بعد المباراة الإعدادية ضد منتخب أنغولا بملعب أكادير، تعود العناصر الوطنية مساء اليوم الثلاثاء، لنفس الملعب، قصد خوض مواجهة ثانية، وهذه المرة ضد منتخب موريتانيا…
ويترقب المتتبعون حجم التغييرات، من المفروض أن يقدم عليها المدرب وليد الركراكي، تغييرات مرتقبة بحكم معطيات المواجهة الأولى، وما أظهرته مرة أخرى، من ضرورة إيجاد حلول ناجعة، سواء على مستوى النهج التكتيكي، أو طريقة توظيف إمكانيات كل لاعب، أضف إلى ذلك أهمية إعطاء فرصة، لمجموعة من الأسماء تتواجد ضمن اللائحة…
ضد أنغولا ظهر الاستعصاء التكتيكي واضحا، إذ لم يجد “أسود الأطلس” حلولا في كيفية تجاوز خطة أنغولية، لا تؤمن بالانفتاح، ولا تفضل أخذ المبادرة، وكأن المدرب بيدرو غونسالفيش، يخاطب “رأس لافوكا” قائلا: “أنت رابع العالم، فما عليك، إلا أن تعكس هذه القيمة، فوق أرضية الملعب، وتبرز الكيفية الفعالة التي ستتجاوز بها منظومتنا الدفاعية”…
ولعله نفس الخطاب الذي ووجه به مدربنا في كل المباريات التي خاضها، مباشرة بعد المشاركة المونديالية الناجحة، سواء أكانت رسمية أو ودية، باستثناء المباراة ضد البرازيل، حيث كان الطابع الاستعراضي طاغيا، والأجواء الاحتفالية ملحوظة…
وعليه، فقد أصبح وليد أكثر من أي وقت مضى، مطالبا بضرورة إيجاد حلول بديلة، كمهمة جد مستعجلة، بالنظر إلى العجز الواضح، في كيفية تحويل السيطرة الميدانية، من عامل سلبي إلى إيجابي مفيد…
وهذا ما أقر به أخيرا المسؤول الأول عن الطاقم التقني للمنتخب، عندما أكد خلال اللقاء الإعلامي الأخير، على ضرورة تغيير أسلوب اللعب؛ بعد أن أصبحت الخطة الحالية مكشوفة…
إقرار جاء نوعا ما متأخرا، بعد طول مماطلة وهروب للأمام، أدى إلى خروج صاغر من مسابقة كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار…
ننتظر الطريقة التي يمكن أن يفاجئ بها الركراكي مساء اليوم، منتخب موريتانيا ومدربه المقتدر أمير عبدو، إذ من المنتظر أن تشهد أرضية ملعب “أدرار” مواجهة تكتيكية، من المفروض أن يستعمل خلالها كل مدرب خبرته وكفاءته وقيمة تكوينيه…
ومن المنتظر أيضا، أن تمنح الفرصة أكثر لعناصر أخرى، والوقوف على إمكانياتها؛ والإضافة التي يمكن أن تمنحها لأداء “أسود الأطلس” مع كامل التمنيات بالوصول إلى درجة من الإقناع، وهو ما افتقد ضد أنغولا، حيث انتهت المواجهة بفوز صغير، وبهدف من نيران صديقة…
محمد الروحلي