بعض مسوغات إعادة التنسيق الفلسطيني- الإسرائيلي؟؟

1/في استقلالية القرار الفلسطيني :

لسنا ممن يدعون الوصاية على الشعب الفلسطيني المكافع من حريته واستقلاله؟؟ غير أن التقارب الأخير بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وإن بدا كرد فعل مأساوي غير مُنتظر، على اتفاقات التطبيع التي جرت بين إسرائيل وبين دول عربية اعتبرت سابقا من أهم الداعمين للقضية(ديبلوماسيا ماديا أيضا). فإنه يؤشر لامحالة على وصول القضية إلى مأزق لا محيد عنه، سيتمثل بدون ريب في تقديم العديد من التنازلات لإسرائيل على حساب القضية إن لم نقل انمحاءها من جدول المطالبات التّحررية العربية إن وجدت ؟؟.
ينبغي أن نتذكر دائما :
أ-إن العدو الأول الحقيقي لنضال القوى الوطنية والتقدمية العربية في « الوطن العربي « هو الولايات المتحدة الأمريكية بمظلتها الإمبريالية، التي تحمي بها الصهيونية والرجعية العربية معا. ومن هنا فإنه مهما كانت الكلمات الحماسية أو المقررات « الثوروية « أو المؤتمرات الواسعة أو الضيقة. فإن توجيه الضربات الموجعة سياسياواقتصاديا للمصالح الأمريكية في المنطقة يظل بالأساس هو المعيار الوحيد والحقيقي؟؟.
وعليه، فإن الإمبريالية الأمريكية وربيبتها إسرائيل لا يؤديها كثيرا ولا قليلا أن يجتمع العرب وينفضوا( وهذا قبل الاختراق التّطبيعي) بعد أن يمتشق كل منهم حسامه ويلقي خطبة عصماء ثم ينتهي بعدها كل شيء؟؟.
ب- وإذن، فعلى السلطة الفلسطينية الداعية دوما للتضامن و الدعم اللامحدود العربي، أن تتعظ وتدرك في الآن معا التالي:
إذا نحن لم نستطع أن نحرر أرضنا « المغتصبة « من الإستعمار والصهيونية.فلنحرر على الأقل بنياتنا الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية المُفترض أنها» محررة « من روابطها مع الإستعمار والإمبربالية الأمريكية بوجه خاص. لأن هذا هو أضعف الإيمان بالنسبة لمن يريدون أن يحتفظوا بمواقع أقدامهم على أرضية التحرر الوطني العربية؟؟.

2/ في احتمالات المشهد العربي:

في ظل ما سلف، يجب أن نعترف صراحة،أمام المشهد العربي الراهن،أن بعض القوى العربية العربية التي يُفترض أنها ضمن معسكر حركة التحرر العربية ، تسقط في سلوكها العملي- بوعي أو بدونه- في مهاوي النعرات الإقليمية المزهوة. والمشاعر المصلحاتية الذاتية المتضخمة .بل والصراعات اللامبدئية حول قيادة العمل العربي ؟؟.
على منظمة التحرير حين تحديد أعداءها وأصدقائها الوهميين،أن تُدرك أن النتيجة العملية لما سبق لن تكون -وهي مؤسفة؟- سوى الاعتصام في الخنادق(في الضفة أو القطاع ) الحزبية الضيقة،وتصويب النيران لا إلى القوى الرجعية/المطبعة،وإنما إلى قلب المناضلين في صفوف حركة التحرر الوطني العربية.
فهل طبيعة الإستعمار خافية على المنظمة؟
لا أظن هذا، غير أن السهام الموجهة إلى صدور الأصدقاء والحلفاء الطبيعيين، سرعان ماترتد إلى صدور حامليها، وليس في ذلك-بالطبع- إلا تكريس لأهداف الادارة الأمريكية ، تأكيد لمطامحها،وتدعيم لمصالحها بالمنطقة العربية.

<بقلم: عبد الله راكز

Related posts

Top