دعا الاتحاد من أجل المتوسط حكومات دول منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى توفير تعليم أكثر شمولية وأفضل، بهدف تيسير سبل ولوج الشباب إلى الحياة المهنية، مشيرا إلى أن الشباب يمثل أكثر من نصف إجمالي عدد السكان، ويشكلون كذلك أحد أعظم الأصول اللازمة لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة الأورو – متوسطية.
وذكر بلاغ للاتحاد أن أكثر من ربع شباب المنطقة عاطلون عن العمل، كما أن نسبة البطالة لدى الشباب خلال السنوات الأخيرة أعلى مرتين منها لدى البالغين.
ومن أجل المساهمة المجتمعية في الحد من هذه المشاكل، بادر الاتحاد من أجل المتوسط إلى إطلاق برنامج للوظائف (Med4Jobs)، الذي يهدف إلى تنمية ثقافة ريادة الأعمال ودعم تنمية المهارات اللازمة للشباب.
وهذا البرنامج يدخل في إطار مبادرة إقليمية، تساهم في خلق فرص عمل، بهدف تحسين التكامل الاجتماعي والمهني لآلاف الشباب، من خلال المنهجية التي تعتمد على العمل في التعليم، والهادفة إلى الاستفادة من إمكانات المنطقة لتنمية الشباب.
ويلتزم الاتحاد بمزيد من المساهمة في إرساء الاستقرار الإقليمي والتكامل والتنمية في المنطقة الأورو – متوسطية، من خلال جعل التعليم أكثر شمولا وإتاحة للشباب في المنطقة.
وبهذه المناسبة يحتفل الاتحاد من أجل المتوسط بيوم الشباب الدولي لعام 2019، تحت عنوان “تحويل التعليم”، وذلك تماشيا مع إستراتيجيته لتسليط الضوء على الجهود والمشروعات الملموسة لجعل التعليم أكثر شمولا وإتاحة لكل الشباب.
وأوضح الاتحاد أن هذا الاحتفال على أرض الواقع تشمله مشاريع ومبادرات يقودها شباب من المنطقة الأورو – متوسطية، مشيرا إلى أن الاتحاد يدرك أن الوصول إلى التعليم الجيد ضروري لتنمية الشباب ولمعالجة القضايا التي تواجه المنطقة حاليا بشكل كاف، من خلال مبادرتها Med4jobs.
وأوضح أن هذا البرنامج متعدد القطاعات الذي تم إطلاقه في عام 2013، يساعد على زيادة إمكانية توظيف الشباب والنساء، وسد الفجوة بين الطلب على العمالة والعرض وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، ويشمل البرنامج حاليا 13 مشروعا، يستفيد منه أكثر من 100 ألف شاب وشابة.
وفي هذا الصدد، قال أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، “تعد المنطقة الأورو – متوسطية من أصغر المناطق عمرا في العالم لكون أكثر من 60٪ من سكانها تحت سن الثلاثين. وعندما يتعلق الأمر بالتعليم والتدريب فمن المتوقع أن تحدث تغييرات عميقة في طبيعة العمل والمهارات اللازمة للشباب للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة”.
وأكد ناصر كامل على أنه تم “وضع الاتحاد من أجل المتوسط الشباب في صميم أعماله، وإشراك الشباب كشركاء كاملين في صميم أنشطته لضمان بلورة آرائهم ووضعها بالحسبان عند صياغة جدول أعمال تنمية وتطوير منطقة البحر الأبيض المتوسط “.
وقد حقق الاتحاد من أجل المتوسط وشركائه في المنطقة نتائج ملموسة، حيث يتصدى مشروع الفرصة الجديدة في إقليم البحر المتوسط (MedNC) للتحدي المتمثل في التكامل الاجتماعي المهني لأولئك الشباب غير الملتحقين بالتعليم أو التوظيف أو التدريب (NEETs) من خلال حشد وتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة على ضفتي المتوسط، بما في ذلك مدارس الفرصة الثانية.
ويتم تنفيذ هذا المشروع المدرج ضمن إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط للوظائف (Med4Jobs)، والذي تم تنسيقه منذ يناير 2018 من قبل المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (IECD)، (يتم تنفيذه) حاليا في الجزائر ومصر وفرنسا وإيطاليا ولبنان والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس، من خلال أنشطة بناء القدرات وتبادل الخبرات التعليمية المبتكرة وأفضل الممارسات بين الشركاء.
ويشارك حاليا أكثر من 26 ألف شاب و100 من المراكز الشريكة في الدول التسع في هذه الخطط، حيث ستكون الشبكة قادرة على تعزيز وتطوير مجال تدخلها بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال، تمكن 60 في المائة من الشباب بفرنسا من إيجاد فرص عمل، بعد مساعدتهم من طرف الاتحاد، بالإضافة إلى أن العديد منهم يواصل دراساته وتكوينه. وقد أقرت قمة الشاطئين في مارسيليا مؤخرا مشروع MedNC كأفضل ممارسة مطلوب تكرارها في جميع أنحاء المنطقة.
ويرى الاتحاد أنه “ينبغي أن يكون يوم الشباب الدولي بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأنه على الرغم من إحراز تقدم كبير في تمكين الأجيال الشابة وتهيئة الظروف التي تسمح لهم بالتقدم وبأداء دور نشط، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.
ويؤكد الاتحاد في الأخير، أن التعليم الشامل المتاح للجميع يعد أمرا بالغ الأهمية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وزيادة التكامل داخل المنطقة الأورو – متوسطية.
إلى جانب ذلك، يجب أن يؤدي التعليم إلى نتائج تعليمية فعالة وذات صلة، ويتأتى ذلك عندما يكون محتوى المناهج الدراسية مناسبا للغرض، وليس الغرض فقط هو الثورة الصناعية الرابعة ومهارات سوق العمل في المستقبل، وإنما أيضا الفرص والتحديات التي تجلبها السياقات الاجتماعية سريعة التطور”.
“تحويل التعليم”.. شعار اليوم العالمي للشباب لسنة 2019
الوسوم