لالة كنزة العلوي.. تجسيد لروح الالتزام النسوي تجاه الصناعة الوطنية

تعتبر لالة كنزة العلوي، التي تتولى منذ سنة 2022 منصب المديرة العامة للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، تجسيدا لروح الالتزام بصيغة المؤنث لإطار بالإدارة المغربية أثبتت جدارتها ونجاعتها على الصعيد الدولي والوطني، قبل أن ترفع بقوة تحدي تعزيز القدرة التنافسية للصناعة الوطنية واستدامتها.
من خلال قدرتها العالية على التكيف وخبرتها الواسعة والمستفيضة في مجال صناعة السيارات وصناعة الطيران وغيرها من المجالات التي كانت سابقا حكرا على الرجال، أثبت لالة كنزة أنها كفاءة مثالية لإدارة الصناعة بكل همة ونشاط والإسهام في بلورة الاستراتيجية الصناعية المغربية لفائدة الاقتصاد والمجتمع.
بعد حصولها على دبلوم مهندس من المدرسة العليا للمعادن بمدينة نانت الفرنسية، تابعت لالة كنزة تكوينا متخصصا في الصناعة وwاكبته 18 شهرا من التداريب، تحدوها في ذلك الرغبة في تعميق معارفها واكتساب خبرة عملية قبل ولوج سوق الشغل.
إثر ذلك، خاضت لالة كنزة رحلة تعزيز المسيرة المهنية التي استهلتها مع مجموعة “بي إس إيه” (PSA Group) في فرنسا، “ستيلانتس” حاليا، حيث شغلت عدة مناصب، أولا في مصنع “بواسي” (Poissy) ثم في قسم إدارة المشتريات لنفس المجموعة. وبعد أزيد من 17 سنة، عقب مسار من الخبرات المستفيضة في الخارج، قررت العودة للاستقرار مع أسرتها في المغرب.
وعند عودتها إلى الوطن الأم، شغلت أولا منصب كبير المسؤولين الإداريين لقسم مشتريات مجموعة “رونو المغرب”، قبل أن تنضم إلى وزارة الصناعة والتجارة كمكلفة بفرع السيارات ثم فرع الطيران، لتصبح في سنة 2019 مديرة صناعات السيارات.
وفي حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعربت لالة كنزة، التي تتسم شخصيتها بحب الاطلاع والانفتاح والإنصات، عن فخرها واعتزازها بالانتماء إلى أسرة وزارة الصناعة والتجارة، وبقدرتها على الإسهام في تطوير الصناعة الوطنية وتشجيع تنافسية واستدامة هذا القطاع.
وأضافت أنه، نظرا للأهمية التي يحظى بها قطاع الصناعة باعتباره خلاقا لفرص الشغل، فإن تقديمها المساعدة في خلق فرص شغل جديدة ودعم التشغيل يعتبران بمثابة مصدر يبعث على الرضا والتحفيز. “وتمثل هذه الدوافع حوافزا لجميع الأشخاص العاملين داخل الوزارة والذين يبذلون جهودا يومية لبلوغ الأهداف المنشودة”.
وحسب لالة كنزة، فإن إدارة مشاريع معقدة تشارك فيها جهات معنية مختلفة، وتتطلب التنسيق الدقيق، فضلا عن المشاركة في تطوير استراتيجية المغرب الصناعية وتعزيز أثرها على الاقتصاد والمجتمع، تشكل “فرصة استثنائية”.
لالة كنزة التي تميزها صفات المثابرة والنزاهة واحترام الأخلاقيات، تعتبر أن “العلاقة التي تربطني بالفاعلين في القطاع الصناعي، من إصغاء فعال واستجابة مثلى للاحتياجات والطلبات، تعد بمثابة إثراء وإغناء لمهامي اليومية”.
وفي جوابها عن سؤال حول الأسلوب الذي تعتمده في التدبير، أوردت لالة كنزة أنها تفضل أسلوب الإدارة التشاركية والعمل التعاوني والقيادة الحكيمة، مؤكدة على أن ضرورة اعتماد هذه الصفات من أجل دعم الفريق وتحسين الأداء، مما سيسمح بضمان سيرورة المشاريع وتكللها بالنجاح.
وأضافت أن “جهودي تتركز على التدبير الفعال للمشاريع، نظرا لضرورته في تحقيق الأهداف المحددة وتجنب المشاكل التي قد تنشأ أثناء التنفيذ”.
وحيث إن المسؤولية وثيقة الارتباط بالمشاريع واحترام الآجال والاجتماعات، وهو ما قد يتحول أحيانا إلى مصدر ضغط، أوضحت المديرة العامة للصناعة أنها لا تملك “عصا سحرية” لمعالجة هذه الإشكالية، وأن “التغلب على الضغط يرتكز على تحديد المهام وترتيبها حسب الأولوية، ثم إسناد وتفويض أكبر عدد ممكن، إلى جانب التواصل بشكل فعال مع أعضاء الفريق والجهات المعنية”.
وعلى ضوء هذا المسار المهني الغني والحافل بالإنجازات، تؤكد لالة كنزة العلوي على أن المرأة المغربية ليست قادرة على النجاح وتقلد مناصب المسؤولية فحسب، بل وعلى فرض ذاتها في قطاعات كانت حكرا في السابق على الرجال، فضلا عن تنفيذ المشاريع المعقدة وأداء المهام الصعبة.

Top