بات المتحور الجديد “أوميكرون” الأكثر اكتساحا للوضعية الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا بالمملكة، وفق ما أكده وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد ايت الطالب، في تصريح إعلامي يوم الجمعة الماضي، وذلك استنادا للدراسات الجينومية التي يتم القيام بها في إطار التتبع اليومي للوضع الوبائي بالمملكة.
وأوضح الوزير، أن المتحورالجديد “أوميكرون”، ينتشر بسرعة صاروخية، وقد فاق السبعين في المائة من عدد الإصابات المسجلة، مشيرا في هذا الصدد إلى تسبب المتحور الجديد في وفاة ستة أشخاص إلى غاية نفس اليوم. وحذر وزير الصحة المتخلفين عن أخذ اللقاح المضاد للفيروس، لافتا، إلى أن معظم الحالاتِ التي ترقد في حالة حرجة بأقسام الإنعاش تتعلق بأشخاص لم يأخذوا اللقاح ضد الفيروس، أو لم يتلقوا الجرعة المعززة، داعيا إلى الإسراع في أخذ اللقاح ضد الوباء. هذا، وقد أمسى الانتشار السريع “لأميكرون” أكثر إقلاقا لساكنة الدار البيضاء وهي المدينة الأكثر تضررا من حيث ارتفاع حالات الإصابة المسجلة جهويا وعلى الصعيد الوطني، وبات هاجس تشديد القيود الاحترازية لمحاصرة هذا المد الارتفاعي للوباء، يطغى على تساؤلات المواطنين الذين يتخوفون من العودة مجددا إلى الحجر الصحي.
غير أنه ورغم الارتفاع السريع لحالات الإصابة بفيروس كورونا بجهة الدار البيضاء، يقول مصدر طبي، فإن الوضع مازال تحت السيطرة حاليا، موضحا، أن المنظومة الصحية على مستوى العاصمة الاقتصادية، لا تشكو من الضغط بالحدة التي يمكن معه اللجوء إلى تشديد القيود الاحترازية أو العودة للحجر الصحي. وشدد على ضرورة العودة الآنية والسريعة للالتزام بالإجراءات الاحترازية والانخراط بكثافة في الحملة الوطنية للتلقيح.
هذا، وفي إطار سعي المملكة لمكافحة الانتشار السريع لفيروس كورونا، فقد سارعت للترخيص للاستعمال الاستعجالي لدواء “مولنوبيرافير”، لتصبح بذلك من ضمن البلدان الأوائل في العالم التي صادقت على هذا الدواء المضاد للفيروسات والمصنع من طرف المختبر الأمريكي “ميرك”.
في هذا السياق، قالت مديرة الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بشرى مداح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم بطريقة استباقية تعزيز البرتوكول العلاجي لمرضى كوفيد بالترخيص الاستعجالي لدواء”مولنوبيرافير” بعد المصادقة عليه من طرف أعضاء اللجنة الوطنية العلمية والتقنية بهدف مكافحة الأمراض التنفسية الحادة. وأبرزت أنه تم إثبات فعالية هذا الدواء، والذي يقلص بنسبة 50 في المائة خطر الحالات الحرجة والوفاة، خاصة إذ تم استعماله في غضون الأيام الخمسة الأولى من الإصابة بالفيروس.
وأكدت المسؤولة أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حصلت على جميع الوثائق والمعطيات والخاصة بصنع هذا الدواء، وتدراستها بدقة كبيرة للتأكد من جودته وسلامته، مضيفة أنه تم أيضا تحليل عينات من هذا الدواء من طرف المختبر الوطني لمراقبة الأدوية والذي خلص إلى نفس النتيجة.
وأبرزت أن المغرب على غرار بعض الدول من قبيل بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، رخص لاستعمال هذا الدواء من أجل علاج المرضى المصابين بكوفيد، كما أن العديد من البلدان قامت بطلبيات شرائه من أجل توفيره للعموم. وأوضحت أن أخذ هذا الدواء يستلزم وصفة طبية وتحت إشراف طبي وهو متوفر في المستشفيات العمومية وفي المراكز الاستشفائية الجامعية والمصحات الخاصة، وسيتم أيضا توزيعه على الصيدليات. وأشارت إلى أن المختبر الأمريكي “ميرك” رخص لعدة مختبرات عالمية صنع أدوية جنيسة، وذلك لتمكين الجميع من الحصول بشكل سريع على هذا الدواء.
هذا، أما بخصوص جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا بالمملكة، وفق آخر أرقام ومعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لأول أمس السبت، فقد تواصل المد التصاعدي للإصابات وسجلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، 7064 حالة جديدة، وبلغ عدد المتعافين 1644 شخصا، فيما تم تسجيل ثمان وفيات.
وبلغ عدد المتلقين للجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد، ثلاثة ملايين و424 آلاف و393 شخصا، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و973 ألف و351 شخصا، مقابل 24 مليون و590 ألف و739 شخص تلقوا الجرعة الأولى.
ورفعت الحصيلة الجديدة مجموع الحالات النشطة إلى 31 ألفا و808 أشخاص، وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 54 حالة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 261 حالة، خمس منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد 5 بالمائة.
سعيد ايت اومزيد