في ظل استمرار إغلاق المغرب مجاله الجوي أمام الرحلات الجوية المنتظمة منذ 29 نونبر بسبب متغير “أوميكرون”، مما حال دون تمكن آلاف المغاربة والمقيمين الأجانب من الالتحاق بأرض الوطن، رغم الحالات الطارئة للكثير منهم، يتم السماح بهبوط طائرات خاصة عالية التكلفة.
لا يستطيع العديد من هؤلاء المواطنين والمقيمين العودة رغم ظروفهم الملحة للالتحاق بتراب الوطن، والبعض الآخر لا يجرؤ على المغادرة لأن لا أحد يضمن لهم تاريخ العودة، إلا أن هذه القاعدة لا تؤثر، حسب جريدة الباييس الإسبانية “elpais” على العشرات -وربما المئات- من المسافرين الذين تمكنوا من شراء تذكرة في طائرات خاصة، بطاقة استيعابية ما بين 8 و13 مقعدا وهبطوا في الدار البيضاء أو مراكش.
وبينما يستمر المغرب بغلق الرحلات الجوية، وحظر آلاف المغاربة والمقيمين الأجانب من السفر نحو الوطن، على خلاف أغلب دول العالم، التي أنهت العمل بهذه الإجراءات، تمكن رجل أعمال إسباني مقيم في المغرب، وفقا ل”elpais” من السفر الأسبوع الماضي من ملقة إلى الدار البيضاء على متن رحلة مستأجرة من قبل شركة التاكسي الجوي المغربية “سارا إيروايز”، ومقرها الدار البيضاء.
وأكد المستثمر المذكور، في حديثه مع الجريدة ذاتها، أنه علم بوجود هذه الرحلات من خلال رجال أعمال آخرين، مردفا: “كان علي أن آتي إلى المغرب بشكل عاجل، لأنه يتعين علينا إغلاق نهاية العام وافتتاح العام التالي”.
وكشف المتحدث عينه، أن تكلفة الرحلة تعادل 1500 يورو (15000 درهما)، مشيرا أن شخصا ما بين المسافرين يقوم بتنسيق الرحلة حتى اكتمال عدد الأماكن، مضيفا أنه دفع الثلث عند بدء العملية والباقي بعد خمسة أيام عندما أكدوا مكانه.
ويقول رجل الأعمال إن كلا من المغادرة من ملقة والوصول إلى الدار البيضاء تم برفقة كبار الشخصيات، مستطردا “كنا 13 في الرحلة. الغالبية من رجال الأعمال من قطاعي النسيج والزراعة. وكان الخوف الكبير لدينا جميعا هو أنها كانت عملية احتيال”.
وقامت “elpais”، حسب ما جاء في مقال لها نشرته صباح أمس الخميس، بالاتصال بوزارة الخارجية لمعرفة عدد الرحلات الجوية الخاصة التي دخلت المغرب منذ قرار إغلاق المجال الجوي في 29 نونبر، وكم عدد الأشخاص الذين استخدموا هذه الوسائل وما هي المعايير المستخدمة للسماح للرحلات الجوية الخاصة.
وأشارت الخارجية، حسب الجريدة ذاتها، إلى أن هذا الموضوع يعتمد على وزارة النقل، مضيفة أن مصدر نقل معتمد قال لها في تصريح: “بالنسبة لنا، المجال الجوي مغلق منذ 29 نونبر، كما تم إبلاغنا في ذلك الوقت في بيان. إذا كانت هناك رحلات تدخل، فهذا يعتمد بالفعل على حالات أخرى”.
وقالت الصحيفة الإسبانية، أنها اتصلت أيضا بوكالة سفريات في الرباط، مبرزة أن الأخيرة عرضت تذكرة سفر مقابل 1550 يورو لطائرة من ستة مقاعد من المقرر أن تغادر في 26 يناير نحو المغرب.
هذا وأكد رجل الأعمال، أن الطلب على هذه الرحلات مرتفع للغاية لدرجة أن تكلفتها “تتضاعف” مع كل رحلة. ويرى أنه على الدولة المغربية إبداء مزيد من الشفافية بشأن هذه الرحلات، حتى لا يؤدي ارتفاع الطلب إلى ارتفاع الأسعار أكثر. وأضاف “اليوم الاثنين 17 يناير يواصل العديد من رجال الأعمال الاتصال بنا من إسبانيا والمغرب لطلب تفاصيل هذه الرحلات”.
وفي سياق متصل، أبرزت الجريدة الإسبانية، أنه بعد اكتشاف سلالة أوميكرون أغلقت اليابان وإسرائيل والمغرب حدودهما. لكن بينما فتحتهما إسرائيل واليابان بعد أسابيع قليلة، قررت الرباط الاستمرار في إغلاقها إلى أجل غير مسمى، مؤكدة أن القرار أحدث دمارا في قطاع السياحة، مفتاح اقتصاد البلاد إلى جانب الزراعة وصناعة السيارات.
< عبد الصمد ادنيدن