لم يكن متوقعا أن تعرف انطلاقة النسخة العاشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم، كل هذه القوة والإثارة والندية التي تميزت بها مباريات الدورة الأولى
لا يرتبط الأمر بعدد الأهداف فقط، بل بجماليتها وطريقة التسجيل وتنوع العمليات الهجومية، وهذا معطى جديد يجعل من بطولة هذا الموسم الاستثنائي مرة أخرى، مغايرا لما سبق، بالرغم من الظروف العامة غير المناسبة تماما، وعدم استفادة اللاعبين من فترة راحة مناسبة
والمؤكد أن تخلي أغلب المدربين عن المبالغة المعتادة في التحفظ، حرر إلى درجة كبيرة اللاعبين وجعلهم قادرين عن أخذ المبادرة، وتجاوز الحاجز الذهني الذي عادة ما يكون حاجزا أمام الحرية في التفكير والتطبيق
فالأغلبية الساحقة من الأهداف سجلت بقدفات عن بعد، عن طريق الرجلين اليسرى واليمني، ومن بين ال 25 هدفا، سجلت تسعة أهداف بهذه الطريقة المثيرة، كما أن كل الضربات الجزاء التي أعلن عنها تم تسجيلها، أي أن السخاء من حيث العطاء كان حاضرا بقوة
وإذا كانت أندية قليلة، لم تظهر أي استعداد من حيث الدخول القوى بالمنافسات، فإن كل الأندية أظهرت انخراطا قويا كمستجد ايجابي في أولى مباريات الموسم الجديد، مما يشجع مستقبلا على عطاء أوفر في باقي الدورات
كما أن لاعب أولمبيك آسفي الشاب بن يشو، شكل ظاهرة أولى الدورات بتوقيعه “سوبر هاتريك”، ليتأكد خاصية الفريق المسفيوي والمتمثلة في فتح المجال أمام المواهب الشابة من أبناء الفريق، وهذه نقطة حسنة تحسب للإدارة التقنية والتوجه الايجابي لإدارة النادي، والفريق العبدي من القلائل التي يضع ثقته في منتوج فئاتها الصغرى
ودائما في إطار قراءة معطيات انطلاقة البطولة التي ستعرف دورات أربعائية قصد تجاوز التأخير على مستوى الانطلاقة، وكثرة التوقفات المنتظرة، لوحظ أيضا ارتفاع المستوى، خاصة مباراة الفتح الرباطي والرجاء البيضاوي، بعد ان استوفت كل الشروط المطلوبة
أهداف جميلة، سخاء بدني، تنوع تكتيكي، تبادل السيطرة بين الجولتين، ورجوع مثير في النتيحة…مميزات عرفتها مباراة ملعب مولاي الحسن، يتمنى المتتبع ان ترافق كل مباريات الموسم، لما لذلك من أهمية في زرع الثقة وتحفيز كل المكونات، في انخراط داعم جديد، ويتمثل في فاعل المواصلات الذي عوض المؤسسة الأولى، وهذا معطى ايجابي في إطار الدعم المالي الذي لا غنى عنه
ننتظر ما إذا كانت باقي الدورات ستعرف نفس المميزات، وعذا مطلب أساسي لأن المواصلة بنفس العطاء يعد بالفعل دافعا لا غنى عنه في إطار البحث عن داعمين جدد، بالرغم من الظروف العامة الصعبة التي يمر منها العالم بسبب الوباء اللعين
>محمد الروحلي