سراديب الضياع

أسدلوا الستار انتهت المسرحية …!
– أين الجمهور ؟
– هسس لا أريد أصواتا، كل الآراء آثمة.. أبجديتي التي التوى كاحلها فوق الركح لا تريد تقويما.. تعانق السطور لتختزل الحكاية في كتاب أعلن الإلحاد، ونفس تائهة في أروقة الليل، تبا لتطرفي.. كل مشاعري كافرة بالحب .
أوآآآه !
ما كل هذا الهذيان!!! إني في منأى عني، وكأنني في مقام منازعة بين شتى المشاعر..لا أعلم ما يمزق صدري، ما يموت في ويحيى، شيء غريب يهزني يسكرني.. أفتقد وجودي وكياني، وعندما أستفيق يقتلني الأنين .
أدرت رأسي على عجل، وناء قلبي حتى ثقل بتلك الآراء الوحشية بنزعة الضواري، وأنا في قمة تحليقي وخوفي، فوجدتني وقد شنجتَ رقبتي، وصلبت السموم القاتلة، اليافعة، طرية العود… تحدث مفعولها المخيف في قراراتي، وتحفر في دماغي آراء نارية من الكلمات الشيطانية .
شعور غريب رافقني، طيف عابر سلبني مني، ورغبة سادجة اجتاحتني، لأنظر ورائي، وأراك يا من تحدثني عن انهياري، سأقول لك تبا لمن أعمى بصيرتي وخان قراري وانتشى وثمل بانهياري… ليتني كنت صلبة وهان الخطب .
أيها الشقاء المكفهر..أعبر واقعي كما شئت، صدقا لا أستطيع الموت الآن، فأنا فتاة شقية لا أصدقاء لي ولا أتراب، ربما عاثرة الحظ امتلأ قلبها بالرذيلة فقط، قل لذاك المطر أن يعيد إلي لحظاتي التائهة، أن يلملمها من واحة غربتى والليل الهجير .أن يتسرب فى شجى ذكرياتى، ليقف على جرف هاو لربما تستوي في أعماقي دنيا الموت وأولئك الموتى عابرو سبيل، فأراني في دنيا الضياع أخبر نرجسيتي أن تخبئ دمعاتي الثقال.. أن تصلح عتمة حروفي، وتنير لحدي المتين. ألتفت للوراء أرى السنين العجاف أمام ناظري، أرى حياتي المتعثرة بمراتبها، ودرجاتها، وفصولها، وندورها ترتع وتمرح في كل مكان… أرى… وأرى….
وأغمض عيني، فأحلق في جو فسيح من الخيال، ورؤى حلم صغير نبت منذ صباي وتشكل في نسج أرجواني عبث بي في دهاليز الزمن.. آآآه منك… وألف آآآه… مني.. فعلا ألمتني حد البكاء.
ثم أقول بهدوء… تبا للأيام المدللة أوجعتني، واتكأت على خاصرة حظي المترفة، تجمعني وتشطرني وتارة تلملمنى مواسم الحصاد كالقش من تحت الغربال …
درني أكتب يا إلهي خدعتني الأيام، ونفث الغرباء على جسدي الآهات، وأنا مشرفة على نهاية المسرحية لأحكي رحلتي، وصدى السنين ولوعة النغم الحزين وربما قلب أماته الحنين..
لقد سلبتني الأحلام، وجاءت تتمتم لي بتعويذات علها تحرسني من وجعي… ربما زال ألمي، لكن شيئاً من الحزن يساورني، شيئاً من شعور غامض لا أدري كنهه، كنغم ينساب في أرجاء جسدي، يمزقني صداه، أتحسسني ولا أدري كيف الوصول إلي، أشعر أنني مشرفة على نهايتي ولا أبالي بما يحدث لي.
أصبتني أيها الألم فهنيئا لك بي… سأخبرك سري، لم أعد أقوى على الالتفات ورائي، فعلا مارست شرورك، بيد أنني أتساءل مرات عدة عن أولئك الذين يخشعون أمام الله!! ألم تفكروا بي .
خبوت مرات وبكيت، وتضرعت، وعبدت، وقدمت نفسي وروحي، ولم أجد سوى سجادتي، وصبري، ثم لامست نعومتي بوجع الآه وأعلنت انتمائي للضياع …

بقلم: هند بومديان

الوسوم ,

Related posts

Top