‎ توقيع كتاب “رحلات البحث عن جذور الضباب” في الحسيمة

احتضنت دار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة مؤخرا، حفل توقيع ومناقشة مؤلف الأستاذ المفتوحي أحمد بوقرب، المعنون بـ “رحلات البحث عن جذور الضباب”، في جزأيه الموسومين بـ “من الحسيمة كانت البداية” و “في فاس كان الانبهار”.
إلى جانب الكاتب، شارك في هذا النشاط الثقافي الأساتذة جمال أمزيان ومحمد لمرابطي ومحمد بركاز وعبد القادر الخراز، بحضور مجموعة من الفعاليات الثقافية المهتمة بالمنطقة، خاصة من الشخصيات التي أدلت بشهاداتها في الكتاب كعلي الأجديري وعمر الصابري وفوزي العراقي وعبد الحميد الرايس.
وتطرق المؤلف أحمد بوقرب في الكتاب إلى نشأة النخبة المثقفة بالحسيمة في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، حي كان جزء من هذه النخبة يحمل تكوينا مزدوجا من الثقافة التقليدية والمتنورة، والتي تخرجت من جامعة القرويين بفاس ومن الأزهر الشريف بمصر، إلى جانب النخبة الجديدة ذات المنحى الحداثي والتقدمي التي مهدت الطريق للنخبة السياسية المناضلة ضمن الأحزاب الوطنية.
كما ناقش الحضور والمشاركون ميلاد المؤسسات التربوية والتعليمية بالمدينة خلال فترة الحماية الاسبانية أو بعد استقلال المغرب من قبيل مدرستي محمد الخامس وعلي بن حسون والمدرسة الإسلامية للبنات لعبد العزيز الورياغلي وثانويتي الباديسي والتعليم الأصيل، ولم يفوت اللقاء فرصة مناقشة انبثاق الفعل المسرحي الجاد والصادق بالمدينة ومنها أسماء لمسرحيين لا تزال حية.
وتوقف المشاركون عند أهمية التدوين والكتابة باعتبار أن هذا العمل الذي قام به الأستاذ المفتوحي أحمد بوقرب يعتبر مدخلا رئيسيا ومشجعا نحو التأليف والكتابة اليومية المعبرة، وتم في المقابل التنويه بإحداث مؤسسات تعنى بالتوثيق والأرشيف، بداية من المكتبة التابعة لبلدية الحسيمة في فترة الستينيات والسبعينيات.
كما تناول النقاش أيضا بعض المواضيع المعتمة من التاريخ الراهن والمعاصر للمغرب، من قبيل مشاركة المغاربة في الحروب الدولية الكبرى، ومشاورات إيكس – ليبان، ونشاط جيش التحرير المغربي، وتغلغل بعض الحركات الأجنبية.
وأوضح المفتوحي أحمد بوقرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الكتاب المعنون ب “رحلات البحث عن جذور الضباب”، يتكون من جزأين، عرف من خلالهما ببعض الوجوه التربوية اللامعة من الاساتذة، خاصة بالمؤسسات التعليمية الشهيرة بالمنطقة الممتدة بين الحسيمة وتطوان والناظور.
وأضاف أحمد بوقرب أن جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، استجاب لملتمس الساكنة خلال زيارته للحسيمة في بداية الستينيات بشأن إحداث ما كان يسمى آنذاك بالسلك الثاني من التعليم الثانوي بمؤسسة أبي يعقوب الباديسي الثانوية، وكيف أن الثانويتين الوحيدتين بالإقليم حينئذ نجحتا في تخريج أطر عليا في مختلف أسلاك الوظيفة العمومية وأجهزة الدولة، من قبيل التعليم والصحة والقضاء والأمن والعدل والقوات المسلحة الملكية وفي مجال الهندسة.

Related posts

Top