ضرورة تملك أدوات ومهارات جديدة وتطبيقها أثناء التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية أو مع ذويهم

نظمت جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية، مع مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، ب”مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة بعمالة مقاطعات عين الشق بالدار البيضاء”، يومي الجمعة والسبت 29 و 30 نونبر 2024 ، ورشة تكوينية مميزة، حول منهجية حل المشاكل، أطرها الأستاذ لحسن العمراني، المتخصص في تطوير المهارات الشخصية وإدارة المواقف الحياتية.

وتهدف هذه الورشة، التي استفاد منها مجموعة من الأطر التربوية والمشرفات على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية بالمراكز الخمسة التي تسيرها الجمعية، وأعضاء مكتب الجمعية، إلى تمكين المشاركات والمشاركين من أساليب علمية ومنهجية تساعدهم على فهم طبيعة المشاكل التي يواجهونها، وتحليلها بطرق مبتكرة تساهم في إيجاد حلول فعالة، بهدف تحسين قدرتهم على التعامل مع التحديات اليومية التي تواجههم أثناء تأدية مهامهم.

وقدم الأستاذ لحسن العمراني في هذه الورشة، إطارا نظريا متكاملا لمنهجية حل المشاكل، مع دعم ذلك بأنشطة تطبيقية تتناسب مع السياقات العملية للمشاركين، حيث حدد الهدف العام من الورشة في المساهمة في تجويد ظروف الاشتغال والعطاء،  فيما حدد الأهداف البيداغوجية في الوعي بدور المشاكل في حياتنا، وامتلاك مهارات التفاعل مع المشاكل والتدريب على أدوات حل المشاكل مع تحديد الإجراءات الممكن تنفيذها بها بعد التكوين.

كما توقف الأستاذ العمراني، عند مفهوم المشكلة، التي عرفها  بكونها حالة أو وضع غير مرغوب فيه، أو تحد يواجه فردا أو مجموعة في سياق معين، ويحتاج إلى حل  أو تعديل للوصول إلى حالة أكثر إيجابية أو توازنا، موضحا بالمناسبة، أن المشكلة هي الفجوة بين الوضع الحالي والوضع المطلوب أو المثالي.

بعد ذلك، انتقل إلى الحديث  عن الفرق بين الصعوبة والمشكل، مع تحديد مفهوم  استراتيجية حل المشاكل في كونها  مجموعة من الخطوات أو الأساليب التي يتبعها الأفراد أو الجماعات  للتعامل مع مشكلة معينة بهدف إيجاد حل فعال.

وتهدف هذه الاستراتيجية، حسب الأستاذ العمراني،  إلى تمكين الشخص  أو الفريق  من معالجة المشاكل بطريقة منظمة ومدروسة، بدءا من فهم  المشكلة بشكل  دقيق وصولا  إلى التوصل  إلى حلول مبتكرة وفعالة.

كما تحدث الأستاذ العمراني في خضم هذه الورشة، عن الصعوبات المرتبطة بالمهارات، والاشتغال ضمن الفريق والعلاقة مع الجمعية والتفاعل مع الأطفال وذويهم، مع سرده لمجموعة من الإجراءات العملية لحل المشاكل،  المتمثلة أساسا في تحديد المشكل بدقة،  وتشخيص المعنيين بالوضعية وجمع المعلومات وتمحيصها، واقتراح الحلول الممكنة للتجاوز، مع اختيار الحل الأنسب ووضع خطة إجرائية للتنفيذ.

وقد شهدت الورشة تفاعلا كبيرا من طرف المشاركين، حيث أتيحت لهم الفرصة لتقديم أمثلة حية  عن عملهم اليومي مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية والمشاكل التي يواجهونها أيضا مع بعض الآباء، حيث  أثنى الأستاذ العمراني على مستوى التفاعل والإسهامات التي أظهرت حرص المشاركين على تحسين أدائهم المهني.

وعلاقة بالموضوع، قال الأستاذ لحسن  العمراني منشط هذه الدورة التكوينية  باسم مكتب “مرافق”، في تصريح، إن مشروع هذه الدورة يندرج في إطار شراكة تربط بين جمعية ” أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية” و مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، مضيفا، أن الهدف هو تقوية قدرات الأطر التي تشتغل بالجمعية، مع التركيز على المربيات والمربين بالدرجة الأولى باعتبارهم الأساس الكبير،  لكونهم يشتغلون مع  مايزيد عن 360 طفل في وضعية إعاقة.

وأكد الأستاذ العمراني، أن هذه الدورة التكوينية، مناسبة  لتشخيص قدرات وحاجيات هذه الأطر في مجال التكوين، لكن ليس في أبعاده التقنية، بل بما هو مرتبط بالمهارات التي تقوي  طريقة اشتغالهم.

وعن برنامج هذه الورشة، قال الأستاذ العمراني، إنه استهلها بالحديث عن  تشخيص الحاجيات، ومنهجية حل المشكلات والصعوبات، لكون الصعوبات والمشاكل، في نظره، هي جزء من الحياة.

ونظرا لكون الاشتغال  مع أطفال في وضعية إعاقة  أو في مجال تمدرسهم تزداد الصعوبات حدة، ركز الأستاذ العمراني، على ضرورة  تملك الأطر للأدوات والمهارات  التي تمنحهم طرق التعامل  بكل أريحية، لتجاوز كل الصعوبات و المشاكل التي تصادفهم عوض خلق مشاكل أخرى، وأيضا لتجويد عمل الجمعية والعمل على إشعاعها ومواصلة كسب  دعم الممونين والمانحين الذين يشتغلون مع الجمعية، لأن 90 في المائة من موارد الجمعية تأتي من مانحين عموميين  وقطاع خاص.

وأكد أيضا، أن هناك تفاعل  للمستفيدين من هذه الورشة،  وإدراكهم التام بأهمية  تملك أدوات  ومهارات جديدة، وتطبيقها  أثناء تعاملهم مع الأطفال أو مع ذويهم  لمعالجة كل الصعوبات التي قد تعترضهم في مسارهم التربوي، خصوصا  مع أطفال من ذوي الاحتياجات الذهنية.

ومن جهتها، أشادت الأستاذة ثورية مبروك،  رئيسة جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة”، بالدور الكبير لمثل هذه الورشات في تعزيز المهارات العملية للأطر العاملة مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة بالقول  ” نحن في حاجة إلى تطوير مستمر للطرق التي نعتمدها في رعاية وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الورشة قدمت قيمة مضافة كبيرة في هذا الاتجاه.”

وأكدت رئيسة الجمعية، أنه بفضل مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط وشركاء الجمعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم  إنشاء وتجهيز المراكز الخمسة التي تسيرها الجمعية،   وأنه اليوم، يتم التركيز على التكوين وإعادة التكوين، لفائدة الأطر التربوية والإدراية والطبية وشبه طبية، من أجل تقوية  قدراتهم حسب التخصصات.

وأضافت أن برنامج التكوينات، يضم  87 يوم  لسنتي 2024 و 2025   في مجموعة من المجالات،  وأن الهدف الاستراتيجي للجمعية، يكمن في الانتقال من وضعية أطفال باحتياجات خاصة إلى أطفال بدون احتياجات، موضحة في هذا السياق، أنه بفضل هذه التكوينات المتعددة، التي يشرف عليها خبراء ومتخصصون،   تم إدماج مجموعة من الأطفال في المدارس الابتدائية  وفي الإعدادي  وفي الثانوي.

واختتمت الورشة بتوصيات ركزت على ضرورة تنظيم دورات مماثلة بشكل دوري، ودمج هذه المنهجيات في الخطط التربوية والتأهيلية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية.

يذكر أن جمعية أمل تعد من الجمعيات الرائدة في مجال دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية، وتسعى من خلال برامجها المتنوعة إلى تحسين حياتهم اليومية وتوفير بيئة تعليمية وتأهيلية ملائمة لهم وإدماجهم في المجتمع.

حسن عربي

Top