جامع بيضا: “دير تومليلين” معلمة للتسامح ورسالة للانفتاح على الآخر

أكد مدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن “دير تومليلين” يشكل معلمة للتسامح ورسالة للانفتاح على الآخر.
وأبرز بيضا، خلال افتتاح أشغال النسخة الخامسة للقاءات الدولية لتومليلين، التي تنظمها الرابطة المحمدية للعلماء من 31 مايو إلى 2 يونيو، تحت عنوان “الحفاظ على الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر”، أن هذا الدير يبرز قيم العيش المشترك وروح الحوار بين الأديان والاحترام المتبادل الذي يطبع تعددية التراث المغربي.
كما شدد، في هذا اللقاء المنظم بتعاون مع مؤسسة ذاكرة من أجل المستقبل، وبشراكة مع المعهد الكاثوليكي في تولوز، ومؤسسة مستقبل 21، على أهمية إعادة تأهيل هذا الموقع الأثري الذي “لعب دورا مهما جدا في تاريخ المغرب المعاصر”، مذكرا بأنه بعيد الاستقلال كان هذا الدير بمثابة جامعة صيفية يلتقي فيها المسيحيون والمسلمون لتبادل الآراء حول العديد من القضايا المجتمعية والمعرفية وغيرها.
وسجل مدير مؤسسة أرشيف المغرب أن الهدف اليوم هو الحفاظ على هذا الدير كرسالة للتسامح بالنسبة للأجيال القادمة، وذلك من خلال إعادة تأهيله ليكون معلمة يزورها السياح ويلتقي فيها الباحثون، مبرزا أن الرسالة التي تحملها “تومليلين” تنسجم تماما مع البعد الروحي والتنوع العقدي والثقافي واللغوي الذي يسم المغرب والمغاربة.
واستحضر، في هذا الصدد، كتابا بعنوان “كان يا ما كان تومليلين…” (Il était une fois Toumliline …)، يرصد جانبا مشرقا للحضور الكاثوليكي في المغرب، مبرزا أن محتوى الكتاب ينهل من تاريخ المغرب دروسا من شأنها تغذية روح العيش المشترك والأخوة التي كانت تومليلين نموذجا جليا لها.
من جهة أخرى، شهد اللقاء عرض شهادات ترصد “اللقاءات الدولية” التي كانت تعقد في الدير البندكتي لتومليلين، خلال العقد الممتد من 1956 إلى 1966، باعتبارها محفلا للنقاشات المسكونية وللحوار بين الأديان، والتي شكلت الفضاءات الأولى للنقاش والحوار والتكوين على المواطنة في قارة إفريقيا.
يشار إلى أن هذا اللقاء الدولي، الذي يشهد مشاركة العديد من الشخصيات الدولية من مشارب مختلفة، أكاديمية ودبلوماسية وسياسية وعلمية، يركز على أهمية الحفاظ على الذاكرة بشكل عام ونقلها إلى الأجيال اللاحقة.
ورغبة في تعزيز وترسيخ عدد من قضايا الحفاظ على الذاكرة في علاقتها بمفهوم الآخر، حرصت الرابطة المحمدية للعلماء عبر مركز التعارف التابع لها، ومؤسسة ذاكرة من أجل المستقبل على أن يعقد هذا الاجتماع جزئيا في موقع الدير القديم، وذلك بهدف إعطاء الذاكرة مكانتها كحافز لعملية الانفتاح على الآخر، والتأكيد على أهمية الحفاظ عليها.
ويأتي لقاء هذه السنة استمرارا للقاء العلمي الافتراضي الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء سنة 2021، من خلال مركز التعارف التابع لها (مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم) في موضوع “الحفاظ على الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر”، بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ومؤسسة ذاكرة أجل المستقبل وأرشيف المغرب.

Related posts

Top