أكد سينمائيون مغاربيون، خلال لقاء فني يوم الأربعاء بوجدة، أن ثمة حضورا متزايدا للمرأة في المشهد السينمائي المغاربي.
وأبرزوا، خلال هذه الندوة التي نظمت على هامش المهرجان المغاربي الثامن للفيلم (11-15 نونبر)، أن هذا الحضور الوازن للسينمائيات المغاربيات لا يتوخى “تأثيث المشهد” فحسب، بل المشاركة في صناعته من جديد، وفق منظور جمالي متجدد.
وفي هذا الصدد، قال المخرج المغربي سعد الشرايبي إنه ينبغي التمييز بين مستويين في مقاربة تأثير المرأة في السينما المغاربية، يتعلق أحدهما بالمرأة المغاربية “كصانعة أفلام” بينما يرصد الثاني حضورها في الأعمال الفنية من خلال تجسيد “شخصيات سينمائية”.
واعتبر الشرايبي أن ثمة تطورا ملحوظا في “تمثيلية” المرأة في المشهد السينمائي المغاربي، لا سيما في ظل بروز مبدعات واعدات أسهمن في تقديم معالجة فنية لافتة لقضايا المرأة من خلال شخصيات نسائية تنتمي إلى كل الشرائح الاجتماعية.
وعلى المنوال ذاته، لاحظت السينمائية التونسية سلمى بكار، التي استعرضت جوانب من تجربتها المهنية في المجال الفني، أن الحركية السينمائية بالمغرب الكبير تسجل تناميا مطردا، على الرغم من تراجع عدد القاعات الموجهة لعروض الفن السابع.
وبرأي الفنانة التونسية، فإن السينمائيات المغاربيات صرن أكثر نزوعا نحو التعبير عن القضايا الإنسانية العامة من خلال مختلف الأجناس الفيلمية، دون الاقتصار فقط على صناعة الأفلام التي تقارب قضايا النساء بشكل خاص.
وفي السياق، أكد الناقد السينمائي خالد دامون أن ولوج المرأة المغربية إلى المهن السينمائية بات يتزايد بشكل تدريجي.
وأضاف أن الجامعات المغربية أضحت أكثر انفتاحا على السينما، لا سيما من خلال إيلاء مزيد من الاهتمام للتكوين الأكاديمي والنقد السينمائي وتخريج النخب الفنية الكفيلة بإغناء الإبداع السينمائي تنظيرا وممارسة.
من جانب آخر، أبرزت الأستاذة الباحثة بجامعة ستراسبورغ باتريسيا كايي “ملامح” للتطور الذي يشهده قطاع السينما، مؤكدة أنه يسجل طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، على الصعيدين التقني والاقتصادي.
وأوضحت، في هذا الصدد، أن الإنتاج السينمائي أضحى أقل تكلفة، بينما بات الولوج إلى الأفلام متاحا عبر وسائط متعددة في ظل التحول الذي نقل المنتوج السينمائي من “سينما المؤلف” (النخبوية) نحو “سينما الترفيه” (واسعة الانتشار).
إلى ذلك، يقترح المهرجان المغاربي الثامن للفيلم عددا من الندوات التي تقارب قضايا فنية وجمالية متنوعة، فضلا عن ورشات حول كتابة السيناريو والإخراج وإدارة الممثل والتحليل الفيلمي.
وخلال هذا الموعد الفني، الذي ينظم تحت شعار “المغرب الكبير موحد بسينماه”، يلتئم بوجدة فنانون مغاربة وأجانب بما يجعل هذه المدينة العريقة عاصمة للسينما المغاربية وفضاء للحوار والتبادل الثقافي على مدى أيام المهرجان.
وأمس الثلاثاء، افتتحت بمسرح محمد السادس فعاليات هذه التظاهرة السينمائية، بحضور فنانين وشخصيات من عالم الثقافة والإعلام.
وجرى في افتتاح هذه التظاهرة، تكريم المخرجين المغربيين كمال كمال وسعد الشرايبي والمخرج الجزائري رشيد بوشارب والممثل المصري شريف منير، وذلك اعترافا بإسهامهم في النهوض بالسينما العربية والمغاربية.
مهرجان وجدة يطرح مسألة الحضور النسائي في السينما المغاربية
الوسوم