هذا جديدي الإصداري
أشتغل ببطء وأنقح من مدة عملي “يوميات معلم في الجبل” الجزء الثالث، حائرا هل يمكن أن يصدر وحده؟ أم ضمن عمل متكامل يضم الجزء الأول والثاني، أنتظر أن يفرج عنه قريبا، صعب أن تصدر عملا على نفقتك الشخصية تسهر عليه للنشر وتوزعه. بجانب ذلك هناك مخطوط شعري وآخر قصصي قصير جدا.
الحركة الثقافية وطنيا ومحليا
الحركة الثقافية خلال السنة الجارية، تميزت بأحداث مختلفة حسب السياق العام التي عايشته الساحة الثقافية المغربية والعربية. أبرزها وطنيا، المعرض الدولي بالبيضاء وما واكبته من إصدارات جديدة ولقاءات متميزة وتهميش للآخرين، والثاني محليا المعرض الجهوي بالإقليم الذي يعتبر واجهة لمد جسر التواصل مع الإصدارات الجديدة لكتاب الإقليم ومبدعي المنطقة، للتعارف أكثر وترسيخ ثقافة الاعتراف وتشجيع الكتاب وقراءته بين فعاليات المجتمع المدني.
أبرز الأحداث الثقافية؟
محليا، وفي زاوية سيدي اسماعيل يبقى أهم حدث ثقافي هذا العام هو اللقاء مع الكاتب اليمني (بشير زندال) وتوقيع إصداره الجديد “كأسنان الذئب” ولقاء آخر إبداعي فني جمع بين الشعر والغناء والمسرح، حيث أزهر الشعر في القرية بأسماء تنحت الصخر وقنادل ملائكة أضاءت السماء، والفرع المحلي لاتحاد كتاب المغرب بالجديدة يساهم في تنشيط الفعل الثقافي بكل جدية.
أما جهويا، فأبرز الأنشطة المعروفة التي يقوم بها الفرع المحلي والعديد من الجمعيات النشيطة بالمنطقة هي الندوة السنوية حول ذاكرة الجديدة. للأسف، تتم هذه السنة في ظروف قاهرة وبدون دعم من قبل المجلس البلدي.
جمعيات ثقافية بين المد والجسر
محليا، تعرف الأنشطة واللقاءات التي نقوم بها أو أقوم بها بالتنسيق مع فرع الاتحاد وجمعيات ثقافية محلية، تطورا وتقدما ملموسين، والغريب أن اللقاءات يحضرها جمهور متعدد وكثير بعكس اللقاءات التي تقام في المدن والتي يكون فيها الحضور نخبويا ومحدودا.
ينفتح فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة على الهامش، فالكثير من اللقاءات تقام بالتنسيق معه وتساهم في إشعاع ثقافي وصقل المواهب، أما بيت الشعر بالمغرب، فيظل غائبا في القرى والمدن الصغيرة وعن المؤسسات التربوية.
حراك تؤججه الظرفية والمصالح والعلاقات المشبوهة
يواكب المغاربة القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل مركز راهنا، وتأخذ أبعادا قوية بنقاش مستفيض ورفيع أحيانا، وأخرى على مستوى السجال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، درجة من اللغو والانحدار، مما يجعل بعض الأمور تحيد عن الطريق الصحيح، والفهم الأحادي، ويدل ذلك على حراك تؤججه الظرفية والمصالح والعلاقات المشبوهة والاحرى أن تكون في مستوى الحكمة والتأمل والنقاش الهادئ المتزن..
غياب عن النشر
فعلا، غابت العديد من الأسماء البارزة عن النشر والكتابة لظروف مختلفة، منها عارض الموت الذي اختطف في لحظات أسماء إبداعية مشرقة، وأخرى أضربت عن الكتابة لأسباب لا يعلمها أحد.
حرية الكاتب
أنا ضد المحاكمات القضائية للأعمال الإبداعية والإنتاجات الأدبية، لا يمكن تسليط سيف الرقابة على الانتاج الأدبي المتخيل، وقد عانيت من الأمر سابقا، ولا زلت، لأن العديد منهم يرون في بعض كتاباتي أنها تنطلق من الواقع وتجسده وهذا ليس عيبا.
لذلك أرى أن كل مس بحرية الكاتب ووضعه الاعتباري هو مس بحرية الفكر والتعبير،
وأتضامن أخلاقيا ضد هذه الخروقات التي أضحت تظهر يوما بعد يوم.
هذا تصوري للدخول الثقافي
هناك مبادرات رائعة تخدم المصلحة العامة، وبعض البرمجيات لا تؤدي وظيفتها بالكامل، تصوري للدخول الثقافي بالضبط ينطلق من مسافة أعيشها وأخرى أفكر فيها. محليا، دائما تحتاج المناطق الهامشية والمدن الصغيرة إلى حركية ثقافية لامتصاص الغضب والانحراف ونشر الوعي والتغيير. فكرة المكتبة المتنقلة وخزانة الكتب يجب أن تخرج الى الأحياء والهوامش والدواوير أيضا، ولقاءات مع المبدعين في كافة مجالات الإبداع وانفتاح المؤسسات التربوية كفضاء كبير، بعقد لقاءات مع التلاميذ وتشجيعهم على القراءة والكتابة والرسم عبر التواصل وكسب المعرفة، ولنا تجارب أكدت حضورها وتوهجها ونتائجها.
