نتانياهو يدعم الأحزاب المتطرفة للبقاء في الحكم

قد ينجح إيتامار بن غفير الذي وصف يهوديا متطرفا قتل 29 فلسطينيا بأنه “بطل”، في دخول البرلمان الإسرائيلي هذا الأسبوع فيما الفضل في ذلك يعود جزئيا إلى دعم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الساعي إلى ضمان بقائه في الحكم.
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي أن تحالف “الصهيونية الدينية” الذي يترشح بن غفير ضمنه قد يفوز بأربعة مقاعد في الانتخابات التي تجرى يوم غد 23 مارس.
وشهدت مسيرة بن غفير السياسية تحالفات متغيرة، إلا أن الجوانب الرئيسية لأيديولوجيته ظلت ثابتة. فهو يستلهم أفكاره من الحاخام المتطرف مئير كهانا الذي أرادت حركة “كاخ” التي كان يتزعمها طرد العرب في اسرائيل من الدولة.
انتخب كاهانا لعضوية البرلمان العام 1984، لكنه منع من الترشح مرة أخرى في 1988 بسبب عنصرية حزبه.
وكان كاهانا الذي اغتيل في نيويورك العام 1990، مصدر إلهام أيديولوجي لباروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصليا فلسطينيا في الخليل العام 1994.
أعرب بن غفير في مناسبات عدة عن إعجابه بغولدشتاين وعلق صورة هذا القاتل الجماعي المدان في منزله، ووصفه بأنه “بطل”.
ويؤيد حزب بن غفير “القوة اليهودية”، ضم إسرائيل لكامل الضفة الغربية المحتلة التي يقطنها نحو 2,8 مليون فلسطيني.
ويخوض نتانياهو خلال هذه الانتخابات معركة رابعة لإعادة انتخابه في أقل من عامين. وتظهر استطلاعات الرأي أنه قد يكافح مرة أخرى لتأمين غالبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وسعيا لتعويض خسارة مقاعد محتملة لصالح حزب “الأمل الجديد” الذي شكله أحد منافسيه البارزين جدعون ساعر العام الماضي بعد انشقاقه عن حزب الليكود الذي يتزعمه، ساعد نتانياهو في تنظيم تحالف جديد من القوميين الدينيين اليمينيين المتطرفين معروف باسم “الصهيونية الدينية”.
وإذا تجاوز هذا التحالف الجديد النسبة المطلوبة لدخول البرلمان، فمن المحتمل أن يوفر للمعسكر الموالي لنتانياهو أربعة مقاعد إضافية سيكون رئيس الوزراء الحالي بأمس الحاجة إليها.
لم ينف نتانياهو أنه ساعد في التوسط في الاتفاق الذي جعل البيت اليهودي يتحالف مع الاتحاد الوطني، بقيادة بيتسالئيل سموتريتش.
وقال نتانياهو لوسائل إعلام إسرائيلية إن بن غفير لن يحصل على منصب وزاري في حكومته، لكنه سيكون جزءا من “ائتلافه”.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد من حزب” يش عتيد” (هناك مستقبل) الوسطي في تغريدة الشهر الماضي إن محاولة نتانياهو “دفع” حزب “القوة اليهودية” إلى البرلمان “مخزية”.
كذلك انتقدت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي ظهور بن غفير مجددا في المضمار السياسي، مذكرة بسلوكه التحريضي قبل اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين العام 1995.
فقبل أسابيع من إطلاق النار على رابين في تل أبيب من قبل متطرف يهودي معارض لعملية أوسلو للسلام، انتزع بن غفير شعار سيارة رابين وهي من نوع كاديلاك.
وقال بن غفير آنذاك باعتداد “مثلما وصلنا إلى هذا الشعار، يمكننا الوصول إليه (رابين) أيضا”.
وقالت ميخائيلي، وهي من اتباع رابين قبل فترة قصيرة عن بن غفير “البندقية التي قتلت رابين ورؤية السلام في 1995 عادت لاغتيال الديموقراطية الإسرائيلية”.
وقال المحلل السياسي الاسرائيلي شموئيل روزنر لوكالة فرانس برس إن تقوية نتانياهو الضمنية لبن غفير دليل آخر على أن لديه “شغفا كبيرا بالحكم وهو مستعد لبذل الكثير للبقاء في السلطة”.
وأضاف “إنه أقل اهتمام ا بآداب السلوك وما سيقوله أو يفكر فيه الناس وأكثر تركيزا على العمليات الحسابية البسيطة لكيفية الاحتفاظ بالسلطة”.
وأكد روسنر “إن كان الأمر يتطلب دفع بن غفير إلى البرلمان في سعيه للحصول على مقعد في البرلمان، فلن يردعه ذلك”.
ويسعى بن غفير من خلال السعي إلى دخول البرلمان السير على خطى ميخائيل بن آري أحد أتباع مئير كاهانا أيضا، الذي كان في الكنيست من 2009 إلى 2013. لكن المحكمة العليا حظرت بعد ذلك دخوله البرلمان بسبب آرائه العنصرية والمتطرفة.
وأشار روزنر إلى أن السياسة الإسرائيلية قد تغيرت منذ دخول بن آري البرلمان إذ باتت الغالبية الساحقة للناخبين تركز على مسألة ما إذا كان نتانياهو يستحق البقاء أم الرحيل وينقسمون حولها.
وقال إن قبول الأصوات المتطرفة “أصبح أكبر (..) لأن المنافسة محتدمة والنتائج متقاربة جدا.. فيما يسقط المزيد من الحواجز النفسية”.
وبينما ظل بن غفير ثابتا في آرائه المتطرفة ولم يتنصل من دعمه السابق للقاتل الجماعي غولدشتاين، إلا أنه نأى بنفسه بشكل هامشي عن كهانا خلال الحملة.
وقال بن غفير في تصريح إلى صحيفة هآرتس اليسارية الشهر الماضي إنه يعتبر كهانا “رائعا”، لكنه لا يرى نفسه خليفة للحاخام الراحل وأن أيديولوجيتهما “مختلفتان”.
في أعقاب مجزرة غولدشتاين في الخليل، وصفت إسرائيل حركة كهانا كاخ بأنها منظمة “إرهابية”.

> أ.ف.ب

Related posts

Top