انهزم فريق نهضة بركان أمام مضيفه القطن الكاميروني بهدفين دون رد، في المباراة التي جرت بينهما أول أمس الأربعاء برسم الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
هزيمة مدوية بالنسبة لحامل اللقب، في مقابلة شهدت أجواء صعبة عانى خلالها لاعبو الفريق المغربي من ارتفاع كبير للحرارة، أثر على استعدادهم البدني، وظهر ذلك من خلال النتيجة، وتوقيت تسجيل الهدفين.
فبعد أن أنهى الشوط الأول بدون أهداف، تمكن الفريق المحلي من تسجيل هدفين في الشوط الثاني في الدقيقتين 54 و72، مستغلا انهيارا بدنيا للاعبي النهضة، والذين تأثروا بالارتفاع المهول في درجة الحرارة أثناء توقيت إجراء المباراة.
وتجلت معاناة لاعبي الفريق المغربي في عدم القدرة على مجاراة إيقاع الخصم، إلى درجة تعرض معها لاعب الوسط العربي الناجي لحالة إغماء، من جراء ارتفاع درجة الحرارة، ورغم أن هذا اللاعب معروف بقوته البدنية، وقيمة المجهود الذي يبذله في كل المباريات، سواء داخل المغرب أو خارجه، إلا أن فوق طاقتك لا تلام.
خروج الناجي ترك فراغا مهولا بوسط الميدان الدفاعي، مما استغله القطن بشكل لافت، حيث مارس ضغطا قويا، ليتمكن من تسجيل هدفين متتاليين رجحا كفته في هذه المباراة، وهى النتيجة التي غيرت من معطيات المجموعة، بعد أن قفز الفريق الفائز للمرتبة الثانية، وراء شبيبة القبايل الجزائري، متقدما عن النهضة البركانية بفارق الأهداف.
هذه الظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة، والتي لم تكن رحيمة بالفريق المغربي، تحيلنا على التغييرات التي وعد بتطبيقها الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي على المسابقات الإفريقية، ومن بينها برمجة المباريات ليلا، وتجهيز الملاعب بالإنارة، وإلغاء إجرائها ظهرا.
هناك وعود أخرى من المقرر أن تطبق بداية من الموسم القادم، كتوفير تقنية الحكم المساعد (VAR)، وتحسين النقل التلفزي، وتجهيز الملاعب، وكل هذه الإجراءات من شأنها الرفع من مستوى المباريات، والزيادة في قيمة المسابقات، عكس الاستمرار بنفس الظروف الحالية، التي تعطينا بين الفينة والأخرى، حالات صادمة كتلك التي وقفنا عليها خلال مباراة ملعب “رومدي ادجيا” بمدينة غاروا الكامرونية.
وإذا كانت حالة الطقس ساهمت في حدث الهزيمة المدوية، فالأكيد أن هناك عوامل أخرى، كان لها تأثير بالغ على ضعف مناعة بطل النسخة الماضية، من بينها الفراغ الذي يعرفه الطاقم التقني، بعد استقالة طارق السكيتيوي، وعدم تعيين مدرب جديد، ثم ارتفاع معدل سن اللاعبين، مما أفقد الأغلبية الساحقة منهم قوة التحمل، وظهر ذلك أيضا في سلسلة الهزائم التي حصدها الفريق منذ بداية هذا الموسم بمسابقتي البطولة الاحترافية وكأس العرش.
إذن هناك أسباب ومسببات وراء سلسلة هذه الهزائم التي يحصدها الفريق البرتقالي، والأكيد أن المسؤولين يقفون على كل التفاصيل، ومن الضروري معالجتها اليوم قبل غد.
>محمد الروحلي