دعت بهية الطيبي وكيلة اللائحة المحلية للنساء بجماعة وزان مواطنات ومواطني المدينة إلى الاختيار بين من يمثل الطريق الأفضل بالنسبة لهم أو الاستمرار في نفس الطريق الحالي الذي دمر الآمال وتسبب في النكسات.
وأكدت بهية الطيبي في حوار مع جريدة بيان اليوم على أن التزامها صادق والمشروع الذي تدافع عنه واضح، يروم بذل قصارى الجهد لحل المشاكل والتي تتطلب معالجتها وضع اليد في اليد وتحمل المسؤولية، مشيرة إلى أن تمكن مرشحات ومرشحي حزب التقدم والاشتراكية من تحقيق الفوز، سيمكنها بمعية رفيقاتها ورفاقها من العمل بمبدأ الديمقراطية التشاركية، ولإخراج المشاريع الضرورية والحيوية وذات الأولوية إلى حيز الوجود من أجل خدمة الساكنة. وفيما يلي النص الكامل للحوار:
> تخوضين غمار انتخابات 8 شتنبر، باسم حزب التقدم والاشتراكية كوكيلة للائحة المحلية للنساء بجماعة وزان، كيف جاء قرار الترشح وقد كنت بعيدة نوعا ما عن المجال السياسي؟
< بداية، أود أن أدقق بأن التقدم لخوض غمار الانتخابات لا يتم في الدقائق الأخيرة، بل ذلك يكون نتاج أو محصلة تراكم، وتجارب جمعوية، ومشاركات في النقاش العمومي الذي يهم تقييم تدبير الشأن العام الذي يخص الساكنة التي أنتمي إليها، ومتابعة بل والاطلاع بشكل دائم على مشاكل وانتظارات المواطنات والمواطنين، حتى يصل الأمر إلى التفكير في الترشيح للاستحقاقات الانتخابية والذي يمثل مرحلة النضج التي بلغتها نظرة الانتقاد التي نحملها ومحصلة الإنصات الرصين لنبض الشارع، وبعدها يأتي اختيار الحزب السياسي الذي نعتقد أنه يتقاسم تصورنا اتجاه مجموعة من القضايا المفصلية، واختياري لحزب التقدم والاشتراكية للترشح باسمه، لم يكن نتيجة الصدفة ولكن التزام اتجاه أفكار وأهداف واحدة، علما أن ترشيحي على رأس اللائحة النسائية المحلية لوزان بقدر ما يمثل لي فخرا فهو يعد مسؤولية، إنه تعبير عن الالتزام من أجل خدمة نساء ورجال، بل أسر مدينتي مسقط رأسي.
> بشكل عملي ما هي الاقتراحات التي يتضمنها البرنامج الانتخابي للحزب والتي ترون أنها كفيلة بإقناع الناخبات والناخبين بالمدينة للتصويت لصالحكم؟
< لا يخفى على أحد حجم الانتظارات التي لدى نساء مدينة وزان سواء على مستوى تحسين وضعهن الاجتماعي، وإيجاد فرص الشغل والتعليم والتكوين المهني، والمهن المرتبطة بالصناعة، تحسين ظروف العيش، الفرص المتساوية، ضمن حياة أسرية ينتفي فيها العنف، المشاكل الصحية، والمشاكل المرتبطة بالولادة، مشاكل النساء اللواتي يشتغلن ولا يتم تحمل أطفالهن، نفكر أيضا في الأشخاص الذين لديهم أطفال يعانون مرض التوحد، أو الإعاقة الحركية أو الذهنية، نفكر أيضا في النساء الأرامل والمطلقات اللواتي لا يحصلن على أي دعم أو مساعدة اجتماعية أو مواكبة أو امتياز من أي نوع، النساء اللواتي يصعب عليهن الدفاع عن أنفسهن حينما أمام المحكمة، أو آذان صاغية أو حتى مسؤولين لهم ضمير.
كثير من الأمهات يبحثن عن رياض أطفال لترك أطفالهن في أمان ويذهبن للعمل، وأعتبر أنه ينبغي العمل في هذا الاتجاه وتأسيس جمعيات تقدم المساعدة للنساء، تحسيس السلطات العمومية من أجل التحرك في اتجاه العمل من أجل النساء لتحسين ظروف عيشهن، في الحقيقة من واجبنا البحث عن إمكانيات في اتجاه تشجيع تأسيس مقاولات نسائية، تطوير أشكال من القروض لفائدة التعاونيات النسائية بوزان.
فالنساء والفتيات ينبغي أن يكون لديهن إحساس بالأمن في مدينتهن، والاستفادة من النوادي وملاعب الرياضة والفضاءات المخصصة للأنشطة للثقافية، فمن الأكيد أن مستقبل أجيال المستقبل يرتبط بشكل وثيق بالقرارات السياسية التي سيتم اتخاذها في الوقت الراهن، أن تكون أما، أختا، ابنة، زوجة، مطلقة أو أرملة، يعني أنه لهن حق أساسي ممثلا في الاستماع والحصول على أفضل خدمة، الرهانات والقضايا المستعجلة المطروحة تنتظرنا وتسائل ضمائرنا والتزامنا المواطن.
الناخبات والناخبون مطالبون بالاختيار بين برنامج واقعي وقابل للتحقيق وبرامج تبدو مثالية من الصعب تحقيقها على أرض الواقع، وإيماننا يأتي من هنا من قناعاتنا على اقتراح برنامج ملائم للعمل، برنامج انتخابي يعتمد قول الحقيقة وليس الكذب على المواطنات والمواطنين
من حيث الإمكانيات، الجميع يعرف أن الإمكانيات هي نتاج للتدبير الجيد، ومراقبة وحكامة جيدين، فأين ما حل الشك، الميزانيات لا يكون لها معنى أو رمزية.
من وجهة نظركم، ما الذي يجعل مدينة وزان، التي لعبت أدوارا سياسية كبيرة في فترات تاريخية سابقة، وكان لها نفوذ وصيت وصل إلى الجزائر وأقطار أخرى، لا تتمكن، رغم تعاقب عديد مجالس على تدبيرها، ورغم تحولها لعمالة، من تحقيق التنمية أو حتى التغلب على مجموعة من الإشكاليات المعقدة؟
< قبل ذلك من الضروري التأكيد على أن التاريخ كما هو معروف يعد مدرسة، وإذا كان الإنسان يمر فإن، الدروس تبقى ثابتة وكذا الحقائق، والمدن كما الدول، تحمل آثارا لاتمحى، فهي تمر بعصور الازدهار والتقدم وأخرى للأفول والأزمات، وهذا يسري بالنسبة لجميع مكونات الحياة، ومدينة وزان عرفت مرحلة المجد، كما قلت، ورغم أن الزمن لا يرحم ولكن الأولويات ليست هي نفسها في الوقت الراهن، والدور الروحي لمدينة لا يمكن أن يستغني عن سلطة زمنية، ومناخ اقتصادية ملائمة، فالتحديات السوسيو اقتصادية والثقافية أمر واقع حاليا، مما حتم على بوتقة التاريخ أن تغير من الأهداف، التي تتغير حسب مزاج السياسيين، وتوازن القوى.
ومدينة وزان منذ عدة سنوات، وهي تبحث عن هويتها الحقيقية التي تلائم العصر الراهن، وعلى الوزانيين التفكير بشكل جماعي، من أجل تحديد واستثمار الرصيد الذي تمتلكه المدينة، بتحويل هذا الرصيد الروحي لخدمة الاقتصاد، واستغلال ما تتمتع به المدينة على المستوى البيئة الطبيعية من مناظر خلابة لخدمة وتطوير السياحة، وجعل الجلابة الوزانية في خدمة الهوية الثقافية، واستثمار شجرة الزيتون وفاكهة التين لإقامة تظاهرات تمتد لأسبوع مثلا يخصص للتحسيس والنهوض بهذه الزراعات وتثمينها.
ولا أنسى هنا استغلال تنظيم تظاهرات كموسم مؤسس المدينة مولاي عبد الله الشريف، وكذا موسم عمران بن ديوان الذي يؤمه المغاربة من الديانة اليهودية، مما يعطي للمدينة إشعاعهما الثقافي والروحي،
وأعتبر أنه إذا كانت عجلة الاقتصاد متوقفة منذ سنوات، فذلك نتيجة من جهة لنوع الفتور الذي يطبع إرادة النخبة السياسية المدينة، ومن جهة ثانية نتيجة التدبير الكارثي للشأن العام، فضلا عن أن الهجرة القروية التي أعاقت وزان وقلصت بشكل كبير من فرص تنميتها، حيث كان يمكن تطوير العالم القروي ومده بالبنيات التحتية الأساسية لتمكين الساكنة القروية من البقاء في أرضها وتطوير المشاريع الفلاحية الصغيرة التي تقيها على أراضيها عوض دفعها للهجرة بشكل أفرغ القرى وترك الأراضي بوار، أو استغلالها في زراعة الكيف الذي اغتنى منه السماسرة. فينبغي أمام ما جرى العمل في الوقت الحالي على إنجاح إدماج جميع الذين اختاروا مدينة وزان للإقامة بها، وهذا ورش كبير في الأفق.
كما يمكن إضافة أن حصول المدينة على وضعية إدارية كعمالة ليس ضامنا لأي شيء بل على العكس يمثل مغامرة أخرى في اتجاه المشروعية لصفتها تلك، وتظهر بأنها تستحق فعلا أن تكون عمالة، وها في نظري يتطلب مواطنين مسؤولين ومسؤولين مواطنين، وهذا هو ما يمثل جانب التحدي الأكبر.
> كوكيلة للائحة المحلية بوزان، ما هي المقترحات التي يمكن طرحها، والتي ترين أنه ينبغي القيام بها وتنفيذها بشكل استعجالي وتشاركي مع باقي المنتخبين على اختلاف انتماءاتهم والساكنة، لإخراج المدينة بل الإقليم من وضع الفقر والتهميش؟
< سؤال شائك ويتطلب إجابة جد محددة، بالنسبة لي أي عملية تسعى إلى تحسين ظروف عيش الساكنة، من الضروري أن يتم التحلي بشأنها بنوع من الواقعية المشوبة بالحذر، فتكوين المجالس المنتخبة لا يخضع لحسن نوايانا أو إرادتنا، ولكن لأصوات الناخبات والناخبين والتحالفات التي تأتي بعد ذلك، وإذا تمكنا كمرشحين لحزب التقدم والاشتراكية من تحقيق الفوز، فالأكيد سنعمل بمبدأ الديمقراطية التشاركية، إذ نعتبر أن المشاريع ذات الأولوية ينبغي ألا تحمل ألوان الأحزاب ولكن يدفعون بها المنتخبون الذين لديهم قناعة أن هذه المشاريع ضرورية وحيوية للساكنة والمدينة.
فالمشاكل التي تعاني منها الساكنة والتي أحصيناها يعرفها الجميع ولكن معالجتها تتطلب وضع اليد في اليد وتحمل المسؤولية، وأعتقد أنه ينبغي تنفيذ دفعة واحدة لعشر مشاريع يكون مخطط لها وفقا للحاجيات الاستعجالية عوض مشروعين كبيرين لا تستفيد منهما سوى أقلية من الساكنة.
في المقابل ينبغي مواصلة العمل بالنسبة لإعادة تأهيل المدينة وترميم المدينة العتيقة، وفقا للمعايير المعمول بها في المجال، حيث أن طابع المدينة يتوقف على ذلك، وينبغي أيضا القيام بإحصاء الأماكن السياحية والمآثر التي توجد بالمدينة، مع العمل في ذات الوقت على إحداث متحف ومكتبة عمومية جديدة ومراكز ثقافية، والإقدام على إطلاق أنشطة بالمدينة، عبر إقامة فنادق وتشجيع النسيج الجمعوي، للاستفادة من المؤهلات من أجل تطوير المدينة، وتكوين الساكنة وغرس القيم المدنية والمواطنة فيهم وخاصة الأجيال الصاعدة، وتشجيع القراءة وباقي المجالات الثقافية من رسم تشكيلي ومسرح وغيرها،
فإبداء الحب للمدينة كأنها في مرتبة الابنة عندها يتم اختيار الأفضل لها، وفي هذه الظرفية يجب اختيار أفضل المرشحات والمرشحين في هذه الاستحقاقات.
وبصفتي امرأة أعتبر مدينتي في حكم بيتي وأبنائي الذين هم تحت مسؤوليتي والذين أحرص أن يتمتعوا بالأفضل وينعمون بالعيش الرغيد، فمحاربة الهشاشة، الفقر والتهميش مسألة أخلاقية، سياسية وتتوقف أيضا على مدى التحلي بالوعي المدني، فالذي لا يفكر في هذه الإشكاليات لا يستحق أن يتحمل المهمة المقدسة ألا وهي خدمة المواطنات والمواطنين، بل المدينة التي ينتمي إليها وعبر ذلك كله خدمة الجماهير والوطن.
فالتزامي كمرشحة باسم حزب الكتاب، اتجاه مواطنات ومواطني مدينتي وزان، صادق والمشروع الذي أدافع عنه واضح، وعلى الناخبات والناخبين الاختيار بين من يمثل الطريق الأفضل بالنسبة لهم أو الاستمرار في نفس الطريق الحالي الذي دمر الآمال وتسبب في النكسات.
> حاورتها: فنن العفاني