أكدت المندوبية السامية للتخطيط، أنه رغم التقدم الذي أحرزته الفتاة القروية في مجال التمدرس بالمستوى الابتدائي، فإن ولوجها إلى باقي مستويات التعليم مازال محدودا، وأبرزت مؤشرات ومعطيات للمندوبية أن عدد النساء القرويات بالمغرب، يبلغ في 2019 قرابة 6.5 مليون نسمة، أي ما يعادل حوالي نصف الساكنة القروية (49.2 في المائة).
وأبرزت معطيات ومؤشرات كشفت عنها المندوبية، الجمعة الماضية، أن المعدل الصافي للتمدرس الذي سجلته الفتاة القروية بالسلك الابتدائي بلغ 55.101 في المائة خلال 2017-2018، مقابل 96.2 في المائة لدى الفتيات بالوسط الحضري و98.5 في المائة بالنسبة للفتيات على المستوى الوطني و54.102 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي.
وتابع المصدر عينه أن معدل التحاقهن بالتعليم الأولي خلال نفس السنة لم يتجاوز 25.4 في المائة مقابل 53.9 في المائة بالنسبة للفتيات بالوسط الحضري و41.6 في المائة لدى الفتيات على الصعيد الوطني و40.5 في المائة بالنسبة للذكور في الوسط القروي.
وأضاف المصدر عينه أنه على مستوى السلك الإعدادي، بلغ المعدل الصافي لتمدرس الفتيات القرويات 39.73 في المائة مقابل 80.15 عند الفتيات الحضريات و62.62 في المائة لدى الفتيات على الصعيد الوطني و40.46 في المائة بالنسبة للذكور في الوسط القروي.
أما بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي، كشف المصدر ذاته أن هذا المعدل يبلغ 12.48 في المائة مقابل 57.39 في المائة لدى الفتيات الحضريات و38.1 لدى الفتيات على المستوى الوطني و19 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي.
وعزت المندوبية السامية للتخطيط ضعف هذه المؤشرات، من ضمن عوامل أخرى، إلى ارتفاع معدل الهدر المدرسي للفتيات القرويات وخاصة على مستوى السلك الإعدادي.
وأوضحت المندوبية أنه إذا كان هذا المعدل يصل إلى 6.9 في المائة بالتعليم الابتدائي مقابل 4.7 في المائة بالنسبة للفتيات بالوسط الحضري و1.7 في المائة على المستوى الوطني و5.4 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي، فإنه يرتفع إلى 16.8 بالسلك الإعدادي، حيث يضاعف أربع مرات نظيره المسجل لدى الإناث بالوسط الحضري (4.8 في المائة)، ومرتين بالنسبة للإناث على المستوى الوطني (8 في المائة).
وبخصوص معدل الأمية، أشارت المندوبية إلى أنه بلغ سنة 2014 حوالي 60 في المائة لدى النساء القرويات مقابل 31 في المائة بالنسبة للنساء بالوسط الحضري.
وفي سياق متصل، أبرزت معطيات ومؤشرات كشفت عنها المندوبية السامية للتخطيط، أن عدد النساء القرويات بالمغرب، يبلغ في 2019 قرابة 6.5 مليون نسمة، أي ما يعادل حوالي نصف الساكنة القروية (49.2 في المائة).
وتشكل النساء القرويات موردا بشريا هاما للتنمية، حيث أن 59.5 منهن في سن النشاط (15-59 سنة)، في حين أن 29.6 في المائة منهن لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة و11 في المائة تبلغ أعمارهن 60 سنة فما فوق، حسب ما أفادت به المعطيات والمؤشرات ذاتها.
وأبرز المصدر عينه أن عدد النساء القرويات في سن الإنجاب (15-49 سنة) خلال السنة ذاتها يبلغ 3.3 مليون نسمة، موضحة أن هذا العدد يصل إلى 6.2 مليون بالوسط الحضري و9.5 مليون على المستوى الوطني.
وكشف المصدر نفسه أن أمل الحياة عند الولادة لدى النساء القرويات في 2019 ويقدر بـ 75.3 سنة مقابل 79.6 سنة بالنسبة للنساء الحضريات و78.2 سنة بالنسبة للنساء على الصعيد الوطني.
هذا ووفرت المندوبية السامية للتخطيط معطيات ومؤشرات حول الوضعية الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للنساء المغربيات بالعالم القروي، تمكن من إبراز إمكاناتهن البشرية والإكراهات التي تحد من دورهن في مسلسل التنمية ببلادنا.
وعزت المندوبية السامية للتخطيط توفير هذه المعطيات والمؤشرات إلى مناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية الذي يخلد في 15 أكتوبر من كل سنة، معتبرة أن قضية النساء القرويات بالمغرب أصبحت تشكل موضوعا ذو راهنية.
وفي السياق ذاته أشارت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن بنك المغرب أطلق دراسة عن وضعية النساء القرويات الاجتماعية والاقتصادية لاستشراف سبل إدماجهن المالي، مشيرا إلى قيام المكتب الشريف للفوسفاط بإعداد برنامج يهدف إلى تطوير قدراتهن في الميدان الفلاحي وريادة الأعمال.
عبدالصمد ادنيدن