مسؤول جزائري يكشف مسؤولية بلاده عن استدامة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية

بعد أن استمرت الجزائر لعقود من الزمن، في نفي مسؤولياتها المباشرة عن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وظلت تردد أن هذا النزاع يهم المغرب والبوليساريو، وبعد أن كشف المنتظم الدولي زيف الشعارات التي كان قصر المرادية يختبئ ورائها، من قبيل دعم ما يسمى ب “الشعب الصحراوي”، وتكرار أسطوانة ” حق تقرير المصير” المشروخة، لم تعد تجد الجارة الشرقية أي مبرر للتملص من مسؤوليتها المباشرة في هذا النزاع المفتعل، خاصة بعد أن كرس قرار الأمم المتحدة موقع الجزائر كطرف رئيسي في المسلسل الرامي للتوصل إلى “حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم وقائم على التوافق لقضية الصحراء المغربية.

فقد أدلى مسؤول جزائري سام بحوار لجريدة “الشروق الجزائرية” يؤكد فيه، بما لا يدع مجالا للشك، أو التأويل، أن الجزائر هي المسؤول المباشر والرئيسي عن هذا النزاع الذي افتعلته وتعمل على إطالة أمده لأسباب جيو- سياسية ورثتها عن الحرب الباردة، وهو ما يؤشر صراحة على أن ما يسمى ب،”جبهة البوليساريو” هي مجرد أداة تستخدمها الجزائر من أجل حماية ما تعتبره “أمنها القومي”.
و شدد هذا المسؤول السامي الجزائري، في الحوار ذاته الذي لم يكشف عن هويته، على استحالة ” الوصول إلى أي حل للنزاع، وتحت أي صورة، دون مشاركة مباشرة للجزائر كطرف رئيس معني في المنطقة بالصراع وآثاره، مضيفا أن بلاده لن تقبل أية مبادرة،مستقبلا، تتعامل معها بصفة مراقب”. وهو ما يستوجب في نظره “حضور الجزائر الفعلي على طاولة التفاوض بين البوليساريو والمغرب”.
بل ذهب المسؤول الجزائري، في هذا الحوار، أبعد من ذلك، وأقر بما كان يردده المغرب منذ بداية هذا النزاع المفتعل، من أن الجزائر هي الطرف الرئيسي في هذا الصراع المفتعل، وأن “جبهة البوليساريو” غير مستقلة في قراراتها، ولا تملك زمام المبادرة في هذه القضية، وأن مقولة “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره” هي مجرد شعار ديماغوجي تردده الجزائر للتستر على حقيقة الصراع.
و شدد هذا المسؤول السامي” بأنه يستحيل فرض أي حل خارج الإرادة الجزائرية وتصورها وشروطها”، مؤكد، بذلك، أن “الوضع سيبقى على ما هو عليه، ولن تغيره المناورات والتحالفات والتواطؤات مهما كان مصدرها وأطرافها”.
ولم يخجل هذا المسؤول الذي نستغرب عدم كشف جريدة الشروق عن هويته، من القول إن إرادة حل النزاع في الصحراء المغربية إرادة جزائرية ، وليست إرادة “الشعب الصحراوي” كما ظلت بلاده، نفسها، تدعي لعقود من الزمن، وأن التصور للحل لن يكون إلا تصور العسكر الجزائري ووفق شروطه.

< محمد حجيوي

Related posts

Top