تشكيل مستقر، وتغيير بالمنهج

انتصاران وتسعة أهداف، هي حصيلة المواجهة المزدوجة التي جمعت الفريق الوطني لكرة القدم بمنتخب إفريقيا الوسطى، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة…

معطيات مهمة أفرزتها المباراتان، بالرغم من شكلهما الرسمي، إلا أن نظام إقصائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية حولهما، إلى مناسبة إعدادية بالنسبة لـ “أسود الأطلس”، بحكم احتضان المغرب لنسخة 2025.

وعلى هذا الأساس، كان على المدرب وليد الركراكي، الدخول في مرحلة الإعداد الجدي، بالعمل على إفراز ملامح تشكيل رسمي، وذلك بمنح الثقة للعناصر التي تبدو أكثر جاهزية، على بعد سنة تقريبا من الموعد القاري الهام…

إلا أن هذا الفارق الزمني المناسب نسبيا، لا يمنح الأريحية المطلوبة، بحكم قلة المواعيد التي يجتمع فيها اللاعبون الدوليون؛ إذ أن التجمعات الدولية محددة سلفا من طرف (الفيفا)، وبالتالي لم يعد بالإمكان الاستمرار في كثرة التجريب؛ واختبار قدرات هذا اللاعب أو ذاك…

من هذا المنطلق، تبين أن المدرب فضل الاعتماد خلال مواجهتي الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات “الكان” على تشكيل شبه قار، وظهرت هذه القناعة حتى بالنسبة للاعبين الجدد، كجمال حركاس ويوسف بلعامري، مع منح ثقة أكبر للاعب واعد اسمه إلياس بن الصغير، أكد بالفعل أنه وجد التوظيف المناسب لقدراته ومهاراته، ليتحول بسرعة، إلى عنصر لا غنى عنه…

نفس الأمر بالنسبة لعبد الصمد الزلزولي وسفيان رحيمي، إضافة إلى “كبار القوم” ونعني بهم اشرف حكيمي، نايف أكرد، سفيان أمرابط، وعز الدين أوناحي، وصولا إلى أيوب الكعبي ويوسف النصيري…

لقد أصبح من الصعب إسقاط اسم من بين هذه الأسماء التي أكدت أحقيتها في ارتداء القميص الوطني، في انتظار العودة المرتقبة للنجم إبراهيم دياز، أما حالة حكيم زياش، فهذه حكاية أخرى، على المدرب وإدارة الجامعة معالجتها بكثير من الجرأة والشجاعة، واتخاذ القرار المناسب، بالشكل الذي يحفظ تماسك المجموعة ككل، بعيدا عن أي نرجسية أو ذاتية مفرطة…

هناك معطى ايجابي آخر، ظهر خلال مباراتي وجدة، وتجلى في الاعتماد على مهاجمين، عوض الاكتفاء بعنصر واحد بالخط الأمامي، كما كان الشأن خلال مونديال قطر،  والمباريات التي تلته.

فاعتماد هذا التغيير، مع التنشيط الهجومي الذي عرفته الجهة اليسرى، بتواجد “اليساري” بلعامري، صاحب النزعة الهجومية الضاغطة؛ منح الأداء المغربي التوازن المطلوب، بل غير من أسلوب أصبح معروفا من طرف كل الخصوم، كبر شأنهم أم صغر…

استقرار في التشكيل وتغيير في النهج التكتيكي..عنوان المرحلة، في انتظار شهر نونبر القادم، موعد سيمكن من معرفة ما إذا كان هذا الخيار قناعة، أم تفكيرا عابرا، إذ سرعان ما يعود بعدها المدرب إلى نزعة كثرة التجريب وخيار التغييرات التي لا تنتهي…

هناك خلل واضح لابد من معالجته، ويتجلى في عدم الاستغلال الأمثل للضربات الثابتة، فهناك رعونة كبيرة في طريقة التنفيذ، يصعب معها الاستفادة من فرص يمكن أن تكون حاسمة…

عموما تبدو الأمور طيبة، في انتظار مواجهة خصوم أكثر قوة وأكثر صلابة…

محمد الروحلي

Top