تكريم الفنان التشكيلي المغربي عبد الحي الديوري

في أمسية بهيجة حضرها عدد من الفنانين والمثقفين والأساتذة، احتفت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية مؤخرا بالأعمال الفنية للتشكيلي عبد الحي الديوري.
وعرف اللقاء الذي احتضنه فضاء المكتبة الوطنية بالرباط تقديم عدد من أعمال الفنان التشكيلي عبد الحي الديوري، بالإضافة إلى فقرات فنية من الزجل والموسيقى الشبابية.
كما عرف الحفل الذي أحيته المكتبة الوطنية بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس ووزارة الثقافة، تقديم عدد من الشهادات في حق الفنان التشكيلي عبد الحي الديوري، ألقاها عدد من رفاقه وأصدقائه من الفنانين والأكاديميين والسينمائيين والمثقفين.
في هذا السياق قال عبد الإله التهاني، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالنيابة، إن الفنان الديوري يمنح أعماله حياة أخرى بعد فنائها من خلال إعادة تشكيلها، إذ يبدو أنه “عثر على الصيغة السحرية لإنجاح إبداعاته التي تختفي في مكان كي تظهر في مكان آخر”.
وأضاف التهاني أن “تفكيك عمل الديوري ولادة جديدة لإبداع استمر عرضه لأزيد من أربع سنوات، حيث سيتم تحريكه من مكانه لأسباب تقنية تتعلق بالمكتبة”، مشيرا إلى أن المكتبة الوطنية توصلت، بتعاون مع أطراف أخرى، إلى أنجع طريقة لتفكيك هذه التحفة الفنية في ظرف وجيز”.
وأوضح مدير المكتبة الوطنية بالنيابة أن نقل العمل تم بالاتفاق مع الفنان التشكيلي المغربي، مشيرا إلى أن “تفكيكه لا يعد تدميرا وإنما إعادة بناء عمل إبداعي آخر”.
من جانبه وفي كلمة خلال حفل تقديم أعمال عبد الحي الديوري الفنية، الذي قدمه الشاعر الزجال مراد القادري مدير بيت الشعر بالمغرب، قدم السينمائي نور الدين الصايل، في هذا اللقاء الذي وصفه بـ “العاشق”، شهادة عن رفيق دراسته بقسم الفلسفة بكلية الآداب بالرباط خلال عقد الستينات، وكان من ضمن طلبة تشبعوا حب الفلسفة والفن أيضا ، مشيرا إلى أن الديوري اختار أن يكرس حياته للفن وحده وأن يبقى دائما “على الهامش وخارج السياق”، وهو ما حافظ عليه في أعماله الإبداعية من خلال إعادة التشكيل والبناء بالرغم من حاجته الدائمة للوقت وللإمكانيات.
وأضاف الصايل، مؤسس الجامعة المغربية للأندية السينمائية والمدير السابق للمركز السينمائي المغربي، أن أعمال عبد الحي الديوري الفنية تبين أن لكل بداية نهاية، لكن هذه النهاية تكون دائما بداية لشيء جديد حسب تعبير فرانتز كافكا، وأن مشاهدة هذه الأعمال تعطي معنى لحياة ما كان من المفترض أن يموت، وتجعل المتلقي، الذي منحه الفنان الحق في الحلم، مشاركا في الإبداع.
وتوالت الشهادات في حق الفنان التشكيلي المغربي عبد الحي الديوري من قبل زملائه الفنانين والمثقفين، حيث أجمع كل من الشاعر حسن نجمي والمخرجة فريدة بليزيد والزجال أحمد المسيح على مدى تميز الأعمال الفنية للديوري وكذا ما تشكله من إضافة نوعية للفن التشكيلي المغربي. فيما قدم كل واحد منهم نبذة عن علاقته بالفنان التشكيلي في مراحل مختلفة.
جدير بالذكر أن هذا الحفل الذي نظم تحت شعار “ارتكلاش: العمل الإبداعي يلد عملا إبداعيا” نظم بالمكتبة الوطنية بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس ووزارة الثقافة والاتصال.

> محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top