حكمت القرعة الخاصة بنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى بمصر بداية صيف السنة الجارية على المنتخب الوطني التواجد في مجموعة صعبة وقوية، وهذا قدر “أسود الأطلس” في العديد من المحطات القارية والدولية، وكان آخرها كأس العالم الأخيرة في روسيا، حيث لعب المغرب في مجموعة قوية ضمت كل من إسبانيا والبرتغال وإيران.
مجموعة المغرب بالنسخة الـ32 من “الكان”، هي الرابعة، إلى جانب كل من كوت ديفوار جنوب إفريقيا وناميبيا، وستخوض مبارياتها بملعب السلام بالقاهرة، والمتعارف عليه أن كل مجموعة في مثل هذه المناسبات، تضم ثلاثة منتخبات قوية دفعة واحدة، تسمى بالصعبة نظرا لالتقاء طموحات الأقوياء، والرغبة في الذهاب بعيدا بالبطولة.
صحيح أن نظام هذه النسخة التي تعرف لأول مرة مشاركة 24 منتخباً، موزعة على 6 مجموعات، تقضي بتأهل صاحبي المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة إلى ثمن النهائي، إضافة إلى أفضل 4 منتخبات أصحاب المركز الثالث، إلا أن هذا لا يلغي طابع القوة والندية والإثارة.
ويصنف المنتخب الناميبي بالعنصر الأضعف في هذه المجموعة، ويشارك للمرة الثالثة له في تاريخه في بطولة إفريقية، ويتوقع أن يخرج مبكراً، لكن هذا لا يلغي كامل حظوظه في المشاكسة، خاصة وأنه سيواجه المنتخب المغربي في أول مباراة عن هذه المجموعة، ونتيجتها ستفرز معطيات مهمة عن باقي الجولات.
ويعتبر المنتخب المغربي الوحيد بهذه المجموعة الذي لعب مونديال روسيا، وهذا معطى إيجابي، كما أن باقي المنتخبات الثلاثة الأخرى التي تأهلت لدورة مصر بعد احتلالها للصف الثاني في التصفيات الإفريقية، مما يبين الصعوبة التي صادفتها في هذه المرحلة، بينما تمكن “أسود الأطلس” من تزعم مجموعته التي ضمت حامل اللقب منتخب الكاميرون.
من المفروض أن تكرر العناصر الوطنية الأداء القوي الذي ظهرت به في السنوات الأخيرة، سواء في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بالغابون، والتي خرج منها من دور ربع النهاية بهدف غادر ضد المنتخب المصري، أو بمونديال روسيا الصيف السنة الماضية، والذي قدمت خلاله أداء قويا رغم صعوبة المجموعة التي ضمت كلا من إسبانيا والبرتغال وإيران، ولو أنه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان.
يقال إن منتخبي الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا لا يمران بأفضل حالاتهما، وهذا صحيح نظرا لوجود مجموعة من المعطيات تؤكد حقيقة هذا التراجع الذي يطبع مسيرة كل من “الأفيال” و”البافانا بافانا”، إلا أن كتيبة “أسود أطلس” تمر هي الأخرى بفترة صعبة، نظرا لكثرة الإصابات التي لحقت بأفضل اللاعبين، وثانيا تراجع أداء الأساسيين بعد الرحيل الجماعي نحو دوريات الخليج العربي، بالإضافة إلى عامل التقدم في السن والوصول إلى مرحلة نهاية المشوار.
الكرة الآن بمرمى المدرب هيرفي رونار الذي سيلعب في الغالب آخر تظاهرة له على رأس الطاقم التقني للمنتخب المغربي، وقبل الرحيل فهو مطالب بإيجاد الحلول الكفيلة للحفاظ على توازن المجموعة، ومناقشة كل الحظوظ للذهاب بعيدا في دورة لا تحتمل أي إخفاق جديد لكرة القدم المغربية.
محمد الروحلي