لما صمد العلم وعبر من جيل إلى جيل. والكتابة الأدبية كذلك صديقة وفية للعلم، تزدهر بالأدوات العلمية. معلومات أو تشبيهات منبثقة من العلم قد تضفي عليها سحرا وصبغة حقائقية.
بقلم: هاجر أوحسين