مهرجان الفيلم الوطني بطنجة يكرم زهور السليماني في حفله الافتتاحي

شهدت انطلاقة الدورة العشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي يسهر على تنظيمه المركز السينمائي المغربي، تكريم الممثلة المغربية الزهور السليماني الملقبة بفليفلة، حيث ألقى شهادة في حقها الفنان حميد الزوغي، ذكر فيها أن المحتفى بها أعطت الكثير في ميادين المسرح والدراما التلفزيونية والسينما من خلال تشخيصها لعدة أدوار سواء ثانوية أو رئيسية، هذا العطاء مطبوع بالاحترافية – يضيف الزوغي- حيث أن المخرجين من مختلف التوجهات والمستويات الذين اشتغلت في أعمالهم، لم يكونوا يجدون صعوبة في توجيهها على اعتبار أنها محترفة بكل معنى الكلمة، تحترم شروط العمل ودقة المواعيد وضبط الدور والحوارات، ومن الناحية الإنسانية فهي عادة ما تخلق جو المرح والدعابة وسط فريق العمل، إنها مصدر الحنان وملجأ لكل من يعاني ضائقة ما، إذ تحتضنه وتصغي إليه وتلطف عنه على حد تعبير صاحب الشهادة.
وعبرت الفنانة المحتفى بها عن تأثرها بهذه الالتفاتة الكريمة اتجاهها، ووعدت الجمهور بمزيد من العطاء في الميدان الفني، ورغم أنها خضعت قبل أيام قليلة لعملية جراحية على القلب، أبت إلا أن تحضر لهذا اللقاء السينمائي السنوي، وهي مفعمة بالتفاؤل والأمل وبإحساس أن مستقبل السينما المغربية والفن المغربي بصفة عامة سيزداد توهجا مع مرور السنوات، بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة لهذا الميدان.

وزير الثقافة والاتصال متفائل بمستقبل السينما المغربية

وتم في افتتاح هذه الدورة إلقاء كلمة من طرف وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، ذكر فيها أن الوزارة تعمل ما في جهدها لإعطاء دينامية جديدة للسينما المغربية، حيث رفعت الغلاف المالي لدعم الإنتاج السينمائي إلى خمس وسبعين مليون درهما، وقد تم خلال السنة الأخيرة إنتاج ثلاثين شريطا سينمائيا طويلا، بموازاة مع ذلك تم إخراج قانون جديد للمركز السينمائي وللصناعة السينمائية، بما يجعلها مواكبة للمستجدات التي تطبع هذا المجال الفني، كما أن الوزارة -يضيف محمد الأعرج- تولي عناية كبيرة بالفاعلين في حقلنا السينمائي.
وبنفس المناسبة، تحدث رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة البشير العبدلاوي، حيث ذكر أن هذه المدينة شكلت فضاء وموضوعا للأعمال السينمائية، بالنظر لغناها الثقافي والمعماري، وأن تظاهرة سينمائية من هذا القبيل، لا يمكن إلا أن تساهم في تنمية الصناعة السينمائية ببلادنا، باعتبار أنها تشكل فضاء للحوار وتبادل التجارب، وعبر عن اعتزازه بتدشين خلال الدورة السينمائية الحالية لفضاء خاص بعرض الأفلام يتكون من ثلاث قاعات.

أحداث بدون دلالة

كما تم بمناسبة حفل الافتتاح، عرض العمل السينمائي المغربي “أحداث بدون دلالة” للمخرج مصطفى الدرقاوي، ويعد هذا العمل السينمائي بمثابة تحفة، على اعتبار أنه أنتج سنة 1974، وهو بذلك يقدم وثيقة تاريخية لفترة اتسمت بالاحتقان السياسي، حيث نلمس نوعا من القلق يطبع حياة الناس على اختلاف شرائحهم، بأسلوب فني تجريبي، إذ لم يتم الاعتماد على سرد حكائي تقليدي لواقعة اجتماعية معينة، بقدر ما أنه تركت الحرية للشخوص لكي تعبر عن تطلعاتها بخصوص مغرب الغد، وإن تم التركيز على مجال الفن، الحركة السينمائية على وجه الدقة، بحثا عن مواضيع تصلح للإبداع في هذا المجال، مواضيع ليس للاستهلاك بل المحفزة على التفكير، في أثناء بحث الفريق السينمائي في شريط “أحداث بدون دلالة” عن مواضيع تصلح للعرض، سيصادف في طريقه وقوع جريمة قتل، وسيوليها الاهتمام، لكونها مرآة عاكسة لأزمة الفرد داخل هذا المجتمع.
جيل من الشباب يشعر بالضياع وخيبة الأمل، يطغى عليه التوتر، سواء في ما يخص العلاقة بين أفراده أو في نظرتهم إلى الحياة، وهو ما عكسته كذلك حركة الكاميرا، حيث كانت تطوف على الأماكن والوجوه بنوع من الحيرة، وهو ما يجعل السلوكات والتعابير تبدو أنها تعبر عن شيء لا دلالة له، كما جاء في عنوان الشريط نفسه، عدة وجوه طبعت الحياة الثقافية والفنية ببلادنا في ما بعد، كانت حاضرة في هذا الشريط، من خلال تشخيصها لأدوار يمكن القول إنها عفوية، وغير مؤداة وفق سيناريو معين.
واللافت للانتباه أن هذا الشريط كان قد تم منع عرضه في ذلك الإبان، كما كان مصيره الاختفاء، غير أنه مؤخرا بتضافر عدة جهود، تمت استعادته بعد أن أجري ترميم على نسخته الوحيدة التي كانت محفوظة خارج المغرب، وما يبعث على الارتياح أنه لم يكن قد أصيب بأي ضرر سواء من حيث الصورة أو الصوت.

> عبد العالي بركات

تصوير محمد امحيمدات

Related posts

Top