رئيس تحت الطلب

ترك فراغا مهولا بفريق شباب المحمدية، ويريد استغلال فراغ مؤثر داخل فريق الوداد البيضاوي…
إنه هشام أيت منا، رجل أعمال سبق أن وعد بتحويل الشباب، إلى رقم صعب بالمعادلة الكروية وطنيا وقاريا، لكنه تخلى تدريجيا عن كل التزاماته، بل تخلى عن أحلامه الوردية، ليحول الوجهة كاملة نحو ناد آخر، ظل يغازل مختلف أوساطه، منذ أن برز اسمه كمسير مثير للجدل على الساحة الوطنية…
“أي شخص يحب كرة القدم، ينبغي عليه تشجيع الوداد، باعتبار أن هذا الفريق رفع راية المغرب عاليا بالمنافسات الإفريقية…”.
واحدة من التصريحات المثيرة، لابن مدينة فضالة، وهي مفارقة عجيبة، كيف لشخص يترأس ناد، ونجده يتغزل بآخر، إلى درجة أنه نسي مرة نفسه، واعتبر نقط فوز الفريق الآخر ، على حساب الفريق الذي يتحمل مسؤوليته، حلالا طيبا، عندما أدلى بمقولته الشهيرة: “إلى ربحات الوداد النقط، ما مشات في خلى”.
فكيف لجمهور مدينة الزهور أن يساند شخصا، يقول مثل هذا الكلام غير المنطقي، بل يضرب في الصميم روح المنافسة الشريفة، والأكثر من ذلك يضع كل لاعبي فريقه، رهن إشارة فريق آخر، دون أدنى تقدير لشعور مناصري الفريق الذي يتحمل مسؤوليته، وتقدير لتاريخه ورموزه، وعراقته…
المعروف حاليا، أن هشام أيت منا، لم يتخل كليا عن التحكم في مصير الشباب؛ ويحرص على مراقبة الأمور عن طريق “ريمونت كنترول”، فهو ما يزال رئيسا للشركة، كما وضع شخصا على رأس فريق كرة القدم، يؤمر بأمره، ولا يتحرك إلا بتعليمات منه لا تناقش…
يعاني الشباب حاليا من أزمة مالية خانقة، تراكمت الديون عليه وتكاثرت ملفات النزاعات، نجده يصارع وحيدا من أجل ضمان البقاء، وسط منافسة مشتعلة بسلم ترتيب متقارب، يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات…
وفي عز الفراغ التسييري الذي يمر منه الوداد، بسبب المتابعة القضائية التي يخضع لها رئيسه السابق سعيد الناصري، كتف أيت منا من خرجاته، يحرص على عرض خدماته، وتقديم آراء وتخريجات قانونية ومسطرية، تقود حسب ما هو مخطط له، إلى اختيار شخصه كمنقذ، وطوق نجاة، وسط أمواج عاتية يتخبط وسطها النادي الأحمر…
هو يعرض خدماته، ويؤكد جاهزيته لتحمل المسؤولية، بعدما تهرب من مسؤولية الفريق الذي جعله منصة للترويج لاسمه كمسير بوعود كبيرة، وصدامات تكاد لا تنتهي…
وحتى عندما يوجه له سؤال مباشر، بخصوص ما إذا كان بالفعل يعمل من أجل ترؤس الوداد، يأتي جوابه دقيقا، بتأكيد تعلقه بالنادي الأحمر، وكل ما يأتي ليس بالمستحيل..
يهرب تدريجيا من حلمه الأول، ويروج لحلم آخر، استعمل الشباب للبروز على الساحة كمرحلة، والهدف القادم ترؤس ناد كبير، ليتمكن أخيرا من تحقيق حلمه الأكبر، وهو التحكم في مفاصل كرة القدم الوطنية…

محمد الروحلي

Top