تحدتث ثريا العلوي عن علاقتها بالجمهور المغربي ووصفتها بعلاقة الاحترام المتبادل، وأنها تركت انطباعا إيجابيا على نفسية المتفرج المغربي في أول ظهور لها، مؤكدة على أنها تحترم رأي الجمهور في أعمالها، لأن بالنقد البناء يستمر الممثل والفنان عامة في الحياة.
وأوضحت الفنانة ثريا العلوي في حوار لبيان اليوم على هامش معرض الكتاب للطفل والناشئة الذي أقيم الأسبوع الماضي بالبيضاء، أن رفيقها في درب الفن والحياة الممثل والمخرج نوفل براوي، هو نموذج الزوج الناجح في الحقل الفني،لأنه طالما قدم دعما وعونا لها من أجل الانخراط في الأعمال الفنية بكل حماس وإرادة.
وشددت ذات المتحدثة عن دور المسرح في تكوين شخصيتها وبروزها في الساحة الفنية المغربية، ومن تم ولجت التلفزة المغربية وكلها ثقة في النفس من أجل إعطاء الإضافة للمنتوج المغربي وإسعاد جمهورها الواسع.
وأكدت أن التلفزة المغربية قدمت المساعدة للجميع من مسرحين وسنيمائيين، وأن لها الفضل في ظهور العديد من الأسماء التي كانت مغمورة في السابق، وأنها لا تنكر جميل التلفزة مثل ما لا تنكر دور المسرح والسينما في صنع فنانة إسمها ثريا العلوي.
وأشارت إلى أن عائق اللهجة هو ما حال دون أن تكون بعض الأسماء حاضرة في الإنتاج العربي.
ووعدت جمهورها الكريم بأنها قريبة من الظهور مجددا في أعمال فنية رائعة، رفقة ممثلين ومخرجين مغاربة كبار.
> بداية، ثريا العلوي حدثينا عن جديدك؟
< أكيد أن الجمهور المغربي سيكون قريبا، على موعد مع أعمال فنية جديدة، فهناك مسلسل”نوارة” من ثلاثين حلقة، يضم حلقات مشوقة، أتمنى أن تنال رضى الجمهور المغربي، هذا العمل الفني يعرف حضور أجود الممثلين المغاربة أمثال، محمد الخامولي، عبدالرحيم المنياري، خديجة عدلي، محمد خيي، محمد حراكة، المسلسل من إخراج جميلة برجي، ثم هناك مسرحية ليوسف فاضل من شخصية واحدة، من إخراج نوفل براوي، إضافة إلى عروض أخرى.
> كيف تبدو علاقة ثريا العلوي بالجمهور المغربي؟
< هي علاقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، ولا شك أني تركت منذ اللحظات الأولى للظهور انطباعا إيجابيا يؤكد صدقية المسار الذي رسمته لنفسي، وحرصي الشديد على صورتي الفنية، وأعتقد أن الجمهور المغربي له ذوقه وأحكامه التي ليس من السهل تجاوزها ولا بد من أخذها بعين الاعتبار، وإلا سيكون مآل الفنان عموما هو الفشل، ولذلك فالجمهور يمكن أن يمارس رقابة فنية على الفنان، ويساعد الفنان على رؤية الضوء بوضوح في نفق تجربته الفنية.
> ما الذي صنع ثريا العلوي المسرح أم السينما أم التلفزة ؟
< أنا لا أنكر فضل المسرح، فأنا مهووسة بالركح، لكن الظروف التي يمر بها المسرح المغربي، أبعدتني قليلا عنه، وأنا أرى أن أزمته الراهنة أو المشاكل التي لازمته ليس من السهل اليوم تجاوزها أو القفز عليها، لذلك فإن عملية إنقاذية لهذا المسرح، تتطلب الكثير من الوقت ومن الخطط المحكمة حتى يصبح في النهاية قطاعا حيويا ومنتجا، وليس مجرد ممارسة تحتاج إلى الدعم كي تدور عجلتها، وما قيل عن المسرح يقال عن السينما التي تعاني هي الأخرى في صمت، أما التلفزة فأكيد أن فضلها كبير على مجموعة من الممثلين الذين كانوا مغمورين في السابق.
> هل يمكن القول أن نجمومية العلوي سطعت مع التلفزة المغربية؟
< أكيد، فالتلفزيون فسح المجال أمام الجميع، وقدم فرصا للمسرحيين والسينمائيين المغاربة للإبداع الحقيقي، وأتاح لهم الوصول السهل إلى هذا الجمهور العريض، وبالنسبة لي فهو الذي قدمني لعموم المغاربة الذين لم يكونوا يعرفون ثريا في السابق.
> ما السر في تألق ثريا العلوي في مجموعة من الأعمال؟
< أعتقد أن الممثل أو الممثلة لكي ينجح في عمله لا بد أن يتحلى بالصدق الفني، وأيضا القدرة على خلق التنوع، وتمثل الأدوار المسنودة إليه بشكل جيد، بعيدا عن التقييمات خارج فنية، وإذا كان نجاح بالنسبة لي، فأكيد أن وراءه جمهور كبير لا يبخل في تشجيعي من أجل بذل المزيد من الاجتهاد، ثم أسرتي الصغيرة والإخلاص في العمل.
> لماذا لا نرى ممثلين مغاربة يخوضون تجارب في بلاد المغرب العربي، اللهم بعض الحالات الاستثنائية؟
< أعتقد أن الفنان المغربي ما يزال لم يكرس نفسه كوجود فني قادر على التأثير والوصول إلى العالم العربي، وأرى أن ذلك يرتبط أساسا ببنية إنتاج وبقدرة على التداول الفني خارج الحدود، ما يؤدي في النهاية إلى تحجيم هذا الفنان ضمن محيطه.
حقيقة أن طموح أي فنان هو الوصول إلى الجمهور الواسع في العالم العربي، وبالأخص في سورية ولبنان ومصر، لكن حضور الفنان المغربي ما يزال أقل في هذا المحيط الشاسع.
> هل تعد اللهجة واللغة عائقا أمام بعض الممثلين لخوض تجارب عربية؟
< بالطبع، فالبعض يرجع هذا التواجد المحدود إلى عامل اللهجة، لكن هذا التعليل، ليس سببا كافيا، فماذا نقول عن الأعمال العربية الأخرى التي تصلنا بلهجاتها المحلية ونتفاعل معها بمختلف مستوياتنا التعليمية والثقافية. ولذلك من وجهة نظري، فإن السبب الجوهري يكمن في عدم القدرة على تسويق أعمالنا الفنية في العالم العربي وفي الخارج، مثل السينما والمسلسلات التركية، التي اجتاحت العالم العربي ويتابعها المغاربة من مختلف الأجيال، وهذا، في رأيي، دليل إضافي على عدم صدقية مقولة قصور اللهجة المحلية المغربية، بعد أن اجتاحت لهجات ولغات محلية العالم العربي.
> البعض يصف الفنانة ثريا العلوي، بكونها الممثلة التي لا تتسابق على الأدوار ، بل تعمل في صمت وبعزة نفس، ما رأيك؟
< رأيهم يحترم، ولكن الأمر لا يتعلق بالسباق، بل بأشخاص يصلحون لأدوار معينة، صحيح أن الإنسان يظل حريصا على صورته وعلى تاريخه الفني، ولا بد أن يدقق في اختياراته.
> هل لك أن تحدثيننا عن بعض أعمالك الناجحة؟
< أظن أن من يحكم على جودة العمل هو المتلقي، لكن مهما اجتهد الإنسان يظل ناقصا، لأن الكمال لله، ورغم ذلك أحتفظ ببعض الأعمال التي وبلا شك كنت مقتنعة فيها بالأدوار التي أسندت إلي، وأكثر من ذلك نجحت في أدائها من خلال ارتسامات الجمهور المغربي، أذكر على سبيل المثال لا الحصر فيلم “حوت البر”، و”سراح مؤقت”، و”الطفولة المغتصبة”، و”أنا وخويا ومراتو”، و”نساء ونساء”، و”طرفاية”، و”شجرة الزاوية”.
> ماذا عن المنتوج المغربي؟
< لا شك أن الإنتاج المغربي فيه الجيد والأقل جودة، لكن لكل عمل جمهوره، وكل عمل له الحق في الوجود والتواجد.
كلمة أخيرة؟
< أوجه شكر خاص لجمهوري وأضرب له موعدا قريبا إن شاء الله في أعمال رائعة، وأطمئنه بأنها ستروقه كثيرا، كما لا يفوتني أن أشكر زوجي الذي يوفر لي ظروف العمل، وأيضا كل من يشجع ويساعد ثريا العلوي.
> حاورها : عبدالله مرجان