دعم دولي لـ”خوان غوايدو” رئيسا مؤقتا لفنزويلا إلى حين إجراء انتخابات جديدة

قالت وزارة الخارجية الفنزويلية، إن عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين في العاصمة كاراكاس، غادروا فنزويلا متوجهين إلى بلادهم.
وأوضحت الخارجية الفنزويلية في بيان أول أمس السبت، أن كاراكاس وواشنطن ستتفاوضان من أجل فتح مكاتب تشرف على تسيير العلاقات التجارية والإجراءات المتعلقة بالمهاجرين.
وأضاف البيان أن المفاوضات ستستمر لمدة أقصاها 30 يوما، وأن الحكومة الفنزويلية ستمهل موظفي السفارة الأمريكية إلى حين انتهاء المحادثات.
وقالت الخارجية الفنزويلية في بيانها: “المحادثات ستستمر 30 يوما، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المكاتب، فسيضطر موظفو السفارة الأمريكية إلى مغادرة البلاد خلال مدة أقصاها 72 ساعة”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن الأربعاء الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وتشهد فنزويلا توتر ا متصاعد ا منذ الأربعاء، إثر إعلان “خوان غوايدو”، الذي يرأس البرلمان ذو الأغلبية المعارضة، نفسه رئيسا مؤقت ا إلى حين إجراء انتخابات جديدة، وهي الخطوة التي لاقت دعما أمريكيا واعتراضا روسيا.
وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بزعيم المعارضة رئيس ا انتقالي ا، وتبعته دول بينها كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراغواي، والبرازيل، وشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا ثم بريطانيا وإسبانيا وفرنسا.
في حين أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيس ا لفترة جديدة من 6 سنوات.
ومن جانبه هدد الاتحاد الأوروبي حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالاعتراف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن الرئيس نيكولاس مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.
واعتبر الاتحاد، في بيان أول أمس، أن الانتخابات التي شهدتها فنزويلا في ماي الماضي “لم تكن حرة ولا نزيهة وتفتقر إلى الشرعية الديموقراطية”، داعيا إلى “الإسراع في إجراء انتخابات رئاسية حرة وشفافة وذات صدقية”.
مفاوضات مع واشنطن

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادور ، السبت،إن كراكاس تتفاوض مع واشنطن على تبادل مكاتب لرعاية المصالح بغية الإبقاء على الحد الأدنى من العلاقات بينهما بعدما قطعت حكومته العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المت حدة.
ويأتي تصريح مادورو مع قرب إنتهاء مهلة الـ72 ساعة التي منحها لطاقم السفارة الأمريكية في كراكاس لمغادرة البلاد.
وأوضح مادورو ،في خطاب نقله التلفزيون،أنه تقر ر أن “يبدأ التفاوض لكي يتم في غضون 30 يوما فتح مكاتب لرعاية المصالح بين حكومتي الولايات المتحدة وفنزويلا “.
وأضاف أن مباحثات “بدأت مع جيمي ستوري، القائم بأعمال السفارة في فنزويلا، لإقامة طريقة لرعاية مصالح فنزويلا في واشنطن ومصالح الولايات المت حدة في فنزويلا”،مشيرا الى أن مكتب رعاية المصالح الذي يتم التفاوض عليه سيضم “حد ا أدنى من الموظفين” وسيكون شبيها بالمكتب الذي “عمل لسنوات عديدة في كوبا”.
ويمث لمكتب رعاية المصالح الحد الأدنى من العلاقات بين بلدين. وعلى سبيل المثال فقد احتفظت كوبا والولايات المتحدة بهذا المستوى من التمثيل إلى أن أعادتا العلاقات الدبلوماسية بينهما على مستوى السفارات في يوليوز 2015. 
ويوم الخميس أمر مادورو بإغلاق السفارة الأمريكية في كراكاس والقنصليات الأمريكية في فنزويلا. 
غير أن وزارة الخارجية الأمريكي ة قالت إن “الولايات المت حدة لا تعترف بنظام مادورو (…) لذلك فإن ها لا تعتبر أن الرئيس السابق نيكولاس مادورو لديه السلطة القانوني ة لقطع العلاقات الدبلوماسي ة مع الولايات المت حدة أو لإعلان دبلوماسي ينا أشخاصا غير مرغوب فيهم”.
الصين تعارض التدخل الخارجي

أعرب مبعوث الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ،ما تشاو شيوي، السبت، عن معارضة بلاده للتدخل الخارجي في شؤون فنزويلا.
وقال المبعوث الصيني،خلال كلمة ألقاها في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في فنزويلا، “دائما ما تعارض الصين التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعارض التدخل الخارجي في شؤون فنزويلا “.
وأضاف أن ” الوضع في فنزويلا يتعلق بالشؤون الداخلية للبلاد، ولا ي مث ل تهديدا للسلام والأمن الدوليين وليس مطروحا على جدول أعمال مجلس الأمن “.
وأكد أن بلاده” تعارض إضافة الوضع في فنزويلا إلى جدول أعمال مجلس الأمن”، مضيفا أن الشؤون الفنزويلية “يجب أن يجري اختيارها واتخاذ قرار بشأنها بشكل حصري عن طريق الشعب الفنزويلي نفسه(…) ونحث جميع الأطراف المعنية على احترام اختيار الشعب الفنزويلي”.
وأشار المبعوث الصيني أالى أن بلاده تناشد جميع الأطراف المعنية في فنزويلا “التعقل والحفاظ على الهدوء، وأن تضع في اعتبارها المصالح الأساسية للبلاد والشعب حين البحث عن حل سياسي للقضايا من خلال حوار سلمي في إطار الدستور الفنزويلي”
وتابع أن ” الصين تدعم الجهود التي تبذلها الحكومة الفنزويلية لدعم السيادة الوطنية والاستقلال والاستقرار ” .
وأضاف ” تؤكد الصين على ضرورة التزام جميع الدول بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه،لا سيما الأعراف التي تحكم العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي والامتناع عن التهديد باستخدام القوة .”
انشقاق عن نظام مادورو

أعلن الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن، خوسي لويس سيلفا، السبت في تصريحات صحفية، أنه لم يعد يعترف بنيكولاس مادورو رئيسا شرعيا لفنزويلا، داعيا “أشقاءه العسكريين” لتأييد خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه “رئيسا بالوكالة” للبلاد.
وقال سيلفا، في تصريحات صحفية، إن “مكتب الملحق العسكري لا يعترف بالرئيس نيكولاس مادورو ويعتبره مغتصبا للسلطة، ويعترف بخوان غوايدو رئيسا شرعيا بالوكالة”.
وأضاف أن “هذا الموقف ينسجم مع دستور فنزويلا وقوانينها، وأنا دعوت أشقائي العسكريين لتأييد غوايدو”.
وأكد الملحق العسكري أنه “يتعين أن نتحمل المسؤولية المؤسساتية وأن ندعمه (غوايدو) لأن هذا هو السبيل الوحيد للخروج بالبلاد من أزمتها، هذه مجرد بداية”، مبرزا أنه يرغب في إرساء “تغيير” ببلاده.
وأشار سيلفا، وهو أعلى دبلوماسي عسكري فنزويلي معتمد في الولايات المتحدة، إلى أنه تحدث مع رؤسائه في كراكاس لإبلاغهم بقراره.
وقال “لقد تحدثت مع رؤسائي وهم يعرفون أنني لا أتفق مع ما يجري في البلاد من اغتصاب للسلطة وسوء معاملة للسكان وفقر مدقع في بلد غني بالموارد البشرية والطبيعية مثل فنزويلا”.
وأوضح سيلفا أنه تحادث هاتفيا صباح السبت مع خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه “رئيسا بالوكالة” لفنزويلا.
مهلة لإجراء انتخابات

انضمت بريطانيا، السبت، إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مطالبة بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا في غضون ثمانية أيام ومحذرة من أنه إذا لم يتم ذلك فإن لندن ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا.
وكتب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، على تويتر، “بعد منع مرشحي المعارضة وتزوير صناديق الاقتراع والمخالفات في عمليات الفرز في الانتخابات التي تضيق بالعيوب، أصبح من الواضح أن نيكولاس مادورو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا”.
وأضاف هانت أن “غوايدو هو الشخص المناسب للمضي بفنزويلا إلى الأمام”.
وهدد بأنه “اذا لم يتم خلال ثمانية أيام إعلان إجراء انتخابات جديدة ونزيهة، فإن المملكة المتحدة ستعترف به (غوايدو) رئيسا موقتا يقود العملية السياسية في اتجاه الديموقراطية”.
وحددت إسبانيا وفرنسا وألمانيا في وقت سابق مهلة مماثلة مع تزايد الضغوط الدولية على نظام فنزويلا للموافقة على إجراء انتخابات جديدة.واعترفت الولايات المتحدة وكندا وعدد من كبرى دول أمريكا الجنوبية بغوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا خلال احتجاجات شعبية واسعة هذا الأسبوع. 

Related posts

Top