قتال عنيف في غزة حيث ظروف الحياة “لا تطاق”

دارت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس يوم السبت في شمال قطاع غزة حيث باتت الظروف المعيشية للسكان “لا تطاق”، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
على جبهة أخرى، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب على خلفية التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن عملياته مستمرة في حي  الشجاعية في شرق مدينة غزة حيث أسفر القتال “فوق الأرض وتحتها” عن مقتل “عشرات” المسلحين خلال 48 ساعة.
وتحدث الجيش عن “اشتباكات على مسافة قريبة مع إرهابيين”، مشيرا في بيان إلى أنه عثر على نقاط مراقبة وأسلحة ومسيرات ومنصة إطلاق صواريخ قرب مدارس ومداخل أنفاق.
ووفقا للجيش، قتل جنديان إسرائيليان وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة في القتال بشمال غ ة.
من جانبهما، أشار الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى أنهما يخوضان معارك مع القوات الإسرائيلية في منطقة الشجاعية
وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ الخميس عملية في الشجاعية حيث يقول “إن هناك بنية تحتية إرهابية”.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات متواصلة في منطقة الشجاعية. وأشار أحد السكان إلى انتشار جثث في الشارع.
وكانت إسرائيل أعلنت في بداية يناير أنها فككت “البنية العسكرية” لحركة حماس في شمال قطاع غزة الذي شهد قتالا عنيفا في الأشهر الأولى من الحرب.
وفر محمد حرارة (30 عاما) مع أفراد عائلته من حي الشجاعية بسبب “القصف” الإسرائيلي. وقال لفرانس برس “لم نحمل معنا شيئا من البيت. تركنا الأكل والطحين والمعلبات والفرش والأغطية ونجونا بأعجوبة عندما خرجنا”.
وأضاف “الناس يجرون ولا يعرفون أين يذهبون. الكل خائف لأن الناس يموتون في الشوارع والبيوت جراء القصف”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة تسجيل “أربعة شهداء وست إصابات من استهداف إسرائيلي لشقة سكنية” في وسط القطاع.
في رفح بأقصى جنوب القطاع، قال مسعفون إنهم انتشلوا “خمسة شهداء” بعد استهداف منطقة الشاكوش بشمال المواصي..
ويشهد القطاع الذي تحاصره إسرائيل وأغلق منفذه الوحيد إلى الخارج، معبر رفح، أزمة إنسانية كبيرة منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة الحدودية مع مصر في ماي.
وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة “إن 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تضررت منذ السابع من أكتوبر، وأصبح عشرون منها خارج الخدمة”.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة الجمعة “إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مجبرون على العيش في مبان أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة. ونددت بظروف “لا تطاق” في القطاع”.
وعرضت لويز ووتريدج من وكالة الأونروا الظروف المعيشية “القاسية جدا” في قطاع غزة.
في تل أبيب، تجمع آلاف المتظاهرين السبت كما يفعلون كل أسبوع، للمطالبة بإعادة الرهائن والاحتجاج ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وكانت من بينهم الرهينة السابقة نوعا أرغماني (26 عاما) التي أطلق سراحها في 8 يونيو مع ثلاث رهائن آخرين خلال عملية للجيش الإسرائيلي. وقالت “رغم عودتي إلى دياري، لا يمكننا أن ننسى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في أيدي حماس، ويجب أن نفعل كل  ما في وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم”.
دبلوماسيا، أعلن القيادي في حماس أسامة حمدان السبت من بيروت أن  الحركة تلقت آخر مقترح لوقف إطلاق النار في غزة في 24 يونيو، مكررا موقف الحركة في اشتراطها “وقفا  كاملا  للعدوان”، في إطار المفاوضات حول مقترح أميركي لوقف النار في القطاع.
وعرض الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر ماي ما قال إنه مقترح إسرائيلي على ثلاث مراحل يفضي إلى وضع حد  للنزاع والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة من دون أي  وجود لحماس في السلطة.
لكن  هذا المقترح الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، لم يفض إلى نتيجة حتى الآن.
ونقل موقع “أكسيوس” عن “ثلاثة مصادر مطلعة بشكل مباشر” أن إدارة بايدن قدمت في الأيام الأخيرة صيغة جديدة لبعض أجزاء الصفقة المقترحة حول الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في محاولة لسد الفجوات بينهما والتوصل إلى اتفاق”.
وقال حمدان خلال مؤتمر صحافي من بيروت “إن آخر مقترح سلم كان في يوم 24 يونيو الجاري وهذا الاقتراح لا يزال حتى اللحظة لا يحقق وقفا  كاملا  للعدوان أو انسحابا  شاملا  للاحتلال من قطاع غزة”.
وأضاف “نحن قلنا وبكل  وضوح وما زال هذا موقفنا، إنه من دون أن يتحقق ذلك، كل  ما يقد م من أوراق هو عبارة عن تضييع وقت وتوفير مدى زمني إضافي للاحتلال ليمارس الإبادة الجماعية ضد شعبنا ومحاولة من الإدارة الأميركية لإنقاذ نفسها”.
وتابع حمدان “لا جديد حقيقيا في مفاوضات وقف العدوان حتى الآن”.
وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، حذرت إيران إسرائيل من “حرب إبادة” بـ”مشاركة كاملة لمحور المقاومة” الذي يضم  طهران وحلفاءها الإقليميين، في حال شنت الدولة العبرية هجوما  “واسع النطاق” على حزب الله في لبنان.
وذكرت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة على منصة “إكس”، أن  طهران تعتبر “دعاية الكيان الصهيوني حول عزمه على مهاجمة لبنان حربا نفسية”.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غز ة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الدولة العبرية “لا تريد حربا ” في لبنان لكن في إمكانها إعادة البلد إلى “العصر الحجري” إذا اندلعت حرب.
وحذرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا خصوصا، من مغبة اندلاع حرب في لبنان.

أ.ف.ب

Top