سجلت النائبة خديجة أروهال، عضوة فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وجود شرخ كبير بين ما جاء في البرنامج الحكومي، بخصوص السياسة الثقافية ببلادنا، وما جاء على لسان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أثناء جوابه على سؤال محوري أول أمس الاثنين بمجلس النواب.
وأشارت خديجة أروهال، في تعقيبها على رد رئيس الحكومة على سؤال محوري حول «الإشعاع الثقافي الوطني ودعم الاقتصاديات الثقافية» خلال جلسة الأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة بمجلس النواب، يوم الاثنين المنصرم، إلى أن الرصيد الثقافي المغربي المتميز، لا تزال السياسات العمومية عاجزة عن استثماره اقتصاديا، وعن تحويله إلى صناعة حقيقية قائمة الذات، وما يؤكد على ذلك، بحسبها، هو أن بلادنا، للأسف، لا تحتل رتـبا مطمئـنة على صعيد البنيات التحتية التي تتطلبها الصناعات الثقافية والإبداعية، كما على صعيد عدد من المؤشرات، من قبيل مستوى الإنفاق على الثقافة، والإقبال على القراءة، وإنتاج الكتب، وضعف الاستثمار في الصناعات السينمائية والفن المسرحي.
وترى النائبة أروهال، في إطار تعقيبها الذي ننشر نصه الكامل فيما يلي، أن النهوض بالثقافة والإبداع هو صمام أمان وجواب موثوق ضد مخاطر كافة أشكال التطرف والانحراف والجريمة، حيث لا تكفي المقاربة الاقتصادية والأمنية لوحدها.
السيد الرئيس؛ السيد رئيس الحكومة؛ السيدات والسادة الوزراء؛ السيدات والسادة النواب:
يسعدني أن أتناول الكلمة، باسم فريق التقدم والاشتراكية، في إطار مناقشة السؤال الشفوي المتعلق بالسياسة الثقافية ببلادنا.
إن هويتنا التقدمية، وموقعنا السياسي، كمعارضة وطنية ديموقراطية، بناءَة ومسؤولة، يملِيان علينا اليقظةَ التامة إزاء كافة السياساتِ العمومية، وذلك على أساس المنطلقات الأساسية التي تُشَكِّــلُ أولوياتٍ بالنسبة إلينا؛
ويتعلق الأمرُ، أساساً، بضرورة وضع الإنسان في قلب العملية التنموية، والنهوض بالإبداع والفن، وعموماً بالثقافة التي تعيش، بكافة أصنافها، كَــمَا المُشتَغِــلِين بها، مِحنةً حقيقيةً فَاقَمَتْهَا جائحةُ كوفيد 19؛
السيد رئيس الحكومة؛
إن رصيدنا الثقافي المتميز لا تزال السياساتُ العمومية عاجزةً عن استثماره اقتصادياً، وعن تحويله إلى صناعةٍ حقيقية قائمةِ الذات. ودليلُــنا، بالإضافة إلى استقراء واقع الثقافة وأحوالِ المثقفين، هو أنَّ بلادنا، للأسف، لا تحتل رُتَـبًا مُطَمْئِــنَةً على صعيد البِنياتِ التحتية التي تتطلبها الصناعاتُ الثقافية والإبداعية، كما على صعيد عددٍ من المؤشرات من قبيل مستوى الإنفاق على الثقافة، والإقبال على القراءة، وإنتاج الكُتُب، وضعف الاستثمار في الصناعات السينمائية والفن المسرحي.
إننا، في فريق التقدم والاشتراكية، وكما أكد على ذلك كثيرا أحَدُ مُؤسسي الفكر الاقتصادي المغربي، الفقيد الدكتور عزيز بلال، نعتبر أنَّ التنمية لا يمكنُ أنْ تستقيم دون الاعتماد على ما أسماه بالعوامل غير الاقتصادية للتنمية؛
وعليه، فإن النهوض بالثقافة والإبداع هو أولاً صَمَّامُ أمانٍ وجواب موثوق ضد مخاطر كافة أشكال التطرف والانحراف والجريمة، حيث لا تكفي المقاربة الاقتصادية والأمنية لوحدها؛
ثمَّ إنَّه يتعين اعتبارُ الاستثمارِ في الصناعات الثقافية والفنية والإبداعية أمراً مُنتِجًا يُــتيحُ خلقَ فرص الشغل والدخل، وإنتاجَ القيمةِ المُضافة، حيث تناهز هذه الأخيرة 6% من الإنتاج الوطني في بعض البلدان؛
أمَّا على المستوى الدبلوماسي، فالثقافةُ عنصرٌ أساسيٌّ لإشعاع بلادنا عالميا، ووسيلةٌ من وسائل تمتين روابط مغاربة العالم مع وطنهم المغرب. حيث إنَّ الترويجَ المُثمر لثقافتنا الوطنية، إبداعاً وصناعةً، وحمايةَ المنتوج الثقافي المغربي، وهذا ما يقتضي تَمَلُّــكَ رؤية سياسية واضحة وجريئة. وهو، للأسف، ما لم نلمسْهُ في حكومتكم، السيد رئيس الحكومة؛
حيث أن ترجمة ذلك إلى حقيقةٍ وواقع يحتاجُ إلى:
حكومة قادرة على توفير الشروط الملائمة للنهوض بأدوار المثقفين والمبدعين والمفكرين في إنتاج الأفكار والقيم، والتعبير الحر عنها، وتبادلها؛
حكومة لا تنظر إلى المسألة الثقافية كعبءٍ مجتمعي ومالي، بل كرافعة لقيمة شعبنا بين الشعوب، وكفضاءٍ منتج،
حكومة لا تكتفي بإعلان النوايا الحسنة إزاء الفضاء الثقافي، وإنما تعمل على مُضاعفة المجهود الميزانياتي فيه؛
حكومة لها الذكاء السياسي الكافي لاستحضار خصوصية الإنتاج الثقافي الذي يجمع في آن واحد ما بين الطابع القيمي والطابع التجاري. ولها الإرادة والشجاعة في دعم المشاريع الثقافية والفنية، والتدخل لحماية الصناعات الثقافية والإبداعية من المنافسة الدولية الشرسة؛
حكومة لها الأريحية لتُنصتَ إلى حزبنا حين يقترحُ آليةً تمويليةً جديدةً لتقوية وتنويع العرض الثقافي وتقريب الجمهور الواسع من الفنون، وفتح آفاق جديدة للمبدعين الشباب. ويتعلق الأمر برصد نسبةٍ مئوية من ميزانية استثمار الهيئات والمؤسسات والمقاولات العمومية للأعمال الإبداعية؛
فهل حكومتكم مستعدة لكل ذلك؟ نرجو صادقين أن يكون الجوابُ بالإيجاب.
السيد رئيس الحكومة؛
على الرغم من المجهودات المبذولة، على مدى السنوات الأخيرة، لا تزال ثقافتنا تعاني من قلة الاهتمام بمكوناتنا وروافدنا الحضارية والتاريخية، بأبعادها المختلفة.
ولعل إحدى الأمثلة الشاهدة على ذلك، هي أوضاعُ الثقافة الأمازيغية التي لطالما طالَبَ حزبُ التقدم والاشتراكية بالعناية بها، منذ سنواتِ نشأته الأولى. وهو لا يزالُ وفيا لهذا الموقف، من منطلقٍ مَبدئــيٍّ واعتقادٍ راسخ، وليس على سبيل التوظيف السياسوي الضيق للمسألة الأمازيغية؛
لا نريدكم، السيد رئيس الحكومة، أن تأتوا إلينا بعد سنواتٍ قليلة، لِتُبَرِّرُوا عدمَ الإنجازِ بالإكراهاتِ وبعدم كفاية الوقت. بل نريدكم أن تستحضروا الإكراهات، هنا والآن، وأن تستعدوا لها منذ الآن.
إنْ كانتِ الأمازيغية تعني لكم حَــقًّا قضيةً وأولوية، وليست مُجرد ملف تُدَبِّرُونَهُ بِمَا يلائم أجندتكم وفق الظروف؛
لهذا، من حقنا، في فريق التقدم والاشتراكية، أن نسجل النوايا الحكومية، بحذر، فيما يتصل بوعود تفعيل اللغة الأمازيغية واستعمالاتها؛
نحن اليوم، لا يمكننا أن نلتمس لكم الأعذار إلى الأمازيغية، فأنتم ولدها، نهار جبتو لينا المشروع الحكومي، قلت لينا راها في القلب، لكن هذا لا يكفي، حبكم ليها خاصو يترجم لأفعال حقيقية، وتدابير ملموسة، مع العلم أننا في فريق التقدم والاشتراكية، ما زال كنتسناو، كيفما تيتسنا الشعب المغربي قاطبة، جوابكم على مطلب ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة رسمية مؤدى عنها، « توكلم آغ اقجدر غ أخساي»؛
مع العلم أن هاد الشيئ لا يحتاج ميزانيات بقدر ما يحتاج إرادة سياسية حقيقية؛
والى جينا للثقافة عامة حتى هي مغديش نعذروكم فيها حيث كنعرفوكم السيد رئيس الحكومة من المؤسسين ديال «مهرجان تيميتار»، ومهرجان التسامح وكتحضرو معانا كل سنة، افتتاح مهرجان اللوز، ومهرجان تيفاوين، والعديد من التظاهرات الفنية والثقافية وطنيا؛
في تافروات السيد رئيس الحكومة لي هي بلادكم، الى كان صانع تقليدي كيبيع 10 بلاغي في الشهر، فيوم المهرجان كيبيع 70 إلى 100 في النهار، فقس عى ذلك، التعاونيات والفنادق والمقاهي والمطاعم؛
الانتعاش الاقتصادي كيبدا من مول الفندق 5 نجوم حتى مول الكلية والزريعة، حتى هما كيصور طرف الخبز نهار المهرجان؛
كتعرفو جيدا أن الثقافة رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية، السيد رئيس الحكومة، مشا زمان لي كان فيه كيتكال حتى تتشبع الكرش عاد تتكول للرأس غني». اليوم الثقافة تتشبع الكرش، تتعيش، تتكسي، تتقري، تتخلص الكرا للناس لي عايشين بها؛
اليوم هاد الفئة للأسف تتعيش أزمة حقيقية بغيناكم تمشيو تشوفو بعينيكم أوضاعهم من طنجة إلى لكويرة، وسيرو شوفو غير حداكم في جماعة أكادير شوفو الدشيرة- انزكان –الجرف- الناس لي عايشين في ميادين الثقافة، تيعانيو ……….؛
ولكن لا نريدكم أن تفعلوا ذلك فحسب، فأنتم رئيسٌ للحكومة. لذلك نطالبكم باتخاذ تدابير عملية مستعجلة وإجراءات حقيقية آنية لإنعاش قطاع الفن والثقافة وكافة المِهَنِ المرتبطة بهما، ولإنقاذ الأوضاع الاجتماعية أو المهنية، أو هما معاً، للمُشتغلين بالمجال الفني والثقافي.