في جولة شملت تراب إقليمي كلميم وسيدي إفني، أشرفت شرفات أفيلال كاتبة الدولة المكلفة بالماء يومي الإثنين الماضي وأول أمس الثلاثاء على تفقد مشاريع 5 سدود بالمنطقة.
أولى زيارات المسؤولة عن قطاع الماء بالمنطقة كانت لسد “الفاصك” الواقع بالجماعة الترابية الفاصك التابعة لإقليم كلميم، وهو أكبر سد يقام بالأقاليم الجنوبية، حيث راقبت أفيلال سير الأشغال بهذا السد وأكدت على ضرورة إيلاء العناية الضرورية لعملية الإنشاء والإسراع في الإنجاز من أجل الانتهاء منه قبل آجاله المحددة.
كما توجهت كاتبة الدولة المكلفة بالماء إلى سد أمسر بجماعة إفران – الأطلس الصغير، حيث أشرفت على مراقبة نهاية إنجاز السد. فيما توجهت صباح أول أمس لإقليم سيدي إفني لتفقد أوراش بناء سدود بوساكا وسيدي داود وثلاث نتارمات (جماعة الأخصاص).
أفيلال التي كانت مرفوقة بوالي جهة كلميم واد نون عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، أبانت في زيارتها التفقدية إلى المنطقة عن حزم اتجاه المسؤولين القائمين على أشغال السدود، إذ شددت المسؤولة الحكومية على ضرورة استكمال هذه المشاريع في التوقيت المحدد لها من أجل يشرع المواطنون والمواطنات بالمنطقة في قطف ثمار هذه المشاريع والاستفادة من مزاياها وتنمية المنطقة.
في هذا الإطار أكدت شرفات أفيلال، في تصريح لـ “بيان اليوم” أن مشاريع السدود التي تمت عملية انطلاق أشغالها تأتي من أجل حماية المنطقة من الفيضانات، خصوصا بإقليم كلميم الذي عرف كارثة إنسانية سنة 2014 بفعل الفيضانات.
وأوضحت أن الإقليم يتوفر على منشآت مائية مهمة، إذ ستساهم هذه السدود التي سيتم إنجازها في أقل من 4 سنوات في التقليل من المخاطر الطبيعية بشكل كبير وجذري بالنسبة للمدينة وعدد من المناطق المجاورة لها سواء التابعة ترابيا لإقليم كلميم أو إقليم سيدي إفني.
وأبرز المسؤولة الحكومية أن هذه المشاريع المائية بالمنطقة ستعطي دينامية قوية لقطاعي الفلاحة والتشغيل، بحيث ستساهم في خلق فرص شغل، لاسيما للشباب. موضحة أن الهدف من هذه المنشآت، التي تنجز في إطار تنفيذ مضامين المخطط التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، هو حماية مدينة كلميم من الفيضانات لتفادي ما حدث أثناء فيضانات 2014. وذلك من خلال إقامة أشغال أكبر سد بالأقاليم الجنوبية وهو سد فاصك الذي تبلغ حقينته الإجمالية 79 مليون متر مكعب والتي تبلغ ميزانية إعداده 1500 مليون درهم على مدى 4 سنوات. بالإضافة إلى سد أسرى بجماعة إفران والتي قالت أفيلال إن الأشغال انتهت به بشكل كلي، في انتظار توصله بالحمولة المائية.
في ذات السياق أبرزت أفيلال أن سد أمسرا، الذي انتهت الأشغال به والذي أنجز بأزيد من 28 مليون درهم، يروم أيضا حماية جماعة أمسرا والساكنة من الفيضانات، وكذا خلق تنمية فلاحية ومدارات سقوية صغرى ومتوسطة تستفيد منها الساكنة المحلية.
وعن أوراش بناء سدود بوساكا وسيدي داود وثلاث نتارمات (جماعة الأخصاص بإقليم سيدي إفني)، قالت أفيلال التي كانت مرفوقة بكل من والي جهة كلميم واد نون عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي وعامل إقليم سيدي إفني صالح داحا، “إن هذه المشاريع المائية تروم حمايتي الإقليمين من الفيضانات وإعطاء دفعة قوية للفلاحة السقوية بهما”. مشيرة إلى أن مدة إنجاز سدود بوساكا، سيدي داوود، ثلاث نتامارت ستستغرق 26 شهرا بأغلفة مالية تفوق على التوالي (14 مليون درهم) (19 مليون درهم) (17 مليون درهم).
إلى ذلك أوضحت أفيلال أن الأشغال في جل المنشآت المائية بإقليمي كلميم وسيدي إفني “جد متقدمة”، ومهمة، مؤكدة على ضرورة تضافر الجهود بين جميع المكونات من أجل إنجاح هذه الأوراش وإخراجها في أقرب وقت إلى حيز الوجود من أجل أن تستفيد منها الساكنة.
جدير بالذكر أن هذه المشاريع المائية تأتي في إطار المخطط المديري لتهيئة الموارد المائية بحوض كلميم وذلك تنفيذا لمضامين المخطط التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي سبق وأن أطلقه الملك محمد السادس.
كما تجدر الإشارة إلى أن سد فاصك الذي يقع بالجماعة الترابية الفاصك الواقعة على بعد 30 كلم شرق كلميم، والذي سينجز بتكلفة مالية تبلغ 1.5 مليار درهم على مدى 48 شهر، يعتبر أكبر سد بالأقاليم الجنوبية بحيث سيساهم حسب الخبراء، والقائمين على أشغاله في حماية ساكنة إقليم كلميم من أي فيضان محتمل، بنسبة تفوق 100 بالمئة، كما تروم هذه المنشئة المائية المهمة، أيضا، سقي المحيط الفلاحي على مستوى المصب وسهل كلميم، وإمداد كلميم والمراكز المحيطة بها بالماء الصالح للشرب وتعزيز الفرشة المائية بالمنطقة.
> محمد توفيق أمزيان