أظهرت المباراة الإعدادية ضد منتخب أنغولا، أن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، دخل مرحلة جديدة من تاريخه، مرحلة بنيت على خلفية تألق باهر بالمونديال القطري، وإخفاق مدو بـ “الكان” الإيفواري…
والأكيد أن الفاصل الزمني بين الحدثين، لم يتم استثماره على نحو أفضل، وهذا ما تأكد من خلال إدخال تغييرات اضطرارية، ولو اقتضى الأمر التضحية ببعض الأساسيين، والاعتماد على آخرين، منهم من يلتحق لأول مرة، ومنهم من كان مغضوبا عليه، لدواع غير مفهومة…
مرحلة جديدة تترجم الرغبة في بناء منتخب جديد، ربما جاءت الظروف مواتية، وساهمت في تحضير الأجواء المناسبة لذلك، وما الأجواء الاحتفالية التي عرفها ملعب “أدرار” بأكادير، إلا دليل على أن ما حدث بالنسخة الـ(34) من كاس أمم إفريقيا، مرحلة وانتهت، ولابد من التطلع للمستقبل، لكن بحذر مطلوب، وعدم المبالغة في التفاؤل…
إبراهيم دياز وإلياس بن الصغير وسفيان رحيمي، ثلاثة وجوه حظيت بتقدير خاص، واستقبال شعبي بارز، منها من هو عائد لصفوف المنتخب، بعد تغييب مع سبق الإصرار والترصد، ومنها الملتحق لأول مرة بعرين “أسود الأطلس”…
ثلاثة وجوه خلقت الحدث سواء وسط ملعب “أدرار”، أو خارجه، وبالفعل كان الثلاثي في مستوى تطلعات جمهور الفريق الوطني، جمهور راهن دائما على الجودة والفعالية والقيمة الاستثنائية، وما قدمته هذه الأسماء، وغيرها كان في مستوى هذه الثقة، رغم الارتباك التكتيكي الملحوظ، ورغم غياب التوظيف المطلوب…
فبالرغم من وجود لاعبين من المستوى الدولي، لم يعفنا من تسجيل حالات استعصاء كبيرة، تلازم أداء النخبة المغربية، كلما واجهت منتخبا يغلق المنافذ، ويعمد إلى تضييق المساحات، والاعتماد على هجوم مضاد، وضد مجريات اللعب…
وبالرغم من “الكلاشات” التي رمى بها المدرب وليد الركراكي خلال المؤتمر الصحفي المنعقد قبل مواجهة أنغولا، وهذه بالمناسبة، عادة سيئة من شخص ألف العيش على “المعاطية”، فإن كل الملاحظات الموجهة بخصوص افتقاد الحلول التكتيكية، وضيق أفق الطاقم التقني، كلها مؤكدة، فإن الثابت أن المعاناة ستستمر، كلما وجدت العناصر الوطنية نفسها ضد خصم، يجيد المصادرة، والتكتل في الدفاع، وتحيين الفرص، وعدم الانفتاح…
فكيف يسجل كل هذا العجز، حتى بوجود أسماء كبيرة، كأشرف حكيمي، حكيم زياش، ياسين بونو، نايف أكرد، والثلاثي المتألق الذي ذكرنا من قبل؟…
تساؤل حارق يجد جوابه في تركيبة الطاقم التقني، وهذا مؤكد دون الجدوى في استمرار البحث عن أسباب خارجه، وكل من يرى الأمور من زاوية الموضوعية، بعيدا عن طغيان العاطفة، يتأكد أن المنتخب يضم لاعبين كبار، لكن الحقيقة الصادمة، تتجلى في الحاجة إلى مدرب من نفس العيار…
وهذه هي الحقيقة المرة!…
محمد الروحلي