خرج نادي الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم، منتصرا من المحطة الانتخابية التي شهدها، بمناسبة انعقاد الجمع العام العادي.
محطة تنافست خلالها ثلاث لوائح، استوفي وكلاؤها كل المراحل المطلوبة، من وضع الترشيح إلى تقديم اللائحة، وصولا إلى عرض الخطوط العريضة للبرنامج، والمشروع المزمع تطبيقه في حالة الفوز بثقة المنخرطين.
فعلى امتداد الفترة التي سبقت انعقاد الجمع، تنافس وكلاء اللوائح المترشحة على إظهار خصوصيات كل مشروع، وتقديم تفاصيل حول برامج العمل التي تتركز حول مجموعة من الأوراش، المتضمنة بالضرورة للجوانب المالية والتقنية والإدارية، وفعلا نجح المترشحون في القيام بحملة نظيفة، تم خلالها الاحتكام إلى روح المسؤولية، والتدافع الايجابي، وصراع البرامج بعيدا عن الشخصنة والإساءة اللفظية واستهداف الأفراد، والمزايدة الفارغة…
قبل الوصول إلى مرحلة الانتخاب، واختيار اللائحة التي يراها المنخرطون قادرة على قيادة الرجاء خلال المرحلة القادمة، كان هناك نقاش مستفيض، حاكم خلاله الحضور فترة رشيد الأندلسي، مع إظهار نضج في التدخلات، رغم طابع الحدة والشدة التي ميزت البعض منها، المهم أن الهدف في الأخير كان هو مصلحة الرجاء قبل كل شيء.
انتهت محطة المناقشة بما لها وما عليها، بالمصادقة والإشادة في الأخير بإيجابية عهد رشيد الأندلسي، سواء من الناحية المالية أو التقنية، والأكثر من ذلك الحرص على إعداد جيد، وتوفير الظروف المناسبة لعقد هذا الجمع الانتخابي، قدمت خلاله الرجاء، درسا بليغا في الديمقراطية، وتصارع البرامج، والأفكار والمشاريع، وهكذا تفوقت مكونات الرجاء في تقديمه، كنموذج يمكن الاقتداء به على الصعيد الوطني.
ومن بين الأرقام المعبرة التي أفرزها هذا الجمع، الذي تحول إلى عرس ديمقراطي حقيقي، الحرص على الوضوح والشفافية، بعيدا عن أي غموض، أو كولسة أو أسلوب الانغلاق، فأكثر من سبعين ألف متابع عبر موقع النادي، بالفايسبوك، تابعوا مباشرة كل تفاصيل الجمع، أزيد من ست ساعات من البث المباشر، وصولا إلى لحظة الإعلان الرسمي عن اسم الرئيس الجديد.
هذا النجاح الباهر يحسب لعائلة الرجاء مجتمعة، قدمت بالمناسبة الدليل على أن نادي الرجاء، ناد مختلف تماما، لديه خصوصيات لا يمكن أبدا مقارنتها، كما له القدرة على تدبير الاختلاف، صحيح أن النادي الأخضر عاش مرحلة قاتمة من تاريخه، بفعل الأخطاء القاتلة التي ارتكبها بعض مسؤوليه السابقين، إلا أن الطريقة الرائعة التي جاء بها الجمع العام الأخير، أظهرت أن النادي بدأ يتعافى تدريجيا، وتمكن من استرجاع الميزة التي طبعت مساره طيلة تاريخه الطويل والتي تتمثل في التلاحم وتظافر الجهود، والتكاثف والمؤازرة والدعم المستمر.
فالفائز الحقيقي في الأخير، هو نادي الرجاء الرياضي بكل مكوناته، والمطلوب هو أن يشكل نجاح الجمع العام، في وضع قاطرة هذا النادي العريق صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة، في الاتجاه الصحيح، وجعله يستشرف المستقبل بعيون جد متفائلة…
>محمد الروحلي