قيادة الوداد تطلب بقطع التسيير الإنفرادي والنهج التعسفي

يجتاز الوداد الرياضي ظرفا استثنائيا صعبا منذ متابعة رئيسه سعيد الناصري في حالة إعتقال، حيث يواجه تهما ومشاكل خاصة، ويتأهب النادي بمكوناته للانعتاق من نهج قاده في عهد والانتقال إلى عهد آخر يكون أفضل .
ويتحرك المكتب المديري باعتباره أعلى هيئة في نادي الوداد بجميع فروعه لعبور المرحلة بنجاح حفاظا على سلامة المؤسسة، وبعد 12 يوما عن الغياب الإضطراري للرئيس الناصري، عجل مسؤولو الفروع بنادي الوداد بعقد اجتماع طارئ لسد الفراغ وضمان استمرار فعالية المرافق وزكوا عبد المجيد البرناكي (النائب الأول للرئيس) في مهمة الرئيس إلى حين انتخاب مكتب ميسر جديد.
واليوم وقبل أيام عن موعد انعقاد الجموع العامة لفرع كرة القدم والمحدد في ليلة الخميس عقد مسؤولو الفروع اجتماعا ثانيا في مقر النادي ينادون إلى عدم التسرع في اتخاذ القرارات الحاسمة، وذلك وعيا منهم بصعوبة الظرفية، إذ أصدر بلاغا حول الاجتماع وقعه أحمد زاكي الرئيس السابق للمكتب المديري، والمسير المرجعي، وبين المجتمعون ممثلو فروع النادي.
وكان لقاءهم تمهيدا لانعقاد الجمع العام لجموع لم يعقدها فرع كرة القدم منذ 2019، وأعلن المكتب المديري أن الأزمة انفجرت إثر اعتقال الرئيس.
وأكد المجتمعون أن الخروج الصحي منها يتطلب تظافر جهود كل أعضاء العائلة الودادية، في إطار مصالحة ترتكز على نقد بناء لمختلف الأسباب التي أدت إليها والتي تتجسد أساسا في التسيير الفردي والإفراغ الممنهج لهياكل النادي من صلاحيتها، وإقصاء مسيريها المخلصين والانعدام التام للشفافية في التدبير الرياضي والإداري والمالي.
وأضاف المجتمعون أن عملية الإصلاح الحقيقي تتطلب التخلي النهائي عن الأسلوب التعسفي المتبع في التسيير منذ ثمان سنوات، ودعوا إلى فتح نقاش هادئ وصريح تساهم فيه كل مكونات العائلة الودادية يغلب مصلحة الوداد فقط، وينادون إلى دخول مرحلة إعادة بناء هياكل النادي من فروع ومكتب مديري على أساس قوانين واضحة.
وقراءة في مضامين اجتماع ممثلي فروع نادي الوداد تكشف إصرارهم على التخلص من التسيير الفردي الذي مارسه الرئيس واعتبروه تعسفيا عمل على إفراغ ممنهج للمؤسسة من هياكلها، مع إقصاء مسيريها المخلصين وبدون شفافية في التدبير الرياضي و الإداري و المالي.
وهكذا طعن المجتمعون في فترة حكم فيها الناصري الوداد منذ 30 يونيو 2014 خلال 9 سنوات و190 يوما، مدة تفرد فيها بالتسيير والتدبير وقاد الفريق إلى إحراز 8 ألقاب.. هو الذي يفرض الصمت حوله، يعين ويقيل في مجالات التسيير والتأطير ويوجه حتى الجموع العامة.. وقد شمل نفوذه مختلف الفروع منذ التحكم في المكتب المديري بعد فرع الكرة.
المجتمعون في المكتب المديري ليلة الأحد ترجموا رفضهم للتسيير الفردي، التعسفي ورغبتهم وإصرارهم على فرض نهج تدبيري شفاف في قيمة الوداد وتاريخه، فهل ينجح الجمع العام لفرع كرة القدم عند نهاية الموسم الحالي في تنزيل هذه المبادئ النبيلة باختيار رئيس ومكتب في مستوى رهانات مؤسسة الوداد، خاصة وأن النادي تعاقب على قيادته 14 رئيسا قبل الناصري.
رجال وطنيون بدء من المؤسس الحاج محمد بنجلون ثم عبد القادر بنجلون، وعبد اللطيف العلمي، ومحمد بلحسن بنجلون، وعبد القادر بنجلون محام ووزير سابق للمالية والعدل، وعبد الرحمن الخطيب وزير سابق للداخلية والشباب و الرياضة، وحسن الجندي، وعبد الرزاق لحلو، وعبد الرزاق مكوار الذي قاد النادي خلال 20 سنة، أحرز خلالها 12 لقبا، فهو مسير مفكر ودبلوماسي سفير المغرب في هولندا في فترة تفاوض البلاد من أجل استرجاع الصحراء المغربية.
يمكن أن نضيف الطيب الفشتالي، رجل أعمال ومسير في الشأن المحلي، ونصر الدين الدوبلالي، مقاول في التدبير والتجارة ومسير في الشأن المحلي، وأحمد حريزي من الأعيان شغوف بالتأطير سير في النادي وجامعة كرة اليد، وعبد الإله أكرم ابن المدينة الذي رفع ميزانية تدبير المؤسسة وواجه رفضا ممنهجا.
وهم مسيرون أحبوا الوداد وخدموها في مراحل متنوعة كل حسب قدرته، فهل ينجح برلمان النادي في اختيار رئيس في حجم الوداد، خاصة وأن النادي لم يكن يوما معروضا في المزاد النادي عريق شريف جذوره أصيلة، و هو في غنى عن ممتهني السياسة وتجارة الكلام.. والأمل أن لا تتكرر الأخطاء.

محمد أبو سهل
تصوير: أحمد عقيل مكاو

Top