أكد جلالة الملك محمد السادس، على ضرورة إيلاء إفريقيا الأولوية في العمل الدولي من أجل البيئة، التي يشكل تدهورها تهديدا يتعين على جميع بلدان العالم التصدي له بشكل جماعي.
وأبرز جلالة الملك، في رسالة وجهها إلى قمة العمل المناخي 2019، التي افتتحت أشغالها أول أمس الاثنين بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، الجهود التي يبذلها المغرب من أجل التصدي للتغيرات المناخية والمحافظة على البيئة، ولاسيما لفائدة إفريقيا، القارة التي “تعاني من آثار التغيرات المناخية”.
وأشار جلالة الملك، في هذا الصدد، إلى إطلاق قمة العمل الإفريقية الأولى، المنعقدة بمراكش، دينامية غير مسبوقة، لاسيما من خلال تفعيل لجنتي المناخ الإفريقيتين لحوض الكونغو ومنطقة الساحل.
وأضاف جلالة الملك، في الرسالة التي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أنه إلى جانب مبادرته مع إثيوبيا بتشكيل “تحالف من أجل الولوج إلى الطاقة المستدامة”، لفائدة البلدان الأقل تقدما، لاسيما في إفريقيا، فقد أطلق المغرب بتعاون مع البلدان الشقيقة في القارة، “المبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”.
وبعد أن أشار إلى التزام المغرب من أجل خفض انبعاثاته المسببة للاحتباس الحراري، والرفع من سقف طموحه في مجال الطاقات المتجددة، شدد صاحب الجلالة على مبادرة “شبكة الشباب الإفريقي من أجل المناخ”، التي قامت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، رفقة شركائها، بإحداثها بهدف إعلاء الحس القيادي والابتكار، وإبراز الدور الإيجابي للشباب الإفريقي.
وفي هذا الإطار، دعا جلالة الملك من أجل دعم إيجابي وفعلي لـ”قمة المناخ الأولى المخصصة للشباب”، والتي أكد جلالته أنها تبعث على التفاؤل.
وأبرز جلالة الملك أن “طموحنا في مجال التصدي للتغيرات المناخية يقتضي تضامنا دوليا فعليا، وتمويلات دائمة، ونقلا نوعيا للتكنولوجيا والمهارات”.
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة:
“الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
معالي الأمين العام،
أصحاب الفخامة والمعالي،
أود في البداية، أن أوجه تحية إشادة وتقدير، لمعالي السيد أنطونيو غوتيريس، على مبادرته بعقد هذه القمة الهامة.
ذلك أن تدهور بيئتنا أصبح واقعا ملموسا، يشكل تهديدا يتعين علينا أن نتصدى له بشكل جماعي.
فبالنسبة للمملكة المغربية، رغم ضعف ما تنتجه من انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري، فقد التزمت بخفض انبعاثاتها في أفق 2030 بنسبة 42%، في إطار المساهمة المحددة وطنيا في هذا الشأن.
وقد تم تعزيز ذلك، بإطلاق مسار إدماجي شامل لتجاوز هذه النسبة.
إذ قررت بلادنا، في شهر نونبر الماضي، رفع سقف طموحاتها، من خلال زيادة حصة مصادر الطاقات المتجددة، في إنتاج الطاقة الكهربائية وطنيا، لتصل إلى 52% في أفق 2030.
حضرات السيدات والسادة،
إن إفريقيا، التي تعاني من آثار التغيرات المناخية، ينبغي أن تحظى بالأولوية في عملنا الجماعي.
وفي هذا الإطار، أطلقت قمة العمل الإفريقية الأولى، المنعقدة بمراكش، دينامية غير مسبوقة، لاسيما من خلال تفعيل لجنتي المناخ الإفريقيتين لحوض الكونغو ومنطقة الساحل.
كما قام المغرب بتعاون مع البلدان الشقيقة في القارة، بإطلاق “المبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”؛ إضافة إلى مبادرته مع إثيوبيا بتشكيل “تحالف من أجل الولوج إلى الطاقة المستدامة”، لفائدة البلدان الأقل تقدما، لاسيما في إفريقيا.
حضرات السيدات والسادة،
لقد قامت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، رفقة شركائها، بإحداث “شبكة الشباب الإفريقي من أجل المناخ”، التي تهدف إلى إعلاء الحس القيادي والابتكار، وإبراز الدور الإيجابي للشباب الإفريقي.
وبهذا الخصوص، فإن “قمة المناخ الأولى المخصصة للشباب” تبعث على التفاؤل، وتتطلب منا أن نتفاعل معها، وندعمها بشكل إيجابي.
إن طموحنا في مجال التصدي للتغيرات المناخية يقتضي تضامنا دوليا فعليا، وتمويلات دائمة، ونقلا نوعيا للتكنولوجيا والمهارات.
ذلكم هو المغزى الحقيقي لالتزامنا من أجل المغرب، ومن أجل إفريقيا، ومن أجل كوكبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.