عمر سليم يدعو لتشجيع الثقافة من أجل حماية الصحافة

قال عمر سليم الصحفي السابق بالقناة الثانية (2M)، وإذاعة Médi1، إن الصحافة والصحفيين ملزمين اليوم بالاهتمام بالجانب الثقافي كحل وحيد للحد من انتشار الأخبار الزائفة، داعيا إلى تشجيع جميع التظاهرات الثقافية (الفنون الجميلة، والرقص، والسينما، والكتابة وغيرها) بغية تحصين المجتمع ضد المعلومات المسمومة المنقولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومؤكدا أن «الثقافة تعد تراثا غير مادي للبلد وبدون ثقافة فإنه لا مستقبل لنا».
وأكد عمر سليم، خلال نقاش، نظم، أول أمس، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالدار البيضاء، حول موضوع « الصحافة المغربية بين الأمس واليوم، وما ستكون عليه غدا ؟ إن الصحفي المهني الذي يحترم مدونة أخلاقيات المهنة، لا يخلق المعلومة، بل ينقلها، مضيفا «نحن أناس نعمل على أرض الميدان، ولا نخلق الخبر»، مشيدا بالشعار الذي تعتمده وكالة المغرب العربي للأنباء، « الخبر مقدس، والتعليق حر».
وبالنسبة لمدير الأخبار والبرامج السابق بدوزيم، فإن الأخبار الكاذبة كانت موجودة حتى قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، لكنها لم تزدهر ولم تشاع، كما هو حاصل في الوقت الراهن، داعيا إلى محاربة هذه الأخبار التي تسمم «مهنة جميلة» لا نتوقف عن التعلم منها يوما بعد آخر، لأن «التقنية تظل كما هي ولكن المعلومات تتطور، مما يجعل من الممكن اكتساب معارف جديدة «
واستعرض عمر سليم التطور الذي عرفته الصحافة في المملكة، قائلا إنه «كان معجبا بسنوات الستينيات حيث عاشت البلاد، برأيه، دينامية إعلامية وثقافية، مضيفا أن مدينة طنجة التي استضافت وفودا دبلوماسية منذ القرن التاسع عشر، شكلت بديناميتها الدبلوماسية والثقافية مهد الصحافة المغربية، حيث تأسست بها عام1877 مع أول جريدة تصدر بالإنجليزية.
وردا على أسئلة طلبة المعهد العالي للصحافة والاتصال، حول المميزات الأساسية للصحفي، أكد عمر سليم أنه بالإضافة إلى التمتع بالثقافة العامة وإتقان فن الكتابة، «يتعين على صحفي التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة، أن يكون شغوفا.. فبدون شغف، لا يمكنه ممارسة هذه المهنة التي تتطلب الكثير من التضحيات».

وأضاف مخاطبا طلبة المعهد «يمكنكم تعلم كل شيء مع مرور الوقت، لكن بدون العشق والصبر اتجاه هذه المهنة، لا يمكنكم الاستمرار».
وعن رجالات الصحافة الذين واكبهم، قال المتحدث نفسه، في رد على سؤال لبيان اليوم، إنه، من خلال تجاربه المهنية في الصحافة ، عايش صحافيين كانت لهم بصمة إعلامية بالمغرب وحققوا التميز بالشهامة الكبيرة داخل المجتمع، مثل فؤاد النجار، وإبراهيم العلمي، وأحمد البيضاوي، وميمون حبريش.
واختتم مداخلته، وتفاعله مع الحضور، بالقول إن الصحافة كانت مهنة المتاعب في الماضي، على عكس الآن أو الحاضر، حيث أصبح من السهل ممارستها ومزاولتها بغض النظر عن الحب الكبير لهذه المهنة والتكوين الذي يتلقاه الطالب، داعيا طلبة المعهد العالي للصحافة والاتصال إلى الاجتهاد وتوسيع المدارك من أجل مزاولة المهنة بكل ما تتطلبه من مقومات، خلال مرحلة ما بعد التكوين.

فوزية البوراحي (صحافية متدربة)

تصوير: طه ياسين شامي

Related posts

Top