سعد موفق، واحد من أفضل المواهب الموجودة في الساحة الفنية حاليا، شاب طموح، يغير أدواره مثلما يغير ملابسه، يتلون كالحرباء خلف الكاميرا، يعرف جيدا كيف يلعب بملامحه بطريقة طبيعية لدرجة أنك قد تستغرب أن شخصية “حمودة” في مسلسل “ياقوت وعنبر” ليست هي شخصية “حمادة” في مسلسل “بين القصور” وليست هي شخصية “علاء” في فيلمه الأخير “سوناتا ليلية” الذي عرض بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ 21. اختلت جريدة “بيان اليوم” بسعد، بعيدا عن الضوضاء، بعيدا عن زحمة المهرجان وبرنامجه المكثف، للحديث عن عمله الجديد “سوناتا ليلية”، هو نقاش أيضا، حول السينما ولا شيء غير السينما.
* كممثل شاب، ما هو إحساسك بمشاركة فيلمك “سوناتا ليلية” في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؟
** أنا سعيد جدا، ولي الشرف أن أنتمي لطاقم عمل فيلم “سوناتا ليلية”. واختيار الفيلم ليعرض في المهرجان دليل على أنه فيلم جيد. كنت متفائلا جدا وأنا أشاهده لأول مرة، مثلي مثل الجمهور، يصعب علي أن أقول بأني معجب بأدائي ولكن الفيلم أعجبني.
* أنت تؤدي في الفيلم تركيبة معقدة لشخصية شاعرية حالمة.. كيف تهيأت للتحضير للعب هاته الشخصية؟
** حينما قرأت السيناريو أخذت وقتي لأفهم الشخصية أكثر، كنت أتنقل كثيرا لمدينة العرائش لأجلس مع المخرج عبد السلام الكلاعي.. كنا نناقش شخصية علاء، خصوصا وأنه كانت تدور بذهني الكثير من الأسئلة كنت أبحث عن أجوبة لها. النقاشات المستمرة مع المخرج ساعدتني كثيرا لأتقرب من علاء، حاولنا أن نبحث للشخصية عن طريقة معينة للمشي (ظهر مقوس بسبب برد العرائش) وأجواء تشرده في الشوارع وطريقته الخاصة في الحديث، فهو ليس شمالي الأصل، ولكن بعد مجيئه إلى العرائش، تأثر باللهجة الشمالية وبدأت تدخل في الكلمات التي يستعملها في معيشه اليومي.
* مثلت في العديد من الأعمال، وكل شخصية لديها خصائص معينة. كيف تستطيع الانسلاخ من شخصية والدخول في أخرى دون أن تكرر نفسك؟
** في اللحظة التي أنتهي من التصوير أخرج مباشرة من الشخصية، أحاول أن أبتعد قليلا في سفر أو خلوة في الطبيعة.. الشخصية لا يجب أن تبقى معي، ولو أنني أسمع أن بعض الممثلين يعيشون مع الشخصية حتى بعد انتهاء التصوير، ربما لأنها تعجبهم.. أحاول أن أشتغل على كل شخصية عن طريق فهمها، لكي أدافع عليها يجب أن أفهمها، حتى لو كانت شخصية شريرة مثلا.
* حينما يعرض عليك سيناريو عمل ما، ما الذي يجعلك تقتنع بأداء الدور؟
** يجب أن أقتنع بالشخصية وظروف عيشها. يهمني، أيضا، المخرج الذي أشتغل معه، وكذلك الممثل الذي ألعب معه. في التمثيل، أنت لا تشتغل وحدك، بل مع فريق، ونجاح العمل هو نجاح للفريق بأكمله.
* ما هي المواضيع التي تحب أن تشتغل عليها لكن لم تطرح عليك بعد في أعمال سينمائية أو تلفزية؟
** هناك العديد من المواضيع التي أحب أن أشتغل عليها، منها تلك التي تمس المجتمع المغربي، ولهذا شخصية “حمودة” من مسلسل “ياقوت وعنبر” لمست المغاربة، لأن ما عاشه “حمودة” عاشه الكثير من الشباب المغاربة أثناء مراهقتهم.
* سعد موفق، أنت خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالمغرب، أي أنك درست المسرح. بالنسبة لك هل المسرح مهم لإغناء مسيرتك المهنية؟
** المسرح هو الأساس بالنسبة لي، وهو مهم للممثل كفسحة تجعله يخرج من الشخصية التي أدى في عمل ما قبل الدخول في شخصية أخرى.
* لديك إمكانيات جيدة في التشخيص، ألا تفكر في الانفتاح على تجارب فنية في بلدان أخرى؟
** الفكرة موجودة بالفعل، وأؤمن أن الأمور تأتي في وقتها. أفكر في بعض الاقتراحات التي عرضت علي وسأختار الأنسب منها.
حاورته: سارة صبري
تصوير: أحمد عقيل مكاو