خطوة مهمة في انتظار الأهم…

خطا كل من فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، خطوة نحو دور نصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بتحقيق نتيجتين مهمتين خارج الميدان، عندما واجها ناديي شباب بلوزداد الجزائري والأهلي المصري، في ذهاب دور ربع المسابقة القارية.
فرغم اللعب بصفوف غير مكتملة، بعد طرد مبكر، لكل من جلال الدادوي من الوداد، ومروان الهدهودي من جانب الرجاء، فإن الفريقين معا قاوما بصلابة وندية، ما مكنهما من العودة بنتيجة، يمكن القول إنها إيجابية خاصة بالنسبة للفريق الأحمر، صاحب الانتصار الثمين من قلب الجزائر.
انتصار الوداد بهدف لصفر من توقيع الهداف الكونغولي غي مبينزا، مع بداية الجولة الثانية، منحه مساحة أمل واسعة، في إمكانية العبور للمربع الذهبي، ومواصلة المغامرة الجميلة التي يمكن جدا أن تقوده مرة أخرى لمنصة التتويج، الغائب عنها منذ سنة 2017.
ورغم اندفاع لاعبي شباب بلوزداد، ورغبتهم القوية في الوصول إلى مرمى الحارس أحمد التكناوتي، إلا أن تجربة وخبرة لاعبي الوداد، كانت حاضرة بقوة، لتحسم في الأخير النتيجة لصالحهم، في انتظار مواجهة الإياب بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء السبت القادم.
كان الفريق الجزائري يراهن على الفترة الإيجابية التي يمر بها، واستغلال أمثل لعاملي الأرض والجمهور، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، لتجاوز بطل المغرب المسلح بقيمة لاعبيه، وذكاء مدربه، مميزات ساعدت على امتصاص الاندفاع المتوقع لبلوزداد.
كما أن استعادة التكناوتي لمستواه السابق، كانت عنصرا حاسما إلى درجة كبيرة، وهي نفس الميزة التي استفاد منها أيضا الرجاء، بفضل تألق الحارس المجرب أنس الزنيتي العائد لمرمى فريقه بعد غياب طويل بسبب الإصابة.
وعكس الوداد، فإن الرجاء عاد بهزيمة، لكنها صغيرة بهدفين لواحد، والهدف الرجاوي الوحيد الموقع من طرف لاعب الوسط محمد زريدة، سيكون له بدون أدنى شك، وقع كبير خلال نتيجة العودة بالدار البيضاء الجمعة القادم، أمام جمهور سيكون قياسيا، وسيلعب كالعادة دورا حاسما، في قيادة فريقه نحو العبور لدور النصف.
فالنتيجة التي عاد بها الرجاء من القاهرة، تعتبر في كل الأحوال إيجابية بالنظر إلى الظروف التي تحكمت في أطوارها، وأساسا الظلم التحكيمي الفادح، بالرغم من وجود تقنية حكم الفيديو المساعد، وهذه مسألة غريبة جدا، وتطرح الكثير من الشكوك، بخصوص مصداقية الطاقم الذي كان حاضرا بغرفة الـ(VAR)، ومعه المخرج التلفزي الذي لم يحترم مهنته، وساهم في التضليل الذي رافق العملية،التي أعلن على إثرها الحكم عن ضربة جزاء خيالية.
كما عانى الفريق المغربي من أخطاء فادحة خلال الجولة الأولى، وازدادت الأمور تعقيدا، بعد طرد الهدهودي، إلا أن الجولة الثانية حملت تغييرات موفقة على التشكيلة وطريقة الأداء، مما خلق التوازن المطلوب، وكان بالإمكان العودة بنتيجة التعادل، لو استغل زكرياء الهبطي الفرصة السانحة التي أتيحت له، بعد الانفراد بالحارس محمد الشناوي.
ورغم اختلاف الحصتين، فإن حظوظ الفريقين البيضاويين، تبقى وافرة، مع الامتياز من المفروض أن يتعزز في مباراتي العودة.
فالوداد، مطالب بالاحتراس أكثر، وتفادي أية مفاجأة من طرف فريق جزائري سيلعب الكل للكل، أما الرجاء فعليه التسجيل أولا، ثم التعامل مع أطوار المباراة بالطريقة التي تمكنه من ربح النزال، مع أن المهمة لن تكن أبدا سهلة، في مواجهة فريق له خبرة كبيرة وتجربة غنية، وتشكيلة قادرة على قلب الموازين في أية لحظة.
لنا ثقة كبيرة في جمهور الناديين الكبيرين، وفي الدور الإيجابي الذي يلعبه دائما في الدعم والمساندة المطلقة، على أمل الوصول معا، إلى دور النصف ولما لا التمكن معا من التأهل لمباراة نهائية، من الممكن جدا أن تكون مغربية مائة في المائة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top