بكثير من الندية والإثارة، تتواصل منافسات البطولة الاحترافية لكرة القدم في قسميها الأول والثاني، حيث الصراع على أشده في المقدمة كما في مؤخرة الترتيب.
بالنسبة للقسم الأول جاءت مخلفات الدورة السابعة والعشرين لتزيد من عنصر التشويق، خاصة بعد تباين نتائج فرق المقدمة، بعد انتصار الوداد السهل على حساب أولمبيك آسفي، وتعادل الرجاء بوجدة، والهزيمة المفاجئة والمدوية لفريق نهضة بركان بميدانه أمام نهضة الزمامرة.
هذه النتائج المثيرة جعلت هناك تقاربا بين الفرق المتصارعة حول لقب هذا الموسم بمجرياته الاستثنائية، إذ يصل الفارق الآن بين الأندية الثلاثة نقطة فقط، الرجاء في المقدمة بـ 53 نقطة، متبوعة بالوداد، وبركان في الصف الثالث، وخلال الدورة القادمة سترحل الوداد إلى أكادير لمواجهة الحسنية، في حين تستضيف الرجاء نهضة بركان الجريح، في مباراة قد توضح الأمور أكثر بالنسبة لصراع اللقب.
نفس الغموض يلف مؤخرة الترتيب، فانتصار أولمبيك خريبكة على حساب رجاء بني ملال مكنه من الوصول إلى 27 نقطة، مما جعله يقترب من كوكبة الفرق التي لا زالت مهددة بالنزول، وهي اتحاد طنجة، ويوسفية برشيد وسريع وادي زم بثلاثين نقطة، كما أن انتصار فريق الزمامرة ببركان، خلط الأوراق، بعد أن جعله يلتحق بأولمبيك أسفي بمجموع 32 نقطة.
كل هذه المستجدات، تظهر أن الأمور تعقدت بالفعل، بدخول فرق أخرى المنطقة المكهربة، بعد أن كانت تعتبر في وضعية مريحة نسبيا، بينما تواصل حسنية أكادير تحسين وضعيتها، بتحقيق انتصارين متتاليين على حساب كل من الفتح والدفاع الجديدي.
بالمقابل هناك أندية قليلة هي التي وجدت نفسها على بعد أربع دورات من انتهاء هذا الموسم الطويل والاستثنائي، غير معنية لا بصراع اللقب أو لهيب السقوط، حتى وإن كانت المرتبة الرابعة تغري بعض الأندية كالفتح ومولودية وجدة والجيش الملكي، لكون هذه المرتبة تسمح بالمشاركة بالبطولة العربية، وهذا الحافز هو الذي يعطي لمواجهات معينة القوة المطلوبة.
وعليه، فإن هذا التشويق والانخراط القوي لكل الأندية يعتبر أحسن رد على الذين كانوا يطالبون بالإعلان عن موسم أبيض، أو اعتماد النتائج المسجلة قبل توقف الأنشطة الرياضية من طرف الحكومة، بسبب وباء كورونا المستجد، وحتى عندما تم اتخاذ قرار شجاع باستئناف الأنشطة الرياضية، كانت ترتفع بين الفينة والأخرى أصوات تطالب بتوقيف منافسات البطولة .. فما رأي أصحاب النظارات السوداء؟
>محمد الروحلي
