بارتوميو المغربي من يكون؟

اهتز الرأي العام الأوروبي ومعه مختلف الأوساط الرياضية عبر العالم، لخبر إلقاء الشرطة الإسبانية القبض على رئيس نادي برشلونة السابق جوسيب ماريا بارتوميو، ومعه عدد من الإداريين بتهمة غسيل الأموال.
وحسب مصادر صحفية، فقد اقتحمت الشرطة مكاتب النادي الكتلاني يوم الاثنين، استعداداً للتحقيق في ملف الشبكات الاجتماعية، حيث يقال بأن جوسيب ماريا بارتوميو أنشأ العديد من صفحات التواصل الاجتماعي الوهمية قصد مهاجمة نجوم الفريق الكاتالوني.
ويتهم بارتوميو بالتعاقد مع إحدى الشركات المختصة، من أجل توجيه الرأي العام عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتلميع صورته، وتشويه صور بعض اللاعبين، مثل ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه وتشافي هيرنانديز وبيب غوارديولا.
المهم في هذا الخبر ، كون الشرطة الإسبانية، لم تتردد في تحمل مسؤولية القيام بالتفتيش تمهيدا لتقديم المتهمين للمثول أمام القضاء، والبحث في تفاصيل هذا الملف الذي تثار حوله الكثير من الشائعات، كما توجه بشأنه أصابع الاتهام نحو أسماء معينة.
وعلى هذا الأساس، جاء اقتحام إدارة واحدة من أقوى الأندية على الصعيد العالمي، وصاحب الشعبية الجارفة، ليس فقط على الصعيدين الإسباني والأوروبي، بل حتى دوليا، حيث يحظى هذا النادي العريق بمتابعة قياسية، إلا أن كل هذه الميزة والقيمة الاستثنائية، لم تحل دون القيام بالواجب المطلوب من طرف الأمن والسلطة القضائية.
ونحن نسرد البعض من تفاصيل هذا الحادث، كم نتمنى أن تفتح الكثير من الملفات داخل الرياضة المغربية، وأن تسلط عليها الأضواء، وتفتح بشأنها متابعات، ويخضع بخصوصها المتهمون للبحث، وتتعرض مقرات إدارات الأندية المعنية للتفتيش.
فضائح بالجملة وشبهة فساد وتلاعب في الأرقام وغموض في مجموعة من الصفقات والتقارير المالية، تطغى على الساحة الرياضية وطنيا، وحصة الأسد منها هي لعالم كرة القدم، التي لا يمر موسم دون بروز حالات من غياب الشفافية، وعدم النزاهة، وحتى عندما تقوم بعض الجهات بعمليات افتحاص، فإن النتائج لا تقدم للرأي العام، كما أن الملفات القليلة التي تصل للقضاء، لا تتم البث فيها، بدعوى عدم الاختصاص، أو عدم كفاية الأدلة، أو أخطاء في الشكل، وغيرها من الأسباب…
وفي نفس الإطار، الكل يعرف أن مجموعة من الرؤساء والمسيرين أنشأوا مواقع إلكترونية، وصفحات فايسبوكية، كما يمولون أجهزة إعلام معينة، من أجل شن هجومات على خصومهم وتشويه سمعتهم، والترويج للأخبار غير الصحيحة، ورغم ذلك لم يسجل أن تحركت جهة من الجهات من أجل المطالبة بفتح تحقيق والوصول إلى المذنبين الحقيقيين.
ننتظر أن يدخل القضاء لمعترك الرياضة الوطنية التي تعج بالكثير من التسيب والممارسات غير السليمة، أو بالأحرى غير النزيهة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top