إجماع على ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته الدولية
أجمعت ردود الفعل الوطنية والدولية التي أعقبت خطاب جلالة الملك محمد السادس، الموجه إلى الأمة يوم الجمعة المنصرم، بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، على أن هذا الخطاب يكرس ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته الدولية، وعلى أن المغرب يعيش “ثورة جديدة” موجهة نحو التنمية، وبناء علاقات قائمة على احترام الالتزامات، ومن ضمنها استقرار وتنمية المنطقة الأورو-متوسطية
كما أجمعت ردوجد الفعل على أن المغرب ماض على درب ممارسة الديمقراطية، و إقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح مواطنينه، وتدافع عن قضاياه دوليا، وتشكل حصنا حصينا ضد العمليات العدوانية المقصودة من طرف أعداء وحدته الترابية، الذين ينطلقون من مواقف متجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.
حسن السهبي
الخطاب الملكي يكرس علاقات مغربية اسبانية قائمة على احترام الالتزامات
قال حسن السهبي، رئيس جامعة مولاي اسماعيل بمكناس، إن الخطاب أعلن نهاية الأزمة مع اسبانيا ودعا إلى إقامة علاقات قائمة على الثقة واحترام الالتزامات.
وأوضح المسؤول الجامعي أن جلالة الملك جدد التأكيد على تمسك المغرب باقامة علاقات متينة وبناءة ومتوازنة مع دول الجوار، وخصوصا اسبانيا، محذرا في المقابل المتآمرين ضد المملكة ومصالحها العليا.
وأضاف أن جلالته حرص في ذات السياق على تأكيد جودة العلاقات مع فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون.
وأشار السهبي الى استحضار الخطاب الملكي للسياق الذي يتم فيه تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب التي تحل هذا العام أياما قبل تنظيم الانتخابات التي ينتظر أن تشكل بالنسبة للمغرب رافعة لارساء مؤسسات ذات مصداقية، موجهة نحو خدمة الصالح العام والدفاع عن القضايا الوطنية.
وأبرز أن جلالة الملك اعتبر الاستحقاقات المقبلة شاهدا على تجذر الممارسة الديموقراطية في المغرب، يكرس مستوى نضج النظام السياسي المغربي.
رئيس جامعة مولاي اسماعيل بمكناس
عبد الفتاح الفاتحي
الخطاب الملكي أكد على ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته الدولية
قال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء أمس الجمعة، بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، أكد على ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته الدولية.
وأوضح الفاتحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “خطاب جلالة الملك أكد، وفقا لقيم وأصالة دولة عريقة بأسلوبها المتزن والهادئ، على ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته مع الدول”.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي أكد على “يقظة المملكة حيال المخططات العدوانية المقصودة، التي تستهدف المغرب لأنه دولة عريقة وذات تاريخ، فضلا عن نعمة الأمن والاستقرار التي يرفل فيها”، مشددا على أن هذه الاتهامات المغرضة لا تصدق أمام تاريخ وأصالة المملكة المشهود بسمعتها ومصداقيتها على الصعيدين الجهوي والدولي.
وأوضح أن خطاب جلالة الملك شكل ردا سياسيا دقيقا للغاية في مواجهة حملة تشويه لسمعة وصورة المملكة المغربية، استنفذت فيها طاقات كبرى دون التزام بأخلاقيات ومبادئ حسن الجوار بين البلدان الشقيقة.
وأضاف الفاتحي أن حكمة الخطاب الملكي نبهت إلى أن “دول المؤسسات يفترض فيها حفظ قدر من الأداء الدبلوماسي بدل كيل اتهامات جزافية تستهدف، دون دليل، تشويه سمعة بلد جار ومن دون احترام للحقوق والحريات”.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي أبرز أن التلاحم المغربي وعراقته لأزيد من 12 قرنا واستقرار المملكة ومؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، كفيل بأن يبقيها على درب التطور والتنمية.
مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية
إدريس عبادي
المغرب يعيش “ثورة ملك وشعب جديدة” موجهة نحو التنمية
اعتبر عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين السبع إدريس عبادي أن المغرب يعيش على وقع “ثورة ملك وشعب جديدة”، تميزها الرغبة القوية في تحقيق التنمية والازدهار.
وأبرز عبادي في قراءته للخطاب السامي التلاحم الذي طبع تلك الحقبة التاريخية من أجل نيل الحقوق الشرعية في الحرية والاستقلال، موردا أن ثورة القرن ال21 تشكل مسيرة نحو التنمية والنمو وازدهار المملكة.
وفي هذا الصدد، استنكر الباحث “الفكر الاستعماري الذي عفا عليه الزمن” لبعض البلدان التي لا تريد للمغرب أن يظل أمة حرة وقوية ومؤثرة. وقال “إن المملكة ستواصل مسيرتها نحو التنمية والنمو، بفضل إرادة العرش والشعب وقدرات مكوناته الوطنية”، مشيرا إلى ما يحظى به المغرب من سمعة طيبة ومصداقية صلبة إن على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
وفي ما يتعلق بالعلاقات المغربية-الإسبانية، سجل السيد عبادي أن الأزمة بين البلدين الجارين تعد فرصة لإعادة إطلاقها على أسس جديدة وإقامة علاقة متساوية بين المملكتين.
ففي خطابه السامي، أكد جلالة الملك أن المغرب يواجه عدوانا متعمدا من قبل أعداء وحدته الترابية متمسكين بمواقف راسخة واعتبارات عفا عليها الزمن، بحيث لا يريدون بذلك للمملكة أن تظل حرة وقوية وأمة مؤثرة كما كانت على الدوام.
وقال جلالته “فالمغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة ، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون ، في ارتباط قوي بين العرش والشعب”.
عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين السبع
محمد بودن
الخطاب الملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب أعطى مضمونا متجددا لملحمة 20 غشت (محلل سياسي)
قال المحلل السياسي محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن الخطاب أعطى مضمونا متجددا لملحمة 20 غشت.
وأبرز بودن أن الخطاب الملكي أعطى مضمونا متجددا لملحمة 20 غشت بالتأكيد على استمراريتها وجعلها اليوم مرحلة متقدمة للنظر الى المستقبل بترابط وثيق بين الرهانات الديمقراطية و التنموية داخليا و الاستحقاقات الخارجية، بمقاربة مسؤولة لمواجهة التحديات و امتصاص الأزمات وتحييد التهديدات.
وأكد أن الخطاب الملكي، الذي يمثل طاقة جديدة لأمة مقدامة و مصممة على النجاح، سيكون له صدى بعيدا بما يحقق الثمار المرجوة لأسبقيات المملكة المغربية وقضاياها الكبرى.
من جهة أخرى، اعتبر بودن أن الخطاب الملكي أكد على أن العمل كالمعتاد مع بعض الأطراف لم يعد خيارا، وبذلك قدم جلالة الملك تعريفا متجددا للسيادة مضمونها أن المغرب يأخذ مصيره بيده عبر تاريخه العريق بملكية مواطنة ضامنة و بمقاربة شجاعة و واقعية، لافتا إلى أن هذه القوة الداخلية تشكل سر مناعته و تطوره في محيطه و مشاركته المثمرة في الساحة الدولية و الإقليمية.
كما يعد الخطاب الملكي، وفق بودن، خطاب الثقة في النفس وإيلاء مزيد من الاهتمام للتنبيه بخصوص استهداف المملكة المغربية و رأسمالها المعنوي والمؤسساتي لأن بعض الأطراف المعادية لا ترغب في رؤية المغرب شعلة متماسكة وبلدا متطورا ومستقرا في محيط متقلب ،يستعمل كل قوته البناءة و المثل التي يؤمن بها من أجل جعل المنطقة ليس فحسب مكانا موجودا على خارطة العالم، بل من أجل معادلة متوازنة و مبنية على الاحترام المتبادل بعيدا عن النظرة الفوقية.
وتابع قائلا ” الأمة المغربية عملت عبر التاريخ على صياغة حلول لتحدياتها وخصوصياتها الفريدة ولذلك فالربط التلقائي لكل تفوق أو نجاح يحققه المغرب بتكلفة كبيرة على حساب الحريات و حقوق الإنسان لم يعد مجديا”.
ويرى بودن أن المؤسسات الأمنية الوطنية تمثل ركنا ركينا في معادلة النجاح المغربي باحترافية و كفاءة ويقظة مستمرة وتصميم على الأهداف، ولذلك، يبرز المتحدث، فبعض الجهات لا ترغب في رؤية المغرب كدولة افريقية ضمن نادي الكبار في المجالين الأمني والاستخباراتي، وكانت جاهزة للقيام بحملة افتراءات خبيثة في محاولة لتغطية الحقيقة الساطعة والتآمر على المغرب بذرائع و شعارات غريبة و مختلفة.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن الخطاب الملكي يعد حاسما بخصوص مسار المغرب الذي سيتواصل “أحب من أحب وكره من كره”، مشيرا إلى تأكيد جلالته على أن بعض الأفكار الموروثة من الماضي لا ينبغي أن يبقى لها وجود و لا أثر في عالم اليوم.
وقال في هذا الصدد “الواقع إن مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب جاءت منسجمة مع خطاب جلالته في القمة المغربية – الخليجية في ابريل 2016 والذي يعد بحق وثيقة استشرافية وتحليلا معمقا لما جرى ويجرى اليوم”.
وأضاف أن المغرب بات، بقيادة جلالة الملك محمد السادس و ميزاته المتعددة، نقطة ارتكاز محورية في الفضاءين المتوسطي و المغاربي وحتى الأطلسي، لذلك، يتابع السيد بودن، “من الخطأ الاعتقاد بأن حث المغرب على خفض سرعته لتناسب بعض دول المنطقة سيحقق نتيجة، فالمغرب لديه العبقرية و الطموح لفعل المزيد و أكثر”.
وعن العلاقات المغربية مع كل من إسبانيا و فرنسا الشريكين التجاريين الأول والثاني، لاحظ الباحث الأكاديمي أن جلالة الملك بمتابعته الشخصية يريد إقامة علاقات قوية ودائمة بمنطق المستقبل وليس من منطلق الماضي على أساس الأولويات التي تهم كل من المغرب و هذين البلدين الأوروبيين.
فالأمر يتعلق، بحسبه، بقراءة جيو استراتيجية فاحصة و بموقف قوي لإحداث الفارق في علاقات شراكة تسعى لتحقيق أهداف مشتركة بناء على اسس الثقة والشفافية و الاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات،إضافة إلى أن تنويع المغرب لشركائه لم يكن أبدا على حساب مكانة شركائه التقليديين.
رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية
جيروم بيسنارد
تعبير عن تطوع سياسي استثنائي في المنطقة المغاربية وحتى في إفريقيا
أكد المحلل السياسي الفرنسي جيروم بيسنارد أن الخطاب الملكي يعبر عن تطوع سياسي “استثنائي في المنطقة المغاربية أو حتى في إفريقيا”.
وأوضح جيروم بيسنارد، الصحفي وأستاذ القانون الدستوري أنه بعد أقل من شهر على عيد العرش، ألقى جلالة الملك محمد السادس خطابا جديدا مهما، قبل أيام قليلة عن الانتخابات المحلية والعامة.
وقال إن الخطاب الملكي يحمل ثلاث رسائل “أساسية”، تتمثل الأولى في تأكيد جلالة الملك على أنه بفضل التقاليد التاريخية والمؤسسية للمملكة يمكن للإصلاحات الجارية أن تحقق أهدافها وتيسر تنمية البلاد على النحو المتوخى للعقود القادمة”.
وعند الحديث عن “الملكية المواطنة” و”الالتحام التام بين العرش والشعب”، أكد جلالة الملك أن “الأسرة الملكية تستمد شرعيتها التاريخية من التأييد الشعبي، في انسجام سياسي موروث.
وتتمثل الرسالة الجوهرية الثانية، يضيف الأستاذ بيسنارد، في أن “الملك يشجع على الوحدة الوطنية بمختلف مكوناتها، العربية والأمازيغية، مع التأكيد على ضرورة الوطنية المطلقة”.
أما الرسالة الأساسية الثالثة، فتتمثل في “رسم الملك لمسار الاستقلال الوطني في مواجهة حملات التشهير الدولية، مع التأكيد على الروابط الثنائية القوية القائمة مع إسبانيا وفرنسا، وضمنيا ضرورة قيام المغرب بتطوير تحالفات جديدة وتنويعها”.
وأبرز أنه “كمراقب فرنسي لا يمكنه إلا أن يلاحظ باهتمام اللهجة العملية لهذا الخطاب التي تعبر عن تطوع سياسي لا مثيل له في المنطقة المغاربية، حتى في إفريقيا”، ليخلص إلى “أن الملك بالفعل هو الذي يعمل على الدفاع عن المصالح العليا للبلاد على النحو المنصوص عليه في الدستور المغربي”.
محلل سياسي فرنسي
عبد الفتاح بلعمشي
خطاب جلالة الملك يحدد توجهات العلاقات الدولية للمغرب
أكد الجامعي عبد الفتاح بلعمشي أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب يحدد توجهات العلاقات الدولية للمغرب.
وأبرز أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش أن الخطاب الملكي السامي يحدد التوجهات التي يجب أن تضبط العلاقات الدولية للمغرب، والتي يجب أن يؤسس عليها لضمان استمرارية الشراكة مع الحلفاء الاستراتيجيين للمغرب.
وفي هذا الصدد، أوضح بلعمشي أن الخطاب يتطرق للبعد الدولي للمغرب وعلاقاته بالخصوص مع اسبانيا بعد الأزمة التي عرفتها العلاقات المغربية الاسبانية مؤخرا ، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة أكد أن قواعد التعامل قد تغيرت، بمعنى أن ” المغرب بالتزامه وبشبكة علاقاته وبمصداقيته وضمانه للثقة مع شركائه الاستراتيجيين يريد أن تكون هناك علاقات مختلفة تنبني على أسس جديدة”.
وتابع الأكاديمي أن هذه الأزمة تعد فرصة “لإعادة مراجعة العلاقات المغربية الاسبانية”.
وفي ذات السياق، قال إن جلالة الملك أشار في خطابه إلى أن هناك بعض الدول الاوروبية بعقلية الماضي، مفسرا أن هذه العقلية تتضمن “أفكارا لا يمكن أن تستمر إلى اليوم أمام التغيرات الجيو- استراتيجية التي تعرفها منطقة شمال افريقيا”.
واعتبر بلعمشي أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب، يعد امتدادا للخطاب الملكي بمناسبة القمة المغربية الخليجية بالرياض سنة 2016، عندما أكد صاحب الجلالة أن المغرب ماض في تنويع تصريف سياسته الخارجية بالخصوص في بعدها الاقتصادي، وعلى أن المغرب ليس محمية لأحد.
أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش
أنور مجيد
الخطاب الملكي يبرز بقوة التوجهات السياسية والاستراتيجية للمغرب
أبرز الأكاديمي ونائب رئيس جامعة (نيو انغلند) الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية، أنور مجيد، أن الخطاب يبرز ” بعبارات واضحة وقوية التوجهات السياسية والاستراتيجية للمغرب “. وقال السيد مجيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن ” جلالة الملك بعث رسالة جد قوية لشعبه بشأن قيمة الوطنية الحقة والتوجهات المستقبلية لترسيخ الديمقراطية والتنمية”، لافتا إلى أن ” جلالته خاطب أيضا الشركاء الدوليين والإقليميين للتذكير بأن المغرب دولة ذات سيادة وأن المناورات التي تستهدفه تجعل منه أقوى وأكثر صلابة “.
بالنسبة لهذا الخبير المغربي – الأمريكي، فإن الرسالة الملكية تعد ” مثالا جديدا على القيادة الحكيمة والرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما أنها بمثابة تذكير بأن أسس العلاقات الخارجية المغربية لا يمكن أن تبنى إلا على أسس الثقة والشفافية، والتقدير المتبادل واحترام الالتزامات “.
وخلص مجيد، وهو أيضا مدير مركب “طنجة” التابع لجامعة (نيو انغلند)، إلى أنه ” من الواضح في خطاب جلالة الملك أنه إذا كان المغرب يظل عازما على توطيد الشراكة، خاصة مع دول الجوار، فإنه ليس مستعدا إطلاقا للتضحية بمصالحه العليا، وهو خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه “.
الأكاديمي ونائب رئيس جامعة (نيو انغلند) الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية
ميشيل جان مانيتي
المغرب شريك أساسي في استقرار وتنمية المنطقة الأورو-متوسطية
أكد الخبير السويسري في التنمية والابتكار الاقتصادي المسؤول، ميشيل جان مانيتي أن المغرب، كشريك مسؤول ووفي بالتزاماته الدولية، يضطلع بدور رئيسي في استقرار المنطقة الأورو-متوسطية.
وقال مانيتي “إذا اعترف المجتمع الدولي اليوم بالدور الأساسي والريادي للمغرب في استقرار المنطقة، فهذا ليس صدفة أو مجاملة، ولكنه في الواقع اعتراف، عن حق، بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل رفع التحديات المتعددة على مستوى التنمية والسلام وأمن محيطه الجيو-استراتيجي”.
وسجل أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب “يؤكد مرة أخرى الاهتمام الذي يوليه المغرب لتنمية وازدهار المنطقة في إطار الحوار والعلاقات المستقرة والمفيدة للطرفين”.
وبعدما أكد على الأهمية التي يتمتع بها المغرب في سياق إقليمي مضطرب، أبرز الخبير السويسري أن المجتمع الدولي يقدر جهود المغرب بغية تعزيز المؤسسات، والإنجازات الاقتصادية والاجتماعية الهامة التي تحققت في المملكة.
كما شدد على أن قوة المملكة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية ستخدم أمن واستقرار المنطقة بأسرها، معتبرا أن الشركاء الدوليين مدعوون لدعم هذا الدور البناء للمغرب على كافة الأصعدة .
وأضاف أن العلاقات بين الدول، التي تتقاسم نفس قيم الحرية والديمقراطية والمشاركة في التعاون الدولي في مواجهة التحديات المتعددة، “يتعين أن تقوم على الاحترام المتبادل والشفافية والثقة”.
خبير سويسري في التنمية والابتكار الاقتصادي المسؤول
الدكتور هيرنان أولانو
جلالة الملك يضع أسس ” علاقة متجددة ” مع إسبانيا
أكد الدكتور هيرنان أولانو، رئيس جامعة يونيكوك في كولومبيا، أن جلالة الملك محمد السادس وضع، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، أسس ” علاقة متجددة ” مع إسبانيا.
وأوضح الخبير الكولومبي أن جلالة الملك، وبعد أن قدم قراءة جيوسياسية ثاقبة للمنطقة وتحدياتها، جدد التأكيد على التزامه ببث دينامية جديدة في علاقات التعاون مع إسبانيا، وكذلك مع فرنسا.
وأضاف أن الخطاب الملكي يعكس وعيا بالتهديدات التي تواجهها المملكة وثقة في قدرتها على الدفاع بحزم عن قيمها وخياراتها في التنمية والبناء الديمقراطي.
وقال إنه على نقيض مزاعم خصوم المغرب ومنتقديه، ومن بينهم بعض البلدان التي “تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة من خلال تقسيم المنطقة المغاربية “، أبدت المملكة عزمها على المضي قدما وإحراز مزيد من التقدم في مجالات حقوق الإنسان والحريات.
كما اعتبر الخبير الكولومبي أن الانتخابات القادمة يجب أن تشكل مرحلة جديدة من التوطيد الديمقراطي والمؤسساتي، وضمانة لنجاح المشاريع والإصلاحات التي تم إطلاقها تحت رعاية جلالة الملك.
وتابع أن جلالة الملك أكد في خطابه السامي أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين “مرحلة غير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين.
وخلص الخبير الكولومبي إلى أن جلالة الملك شدد على أن المملكة تتعرض لعملية عدوانية مقصودة من طرف أعداء وحدتها الترابية، الذين ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.
رئيس جامعة يونيكوك في كولومبيا
محمد بادين اليطيوي
خارطة طريق لتدشين ” مرحلة غير مسبوقة ” في العلاقات المغربية الإسبانية
أكد رئيس مركز التفكير “نجماروك”، محمد بادين اليطيوي، أن الخطاب يشكل دعوة للمسؤولين الإسبان لتدشين ” مرحلة غير مسبوقة ” في العلاقات الثنائية على أساس الثقة والشفافية والتقدير المتبادل، واحترام الالتزامات.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في دبي أن ” تغييرا جذريا في العقليات يفرض نفسه بالنسبة للطبقة السياسية والحكومة الحالية في إسبانيا في ما يتعلق بالعلاقات مع المغرب “، مبرزا أن جلالة الملك أظهر، مرة أخرى، حسن النية من خلال مد يده إلى الإسبان، ولكن ” يد قوية “.
بالنسبة لليطيوي، الذي يرأس مركز أبحاث “نجماروك” حول العولمة، فإن جلالة الملك يرغب، بحق، في إرساء علاقة متوازنة ومتساوية وذات منفعة متبادلة مع إسبانيا للتغلب على الأزمات المفتعلة بين البلدين وإطلاق فصل جديد في العلاقات الثنائية.
وأضاف أن جلالة الملك شدد، من خلال رؤية مستنيرة، على حقيقة أن ” الهدف لم يكن هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما جعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات “.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب مستهدف من قبل أعداء ” متمسكين بمواقف جاهزة ومتجاوزة، لأنهم يسعون إلى تقليص نفوذ المملكة على الصعيد الدولي، الذي يعد ثمرة الإستراتيجية الجريئة والهجومية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس “.
وأضاف أن جلالة الملك حرص على وضع هذه الهجمات في سياق إقليمي معقد، وأكد أن المملكة تتعرض، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة.
وخلص إلى أن شركاء المغرب التقليديين، الذين ” يخشون على مصالحهم الاقتصادية وأسواقهم ومراكز نفوذهم بالمنطقة المغاربية “، يبدون تائهين أمام هذا الوضع الجديد وتنامي قوة ونفوذ “بلد مثل المغرب”، مشددا على أن تغييرا عاجلا في الفكر الدبلوماسي والاستراتيجي أصبح ضرورة ملحة في هذه البلدان.
رئيس مركز التفكير “نجماروك”
عبد الغني بوعياد
الخطاب أبرز دور الاستحقاقات الانتخابية في توطيد الممارسة الديمقراطية
أبرز عبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، أن الخطاب أكد أهمية الدور الذي تضطلع به الانتخابات في تعزيز الممارسة الديمقراطية في المملكة.
وسجل أن جلالة الملك سلط الضوء على السياق الذي تحل فيه الذكرى عشية استحقاق انتخابي من شأنه توطيد الممارسة الديمقراطية في البلاد وافراز مؤسسات تعمل في خدمة الصالح العام والقضايا الوطنية، فضلا عن تزامنه مع اطلاق اصلاحات ومشاريع يتبناها النموذج التنموي والميثاق الوطني للتنمية.
ولاحظ بوعياد أن جلالة الملك تطرق الى المناورات الممنهجة المتوالية من قبل دول ومنظمات معادية للمغرب، وخصوصا من بعض الشركاء التقليديين للمغرب، الذين يريدون تكريس هيمنة اقتصادية وسياسية على المنطقة المغاربية.
أما بخصوص الأزمة الأخيرة مع الجار الاسباني، فأشار الباحث الجامعي الى أن جلالة الملك كشف عن متابعته الشخصية لتطور المناقشات مع المسؤولين الايبيريين في أفق تبديد الأزمة وارساء علاقات مغربية اسبانية جديدة تنبني على فهم متبادل لمصالح البلدين الجارين.
وخلص السهبي الى أن جلالة الملك شدد على توجه المغرب القاضي بالانخراط في علاقات قائمة على الثقة والشفافية والاحترام المتبادل واحترام الالتزامات مع شريكيه التقليديين والتاريخيين: اسبانيا وفرنسا.
عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس