حوادث السير تعود للارتفاع بداية سنة 2016

كشفت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، عن أن العامل البشري، ممثلا في الأخطاء المرتكبة من قبل السائقين، وراء نحو 90 في المائة من حوادث السير المسجلة، والتي تودي بحياة المزيد من الضحايا، ويأتي على رأس هذه الأخطاء عدم احترام علامة قف، وحق الأسبقية من طرف سائقي السيارات بنسبة تتجاوز 72 في المائة بالنسبة للأولى ونسبة  تفوق 64 في المائة بالنسبة للثانية.
وأظهرت مجموعة من المعطيات المرتبطة بسلوكات السائقين والتي يؤدي ارتكابهم لعدد من الأخطاء، في الغالب إلى وقوع حوادث للسير، والتسبب في ارتفاع عدد ضحاياها، أن السائقين البالغ أعمارهم 25 سنة، يمثلون أكبر نسبة من اللذين يرتكبون مخالفات تخص عدم احترام علامة قف، وأن نحو 13 في المائة من السائقين لا يتخذون أي احتياط عند تجاوزهم لهذه العلامة.
كما أبانت ذات الدراسة عن عدم احترام نحو 17 في المائة من السائقين لإشارة الضوء الأحمر، وأن هذه المخالفة التي تقترف بشكل كبير من طرف سائقي السيارات بنسبة تفوق 45 في المائة، يرتفع  معدلها في المدن الصغيرة حيث يصل إلى 21 في المائة، مقابل معدل 18 في المائة في المدن الكبرى.
وأشار نجيب بوليف الوزير المكلف بالنقل، إلى تواصل العد التنازلي الذي شهدته حوادث السير المميتة، حيث انخفض العدد إلى 6.7 في الماسة ما بين سنوات 2012 و2014، وواصل انخفاضه سنة 2015 بنسبة لا تتعدى 2.89، متوقعا مع ذلك أن تكون الثلاثة أشهر القادمة الأصعب على مستوى الحد من حوادث السير، وهي الفترة التي تقترن بالعطل السنوية، وتزايد حركة السير على المحاور الطرقية، مؤكدا على عدم “التساهل مع السائقين المخلين بقواعد قانون السير، وإنزال أقصى العقوبات في حقهم”.
هذا ويبدو أن إعلان الوزير عن التوجه الصارم اتجاه السائقين خلال الثلاثة أشهر القادمة، مرده إلى الإحصائيات الأولية  الخاصة بحوادث السير، المسجلة على مدى 11 شهرا من سنة 2015، حيث أبانت عن ارتفاع حوادث السير خلال أشهر يونيو، ويوليوز وغشت، إذ فاقت 7723 حادثة، بنسبة فاقت 31 في المائة.
وأظهرت ذات الإحصائيات الخاصة بـ 2015، أن العد التنازلي المسجل في حوادث السير لم يستمر طويلا، إذ سرعان ما عادت أرقام الحوادث إلى الارتفاع، مقارنة بالإحصائيات المسجلة سنة 2014، إذ بعد العد التنازلي الذي شهدته حوادث السير في المغرب، والتي لم تتجاوز نسبة 14,47 في المائة، فإن هذه النسبة ارتفعت إلى أكثر من 71 في المائة خلال 2015.
هذا وفي المقابل، ارتفع عدد الضحايا سنة 2015 سواء المصابين بجروح خطيرة بنسبة تقارب 10 في المائة، أو والمصابين بجروح طفيفة الذين فاق عددهم 94 في المائة، مقارنة مع 2014 التي لم تتجاوز نسبة هذا النوع من الإصابات نسبة 5.64 في المائة بالنسبة لضحايا الجروح الخطيرة، ونسبة 13.08 بالنسبة للجروح الخطيرة.
وبارتباط بالدراسات المقدمة، كشفت المعطيات التي تضمنها، التغير الطفيف الذي يسجل في سلوك السائقين بين شهري فبراير وشهر غشت، حيث بالنسبة  لشهر فبراير تصل نسبة مقترفي مخالفة عدم احترام علامة قف إلى نحو يتجاوز بنقطة نسبة 63 في المائة، كما أن غير واضعي حزام السلامة تبلغ نسبتهم 35 في المائة، فيما الذين لا يحترمون التعليمات الخاصة بنقل الأطفال البالغ أعمارهم أقل من 10 سنوات، تفوق نسبتهم 18 في المائة، حيث يتم إركابهم في المقاعد الأمامية للسيارة عوض إعداد الكرسي الخاص بالأطفال وربطه بحزام في المقعد الخلفي للسيارة.

Related posts

Top