تواصلت أمس الخميس، فعاليات المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب في دورته الأولى المنظمة تحت شعار “قوة الصور.. سحر الكلمات”، بفضاء أنفا بارك بالدار البيضاء، بإقبال من طرف المواطنين، ضمنهم تلاميذ المؤسسات التعليمية، الذين خصص لهم المعرض مجموعـة من الورشات الإبداعية والفنية والعلمية، وساعات للحكي والتشخيص والأداء، تهدف إلى “تمثين علاقتهم بعالم الكتاب والقراءة، وتحفيز مخيلاتهم وطاقاتهم الإبداعية، وتقريب المعارف الكبرى من إدراكهم، وتعزيز تمثلهم لمحددات الهوية المغربية والانفتاح على القيم الإنسانية المشتركة”.
كما يهدف هذا المعرض، التي ينظم ما بين 15 و22 نونبر الجاري، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى دعم صناعة الكتاب، خاصة كتاب الطفل والشباب وتعزيز صورة العاصمة الاقتصادية كوجهة ثقافية، وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب، وتقديم عرض ثقافي يجمع بين التحسيس والتثقيف والترفيه من خلال تقديم برنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل ورشات وندوات وعروض. وفي تصريح للصحافة على هامش إشرافه على افتتاح هذا المعرض يوم الأربعاء الماضي، أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، أن هذا المعرض يندرج في إطار استراتيجية شاملة للوزارة والتي تروم بالأساس تشجيع القراءة وإعادة مكانة الكتاب خاصة لدى الأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب، موضحا أن غرس حب القراءة يبدأ من الطفولة ليتطور وينمو مع الطفل ويصبح عادة لا غنى عنها.
وأضاف أن المعرض يهدف أيضا إلى التعريف بالكتب الموجهة للأطفال سواء كتب دور النشر المغربية أو الدولية، مشيرا إلى أن هذه الدورة تعرف مشاركة قوية لمجموعة من الدول والشركات الكبرى على رأسهم “مارفيل”.
وأكد أيضا أن المعرض يهدف إلى تطوير مستوى القراءة لدى الأطفال، كما يروم تطوير علاقة الناشئة بالألعاب التربوية، والتي لها صلة بالموروث الثقافي المغربي، والتعريف بالكتب الجديدة وطنيا ودوليا.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب أقديم سعيد (عارض من المغرب) عن سعادته للمشاركة في هذا المعرض الذي يعد فرصة لتقريب الكتاب من الجمهور، وتشجيع القراءة لدى الأجيال الصاعدة، مشيرا إلى أن العرض متنوع وغني من كتب تاريخية وروايات وقصص الأطفال وغيرها. كما أشاد بالتنظيم الجيد وفضاء العرض الذي يمتد على مساحة مهمة، معربا عن ثقته في أن هذه الدورة ستستقطب أعدادا مهمة من الزوار خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتميز حفل الافتتاح، الذي حضره على الخصوص والي جهة الدار البيضاء – سطات محمد امهيدية، ورئيس الجهة عبد اللطيف معزوز، ورئيسة جماعة الدار البيضاء نبيلة الرميلي، وعامل عمالة مقاطعة الحي الحسني خديجة بن الشويخ، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين عبد المومن طالب، بعرض مسرحي لمجموعة من الأطفال حول الطفولة والتحديات التي تعرفها الأجيال الصاعدة، وتقديم لوحة فنية قدمها أطفال تشخص معاناة الشعوب مع الحروب والمجاعات.
ولأول مرة في المغرب، سيتيح المعرض لجمهوره فرصة فريدة للقاء والتفاعل المباشر مع رسامين ذوي صيت عالمي أبدعوا بأعمالهم أبرز شخصيات وأبطـال قصـص مارفيـل الشهيرة، كما سيكون المعرض فرصة للطلبة والباحثين الشباب في مجال أدب الطفل والناشئة للاستفادة من ورشات مهنية إشهادية (ماستر كلاس) يؤطرها متخصصون في الكتابة الإبداعية، والرسم الفني، والوساطة الثقافية، وتصميـم الألعاب الإلكترونية.
وينظم المعرض بغلاف مالي قدره 30 مليون درهم، بشراكة بين الوزارة ومجلس جهة الدار البيضاء سطات وجماعة الـدار البيضاء، وسيشمل المعرض 35 ألف عنوانا بمجموع نسخ يتجاوز 100 ألف نسخة.
ولتشجيع المواطنين، على زيارة المعرض، توفر الوزارة بهذه المناسبة حافلات مجانية من محطتي الدار البيضاء الميناء والدار البيضاء المسافرين لزوار المعرض، إضافة لتخفيض بسبة 50% على التذاكر لحاملي جواز الشباب.
* حسن عربي
* تصوير: طه ياسين شامي