أنعش فصل صيف هذه السنة، الهجرة السرية على الدراجات البحرية “الجيتسكي”، بين مدن الشمال المغربية، والمدن الإسبانية الواقعة على السواحل البحرية، حيث يتهافت المغاربة، وخصوصا الأطفال على الهجرة نحو الضفة الأخرى عبر محركات مائية مستغلين قرب المسافة.
وأفادت جريدة “إلموندو”، أن إسبانيا استقبلت مطلع هذه السنة، ما يقارب 6000 طفلا جديدا، مسجلين بمراكز الأطفال الإسبانية، والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة، دون الحديث عن الشباب الذين يتجاوزون هذا السن.
وأوضحت الجريدة الإسبانية، في ربورطاجها الذي خصصته لهذا الموضوع، أن “حريك الأطفال” أصبح مؤرقا للسلطات الإسبانية، رغم المجهودات التي تقوم بها فرق خفر السواحل الإسبانية، التي تبطل بين الفينة والأخرى مثل هذه العمليات، بموازاة مع محاصرتها للقوارب الكبيرة والصغيرة المحملة بمهاجرين سريين ينتمون إلى عدة دول إفريقية، من بينها المغرب.
وأضاف المصدر ذاته، أن سعر الرحلة الواحدة يتراوح بين 6000 و56.000 درهم، وذلك حسب عدد الطلبات، ومزاج قائد “الجيتسكي” الذي يعمد، في أحايين كثيرة، إلى رفع من ثمن “رحلة الموت” بين الضفتين.
وسجلت “إلموندو”، أن هذه الفترة ترتفع فيها بشكل كبير الهجرة السرية عبر هذه المحركات المائية التي تقطع مسافة 14 كيلومترا، في ظرف لا يتجاوز 25 دقيقة، وذلك بفضل هدوء البحر، وصفاء الجو، الذي يساعد على قطع الرحلة في أمان، بدون تهديد من الأمواج البحرية التي تخيب الآمال في العديد من اللحظات.
وكشفت الجريدة، أن الأطفال الصغار، الذين ينحدرون من مدن الداخل، كبني ملال، والقنيطرة، والجديدة، وفاس، وتازة وصفرو.. يمتهنون التجارة العشوائية خلال هذه الفترة بشواطئ مدن الشمال، كما أن منهم من يحترف السرقة، أو يبيع ملابسه وكل ما يتوفر عليه من أجل جمع القدر الكافي من المال الذي يحتاجه لضمان الرحلة، التي تحدد زمنها الخلية المكلفة بالتنسيق مع سائقي محركات “الجيتسكي”.
وأبرز المنبر الإعلامي الإسباني، أن وزارة الداخلية الإسبانية، سطرت برنامجا خاصا مع فرق خفر السواحل، من أجل التصدي لهذه العمليات التي ظهرت بشكل كبير خلال السنتين الأخيرتين.
< يوسف الخيدر