فجر إقصاء الفريق الوطني المغربى لكرة القدم، بدور ربع النهاية بكأس الأمم الإفريقية، بعد الهزيمة ضد منتخب مصر بهدفين لواحد، غضبا عارما عمت مختلف الأوساط، وهذا رد فعل طبيعي عادي، نظرا للقيمة التي يتمتع بها المنتخب.
لكن الملاحظ أنه وسط ردود الفعل المختلفة، تبرز الكثير من تصفيات حسابات، وركوب على الأمواج، واستغلال الحدث، لممارسة الشعبوية في أبرز تجلياتها.
هناك من تحول إلى ناطق رسمي باسم الشعب، مطالبا بالمحاكمة والإقالة، وغيرها من المطالب المنسجمة مع حالات الغضب التي تعم مختلف الأوساط، هناك من روج تصريحا غير صحيح على لسان حكيم زياش، بادعاء أن نجم تشيلسي الانجليزي قال إن سبب إبعاده عن المنتخب يعود لخلاف مع مصطفى حجي، وليس المدرب وحيد خاليلوزيتش.
استغلال فادح وركوب على الموجة واستغلال الحدث، لتحقيق مكاسب آنية، كل حسب هواه ومصالحه، ومنطلقاته، لا يهم بالنسبة للكثيرين، مصلحة الفريق الوطني، ولا كرة القدم، ولا الفعل الرياضي بصفة عامة.
صحيح أن هناك إخفاقا، وليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، لكن الإشكال الحقيقي هو كون المعالجة لا تنفذ للعمق، وعوض التركيز على الاختلالات من الأساس، يتم التركيز فقط على الهوامش، والانشغال بتصفية الحسابات، والشعبوية والمزايدات الفارغة.
فأي حديث عن الأسباب الحقيقة، وتحديد منطلقات المعالجة، لابد فيه من التحلي بالموضوعية والكثير من التجرد، فهؤلاء اللاعبون الذين سبق أن افتخر الجميع بعطاءاتهم، يتعرضون حاليا لهجوم مكثف وتنمر ونعوت غير لائقة، مس للأسف عائلاتهم عن طريق السب والشتم والقذف والإهانة.
فالحكم على عطاء المجموعة، لابد وأن يراعي ظروفا طرحت مشاكل كان من الصعب تجاوزها.
فسفيان أمرابط الركيزة الأساسية لخط الوسط، افتقد للتنافسية، بسبب غيابه عن غياب المقابلات الرسمية لفيورنتينا الإيطالي، والمهاجم يوسف النصيري غاب لمدة طويلة عن إشبيلية الإسباني، وصلت إلى ثلاثة أشهر، وأعاد للتداريب أياما فقط قبل انطلاق دورة الكاميرون.
المهاجم الأوسط ريان مايي الذي يعد ابرز اكتشاف في المدة الأخيرة، تعرض للإصابة خلال تداريب المنتخب، أياما فقط من موعد انطلاق “الكان”، كما أصيب أيضا العميد والمدافع الأوسط غانم سايس، مباشرة بعد مقابلتي غانا وجزر القمر.
إصابات كورونا، ضربت أيضا صفوف المنتخب، وغيبت اضطراريا بعض اللازعبين، عن التداريب والمباريات.
كل هذه العوامل والحالات الطارئة، اجتمعت دفعة واحدة، لتساهم في ضعف مردود الفريق الوطني، رغم الآمال العريضة التي كانت معلقة على المشاركة بالنسخة الـ(33) لكأس إفريقيا للأمم.
محمد الروحلي