صدر مؤخرا عن دار النشر “ملتقى الطرق” كتاب جديد الباحث والمخرج المسرحي ومنشط مجموعة من البرامج الموضوعاتية، عبد الواحد عوزري، تحت عنوان “قضايا المسرح..قراءات وشهادات”.
ويتوزع هذا الكتاب، الذي يقع في 119 صفحة من القطع المتوسط، إلى جزأين وهما “مقاربات” و”شهادات”، وقد اختار المؤلف مزج “قراءاته” في هذين الجزأين بغاية الاقتراب من متتبعي ومتتبعات أعماله.
ويصف عوزري، في المقدمة، الجزء الأول من كتابه بمثابة مجموعة من المشاريع التي كان “يحلم بها وشارك فيها” مثل “المسرح الكبير للمحمدية الذي بقي مبنى بلا روح، ومشروع الفرقة الوطنية أو المسرح الوطني المغربي، الذي لم يرى النور أبدا”، مشيرا إلى أنه سيتطرق فيما بعد إلى أسباب فشل هذه المشاريع.
وتشمل ملاحظاته حول المسرح المندرجة في هذا الجزء، من بين أمور أخرى، “الشيطان هو الضجر” لـ بيتر بروك، و”حفلة تنكرية” لـ محمد بهجاجي، و”حياة في المسرح” لـ عبد الله شقرون.
ويعد الجزء الذي يتسلل فيه بمهارة بين “المقاربات” و”الشهادات” و”القراءات” فرصة لعوزري للتجرد من صفة المؤلف وارتداء زي القارئ، وهكذا تقاسم “لحظات المتعة، الضرورية أحيانا” مع “مؤسسي هذا الفن”. وتطمح قراءات المؤلف، باعتبارها أكثر من مجرد ملخصات نصوص، إلى أن تكون “تعليقات معقولة وأحيانا إنتقادات بناءة”
وفي ما يخص الجزء المتعلق بـ”الشهادات”، فإنه يتمتع بطابع أكثر شخصي للمؤلف ويصور اختيارات مرتبطة بمسيرته الفنية والمهنية، وكذا بحياته اليومية، حيث يقف المؤلف عند اثنتين من ذكرياته في باريس.
وتتمثل الذكرى الأولى التي “عاشها شخصيا” في صعود المنتصر “فرانسوا ميتران” شارع “سان ميشال”، في “أجواء احتفالية وشعبية”، إثر انتخابه لرئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1981، أما الذكرى الثانية، والتي تشبه إلى حد كبير عودة في التاريخ لزمن وكأنه عاشه المؤلف من خلال قراءاته، فهي تتمثل في صعود نفس الشارع، لكن في أجواء مغايرة تماما، يتعلق الأمر هذه المرة بصعوده من قبل متظاهرين “ثوريين” في شهر ماي من سنة 1968. وبالإضافة إلى ذكرياته، يثني المؤلف، في هذا الجزء، على ناس الغيوان، ومحمد الكغاط، والطيب الصديقي، وعبد الحق الزروالي.