مصر تقترح هدنة ليومين في غزة لإفساح المجال أمام وقف كامل لإطلاق نار

قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة ليومين مقابل الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليين وبعض الأسرى الفلسطينيين، من أجل إفساح المجال أمام وقف كامل للحرب الدامية المستمرة التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أكثر من عام.
ويأتي هذا التصريح عشية جولة محادثات جديدة حول وقف إطلاق النار في قطر بين الإسرائيليين والأميركيين والقطريين.
واقترح السيسي الذي تعد بلاده إحدى دول الوساطة لوقف الحرب “وقفا لإطلاق النار لمدة يومين. يتم تبادل 4 رهائن مع بعض الأسرى الموجودين في السجون الإسرائيلية ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا لإيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات”.
ولم يذكر ما إذا كانت الخطة قد عرضت رسميا على إسرائيل أو حماس.
وتتوسط  مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة منذ أشهر في محادثات غير مباشرة لوقف إطلاق النار دون تحقيق نجاح يذكر.
وتسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية الدامية والمدمرة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 42924 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه “لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها… للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة”.
وغداة الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الجمهورية الإسلامية “لا تسعى إلى الحرب” لكنه تعهد “برد مناسب” على غارات الدولة العبرية، رغم دعوات التهدئة في مواجهة خطر التصعيد الإقليمي.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الهجوم “الدقيق والقوي” على إيران “حقق كل أهدافه”.
وقال نتانياهو إن القوات الجوية قصفت “قدرات دفاعية إيرانية” من بينها مواقع “تصنيع صواريخ”.
وبحسب الجيش الإيراني، خلفت الضربات “أضرارا محدودة” وقتلت أربعة عسكريين.
في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تلقت “إشارات” على وقوع هجوم قبل الضربات الإسرائيلية، مؤكدا أنه تم اتخاذ “الإجراءات اللازمة”.
وفي حين هددت إسرائيل إيران بجعلها “تدفع ثمنا باهظا” إذا ردت، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي أن جيشه “يمكن أن يفعل أكثر من ذلك بكثير” وأنه “مستعد لمواجهة أي سيناريو”.
هذا وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بطلب من إيران اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.
وشدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على أنه ينبغي عدم “التضخيم ولا التقليل” من الضربات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية في إيران ردا على هجوم طهران الصاروخي على أراضيها في الأول من أكتوبر. كما قالت إنه جاء ردا على هجمات حزب الله وحماس المدعومين من إيران.
وبررت طهران هجومها بالانتقام لاغتيال الدولة العبرية الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله واللواء في الحرس الثوري عباس نلفروشان في بيروت، وكذلك رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية الذي قتل في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل.
في هذا السياق المتوتر، صدمت شاحنة في رمات هشارون في إسرائيل أشخاصا في محطة للحافلات قرب مقر الموساد وقواعد استخباراتية أخرى. وقتل في الحادثة شخص وأصيب نحو ثلاثين فيما أشادت حماس بما قالت إنها “عملية دهس”.
في قطاع غزة، أفاد شهود عيان بشن إسرائيل سلسلة غارات شمالا، خاصة في جباليا حيث تتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ السادس من أكتوبر.
وأكد الدفاع المدني في غزة مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في شمال القطاع.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “الصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة” في شمال قطاع غزة.
وقال إن “معاناة المدنيين الفلسطينيين العالقين في شمال غزة لا تحتمل”.
وعلى الأرض، قال بلال الهاجري أحد سكان شمال غزة “نحن نموت بسبب الحصار الخانق والمجاعة”، مضيفا “لا أحد منا بإمكانه مغادرة المنزل لتأمين الطعام والشراب”.
وتابع “كل من يغادر يتم استهدافه”.
ركز الجيش الإسرائيلي عملياته على لبنان من خلال شن غارات جوية مكثفة اعتبارا من 23 سبتمبر، بعدما فتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة في 8 أكتوبر 2023 وتبادل القصف عبر الحدود مع الدولة العبرية لمدة عام.
كما أعلن الجيش هجوما بريا منذ 30 سبتمبر في جنوب لبنان حيث قال إن 37 من جنوده قتلوا في معارك مع حزب الله خلال شهر تقريبا.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 21 شخصا على الأقل في غارات شنتها إسرائيل على جنوب لبنان.
وأفادت الوزارة عن سقوط “7 شهداء و24 جريحا في حصيلة محدثة لغارة العدو الإسرائيلي على عين بعال، و”5 شهداء وجريح بسبب غارة العدو الإسرائيلي على البرج الشمالي”، و”9 شهداء و38 جريحا في حصيلة نهائية لغارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا”.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان قرى عدة في جنوب لبنان بوجوب الإخلاء منبها إلى أنه سيضرب أهدافا لحزب الله فيها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس التحذير الموجه لسكان 14 قرية في جنوب لبنان قائلا “عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال إلى شمال نهرالأولي لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير”.
وكان الجيش الإسرائيلي طلب قبيل ذلك من سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية إخلاء منازلهم، متحدثا عن وجود “منشآت ومواقع تابعة لحزب الله”.
أسفرت الحرب عن مقتل 1620 شخصا على الأقل في لبنان منذ 23 شتنبر، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح أكثر من 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

**********

استشهاد 3 صحفيين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان

قتل ثلاثة صحافيين في غارة إسرائيلية طاولت مقر إقامتهم في جنوب لبنان، وندد مسؤولون لبنانيون بما اعتبروه “جريمة حرب” في وقت تتواصل المواجهة المفتوحة منذ شهر بين الدولة العبرية وحزب الله.
وفي غزة، قتل 20 فلسطينيا في غارتين إسرائيليتين مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام، مع تجدد الحراك الدبلوماسي سعيا لاستئناف مباحثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين.
وأتى إحياء الجهود عقب جولة إقليمية أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يستكملها بمباحثات في لندن مع نظراء عرب ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن ثلاثة صحافيين قتلوا “في غارة معادية استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا” في جنوب لبنان.
ونعت قناة المنار مصورها وسام قاسم، بينما نعت قناة الميادين مصورها غسان نجار ومهندس البث محمد رضا.
ورأى ميقاتي أن ذلك “يشكل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”، وأن هدف “العدوان المتعمد… ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير”.
وكتب وزير الإعلام زياد مكاري على منصة أكس “انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحافيين الليلية، لكي يغدر بهم”، مضيفا “كان في المكان 18 صحافيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية. هذه جريمة حرب”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذه الغارة ردا على سؤال فرانس برس.
وتواصلت الغارات على مناطق أخرى.
وتسببت إحداها بقطع معبر حدودي بين لبنان وسوريا، وفق ما أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية.
وهذا المعبر هو الثاني من إجمالي ثلاثة رئيسية، يصبح خارج الخدمة بسبب ضربات إسرائيلية
وأكد الجيش الإسرائيلي الاستهداف، وهو يتهم حزب الله باستخدام المعابر “لنقل الكثير من الوسائل القتالية”.
من جهتها، اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن استهداف المعابر “يعوق ويهدد حقا شريان حياة رئيسيا يستخدمه الناس للهروب من النزاع في لبنان والعبور إلى سوريا”.
وشن  سلاح الجو الإسرائيلي “سلسلة غارات” استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق الوكالة الوطنية التي أشارت إلى أن أعنفها كانت “في الشويفات العمروسية حيث دمرت مبنيين وأشعلت حريقا كبيرا”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف “بنى تحتية” ومنشآت لإنتاج وتخزين الأسلحة عائدة لحزب الله، بينما يعلن الأخير “صد” محاولات تقدم بري، وإطلاق صواريخ ومسيرات ضد مناطق وقواعد عسكرية في شمال الدولة العبرية.
وبعد عام على تبادل القصف عبر الحدود، دخلت إسرائيل والتنظيم اللبناني في مواجهة مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر. وكثفت الدولة العبرية غاراتها الجوية وأطلقت عمليات برية قالت إنها “محدودة” في المناطق الحدودية في 30 منه.
وأسفرت الحرب عن مقتل 1580 شخصا على الأقل منذ 23 سبتمبر، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 163 عاملا في القطاع الصحي منذ بدء التصعيد العام الماضي.
في الأثناء، تتواصل الدعوات الدولية لإيجاد حل في لبنان يحول دون توسع النزاع بشكل إضافي.
وقال بلينكن بعد لقائه ميقاتي في لندن “نشعر بأنه من الملح للغاية التوصل إلى تسوية دبلوماسية والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، حتى يتحقق أمن حقيقي على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “نحن في سباق مع الزمن بين إمكان إطلاق مسار سياسي في لبنان واحتدام للوضع بشكل معمم لا تحصى تداعياته”.
من جهتها، قالت اليونيفيل إن الوضع على الحدود يشكل “تحديا بالغ الصعوبة”، مشيرة في بيانين إلى تعرض مواقعها وعناصرها لأربعة حوادث، أحدها وقع الخميس الماضي وأطلق خلاله جنود إسرائيليون النار على موقع مراقبة تابع لها.
في غزة، قتل عشرون فلسطينيا في غارتين إسرائيليتين على منزلين في خان يونس (جنوب)، بحسب الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.
وأشار بصل إلى انتشال 14 جثة “وأشلاء من تحت أنقاض منزل عائلة الفرافي حي المنارة”، وست جثث أخرى “من عائلة عابدين في المنطقة نفسها”.
وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر إن 28 قتيلا نقلوا إلى المستشفى إثر قصف إسرائيلي على منازل في خان يونس.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لبلينكن خلال لقاء في لندن “نرى حصول تطهير عرقي، وعلى ذلك أن يتوقف”.
بدوره، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة أن شمال غزة يعيش “أحلك” لحظات الحرب، محذرا من أن ممارسات إسرائيل قد تصنف “جرائم فظيعة”.
وقادت الولايات المتحدة ومصر وقطر خلال الأشهر الماضية، جهودا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة. ولم تثمر هذه الجهود سوى هدنة لأسبوع في نوفمبر.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن رئيس الموساد توجه إلى الدوحة للقاء مسؤولين أميركيين وقطريين لبحث “استئناف المفاوضات”.
كما التقى وفد أمني مصري مسؤولين أمنيين إسرائيليين “في إطار الجهود المصرية لاستئناف المفاوضات”، وفق قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من الاستخبارات المصرية.
وأكد مسؤول في حماس لفرانس برس “جاهزية” الحركة لوقف النار إذا التزمت إسرائيل الانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.

أ.ف.ب

Top